الوصم الاجتماعي.. عن التغيرات الفسيولوجية التي يجب إخفاء حدوثها

بالأمس أعلنت اللجنة الأولمبية برئاسة المهندس “ياسر إدريس” في واقعة لاعبة الملاكمة المصرية “يمنى عياد” بيانًا وكان ملخصه الآتي: “أن اللاعبة عانت عند وصولها إلى باريس من زيادة في الوزن ناتجة عن ظروف وملابسات يوم السفر والطيران، ثم استطاعت تحقيق الوزن الخاص بعد اتباعها برنامج خاص في الأيام السابقة للمنافسة وبعد وصولها إلى باريس، ثم فوجئت بتغيرات فسيولوجية وهورمونية مفهومة لكل السيدات والآنسات والأطباء وبنتحفظ على ذكر التفاصيل طبقًا لأعرافنا وتقاليدنا المصرية وحفاظًا على حقوق ونفسية اللاعبة.. مع العلم أن هناك تقريرًا تفصيليًا من اللجنة الطبية يؤكد عدم توجيه أى مسؤولية على اللاعبة والجهاز الفنى والإدارى ومن يريد الاطلاع عليه من المتخصصين يتفضل في اللجنة”، وربما كان البيان يمر مرور الكرام لو ذكر اسم هذه التغيرات والمقصود بها “الدورة الشهرية”، لكن أصبح الأمر محل سخرية من الجميع بما فيهم بعض النساء، هذه السبة أو التغيرات التي يجب إخفائها والإشارة لها من بعيد هي “الدورة الشهرية” والتي عادة يتعامل معها البعض وكأنها عورة يجب إخفائها.

لا يتوقف الأمر عند ما أعلنته اللجنة، بل ربما إذا فككنا هذا الخطاب وحللناه على المستوى الاجتماعي، ربما وقتها نستطيع الحد من السخرية التي تطول الأمر، عادة ما تُغطى “الفوط الصحية” بكيسٍ أسود حتى تخفي النساء أو الفتيات الجريمة المتخيلة التي ارتكبوها، وإذا لم تُغط قد توصم هذه السيدات بأنها منحرفات، وما بين عملية الإخفاء والإظهار والاهتمام بها، قد يحفز على زيادة وصم النساء والفتيات بأنهن خليعات أو قد يبرر ارتكاب جرائم بحقهن إذا كسروا هذا الكود الأخلاقي المتخيل.

ربما ما على الجميع إدراكه هو أن الدورة الشهرية ليست سبة أو عورة يجب إخفائها بل هي أمرًا طبيعيًا وحتى لو المشاركة بطلة ومرشح أن تكون بطلة، في ربما يجب على اللجان المنظمة للرياضات التي تشارك بها النساء أخذ ذلك في الاعتبار.

آخر كلمة ماتفوتوش قراءة: ماذا حدث مع صاحبة الإنجاز التاريخي “يمنى عياد” في أولمبياد باريس؟

تعليقات
Loading...