الحايك والطنطور: قطع أزياء تراثية ارتدتها نساء الوطن العربي
تقنيات حياكة وتطريز وزخارف قدمت صورة عن المرأة العربية ومكانتها في عهود مختلفة، وكانت مؤشر عن فن وجمال وعن طبيعة المرأة دون أن تصرح هي بذلك، فيمكن للثوب أن يشير إلى عمرها ومكانتها وحالتها الاجتماعية والاقتصادية وفنونها اليدوية بمجرد رؤيتها وهي تسير.. فماذا عن أشهر قطع الأزياء التراثية التي ارتدتها النساء في الوطن العربي؟
المجدلاوي الفلسطيني
على الرغم من تشابه الزى الفلسطينى مع الزى الشعبى لبلاد الشام إلا أن الزى الفلسطينى مختلف فى أشياء عديدة أهمها التطريز والألوان، خلال فترة الأربعينيات كان يختلف أيضًا حسب الحالة الاجتماعية للمرأة، فالمرأة المتزوجة يختلف زيها عن المرأة غير المتزوجة، والمرأة الفلاحة يختلف زيها عن المرأة المدنية، وكان الاختلاف في الخامات المستخدمة والتى على رأسها نوع القماش والتطريز.
وأشهلا هذه الأزياء المجدلاوي الذي يحمل خمسة أسماء: (الجلجلي، جنة ونار، وجنار، والبلتاجي) ويتم شغله على النول، وليس بالتطريز اليدوي، وهو مصنوع من قماش مقلم بخطوط طولية بلون مختلف للون القماش الأصلي، بأيدى أبناء مجدل النازحين إلى غزة لذا سمى بهذا الاسم، والمجدل هي مدينة محتلة في فلسطين الثوب المجدلاوي.
الحايك الجزائري
أي عروس تزف من بيت أهلها إلى منزل زوجها من دون ارتداء هذا اللباس فإن عرسها ناقص، تحدثت كتب التاريخ والموروث الشعبي عن الحايك كما تغنت أغنيات أندلسية شعبية بجمال المرأة التي ترتديه.
وهو عبارة عن قطعة من القماش الأبيض تغطي سائر جسد المرأة من الرأس إلى الرجلين، وفي القاموس العربي فإن أصل التسمية يعود إلى الفعل “حاك، يحيك، حياكة” بمعنى نسج، ولعقود استعملت المرأة الجزائرية “الحايك” كثوب في كل تنقلاتها خارج المنزل، وحتى لقضاء حوائج يومياتها.
وفي مراحل مهمة من تاريخ الجزائر، اتخذ طابعًا ثوريًا وتعددت وظائفه بين تنكر الثوار الجزائريين به لكسر الحصار المفروض على مدينة الجزائر من قبل القوات الفرنسية، أو من خلال استخدامه في حمل الأسلحة الخفيفة والمتفجرات، ومن ضمن المناضلات التي ارتدته زهرة ظريف بيطاط وجميلة بوحيرد.
العبروق الليبي
“يقولوا الناقر ساع أيتوق وحقك يالاوي العبروق.. وحق الحب وحق الشوق أنها الدنيا بالحب أتروق”قيلت فيه أشعار ليبية شعبية، فهو اللباس التقليدي للمرآة في ليبيا، غطاء للرأس ويلف الجزء الأخير حول الرقبة كشال طويل يبلغ طوله حوالي 4 أمتار وعرضه 65 سم، وتتميز هذه الأنسجة بكثرة الزخارف وله انسجة خاصة تسمى أنسجة نول العبروق، وله عدة أأشكال في طريقة لبسه حسب المناطق في ليبيا، وتتميز بهذا اللباس المرآة في الجنوب وهي تفضل ارتداء الفضة علي الذهب لأن في اعتقادها بأن الفضة تعبر علي النقاء.
يقولوا الناقر ساع أيتوق وحقك يالاوي العبروق
وحق الحب وحق الشوق أنها الدنيا بالحب أتروق
البرقع السيناوي
أما البرقع أو “البرجع” بلغة أهل سيناء، قطعة بدوية ملازمة للفتيات والسيدات قديمًا وحتى الآن ويختلف شكله وتصميمه من قبيلة إلى أخرى، ولكل قبيلة برقع خاص بها يمكن أن يميز أهل سيناء من خلاله الفتاة أو السيدة التي ترتديه، كما أنه مؤشر للحالة الاجتماعية والاقتصادية لمن ترتديه، فهناك من يطعمه بالجنيهات الذهبية أو الفضية، ومؤخرًا تم إدخال قطع معدنية رخيصة لإضفاء الطابع الجمالي فقط.
وهو عبارة عن قطعة قماش مطرزة بخيوط مختلقة، يجرى تزيينه بأشكال سلاسل تتدلى بجوار الأذن يطلق عليه “الشرو”، وعندما يزين ببعض السلاسل التي بها عملات معدنية يطلق عليه “المعاري” أو “الطاطوح” ويطلق على الجزء السفلي من البرقع لفظ “الشكة”، وبها عملات فضية سميكة، وعند الأنف توجد “الخنجيرة” قطعة معدنية لتثبيت البرقع.
الطنطور اللبناني
يرجح ابن منظور في لسان العرب أن دخول الطرطور إلى لبنان كان “مع العشائر العربية ابتداءً من عهد الفتح العربي، للأميرة خاصكية زوجة الأمير فخر الدين، التي سافرت معه إلى توسكانا في صورة لها وضعت هناك تمثلها والطنطور على رأسها…”.
وعن ملاحظات الرحالة عن النساء والطنطور، الرحالة ذكروا نصًا في وصفه “إذ كانت النساء، يثبتنه على رؤوسهن بأربعة أبازيم وبخنق من الفضة، يشبه حلقة الفك، ويركزنه على طاسة من المعدن نفسه، مطلية بالذهب، ومخرمة تخريمًا دقيقًا، ويعلقن في رأسه خمارًا طويلاً يسترسل بأناقة على العنق والكتفين”، ولكن بعد ذلك تم إلغاؤه نظرًا لغلو سعره.
آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: تسريحات وقصات شعر كانت جزء من ظهور الفنانات على الشاشة