الحرب في السودان بعثت حقبة التكايا من جديد
كانت واحدة من أقوى مظاهر الترابط الاجتماعي في السودان، ارتبطت عامة بالمرجعيات الدينية وشيوخ تحفيظ القرآن وتجويده وبعد أن صارت عادة شبه مهجورة، عادت التكية السودانية بقوة لتصدر مشاهد التكافل الاجتماعي نتيجة للحرب الشرسة في البلاد.
عادت لتساعد المحتاجين، وبدأت تقدم وجبات الطعام اليومية للعائلات الأشد فقرًا مع فقدان الغالبية العظمى لمصادر دخلهم، ووفقًا لناشطين في مجال العمل الطوعي، فإن ارتفاع أسعار مكونات الوجبات بنسب تراوحت بين 100 إلى 200 %، قلص عدد الوجبات المقدمة بمقدار النصف خلال الأسابيع الماضية. في حين تضاعفت أعداد فاقدي القدرة على تلبية احتياجاتهم اليومية من الطعام، مع فقدان أكثر من 60% من السودانيين مصادر عيشهم بعد اندلاع الحرب.
كما يتم تداول الدولار الواحد حاليًا عند نحو 2300 جنيهًا سودانيًا مقارنة بـ600 جنيه قبل اندلاع الحرب، مما ألقى بتبعات كبيرة على القدرة الشرائية.
الغالبية العُظمى من المواطنين إن لم يكونوا كلهم كانوا يحرصون على تشييد مضيفة خارجية بالطوب الأخضربسور منازلهم تُسمى (السبيل) و ربات المنازل فيحرصن دائمًا على ملء الأقداح بالطعام ووضعه في مكان مرتفع وظاهر للعيان داخل السبيل، كما أن عادة السبيل جعلت إطعام الجوعى هبة لعابري السبيل سواء بالنهار أو الليل دون الحاجة لاستئذان أصحاب البيوت أو طرق الأبواب.
ولكن الآن الكل في السودان يطرق الأبواب التي لم تعد موجودة، وبعد ما قلنا أن التاريخ يعيد نفسه في غزة وتم إحياء التكايا التاريخية من جديد فالتاريخ يعيد نفسه ولكن هذه المرة في السودان.
آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: مجزرة المواصي: معادلة إسرائيل والكلام الفارغ