التنمر وإصدار الأحكام علي السوشيال ميديا: ليه لازم نقف قدام النوع ده من التفكير ونحاربه؟
جزء من شهرة أي فنان، هو إن حياته بتكون متاحة الجميع، وناس كتير بتشوف إنه من حقهم كجمهور الفنان ده إنهم يتدخلوا في تفاصيل حياته، وساعات كتيرة ينتقدوه بحكم إنه واحد من الناس اللي تحت الأضواء فبيشوفوا أن ده ببساطه شئ طبيعي.
ده جزء من ضريبة الشهرة اللي عاجلاً أو آجلاً بيضطر الشخص المشهور إنه يتأقلم عليها. ولكن في النهاية كل إنسان ليه حقه إنه يبقى عنده جزء من الخصوصية. ومع انتشار حالات التنمر الألكتروني على الفنانين، وإصدار أحكام سريعة وقاسية عليهم بشكل كبير على كل السوشيال ميديا مؤخرًا، مُهم جدًا إننا نكلم في الموضوع ده ونحط حد ليه.
معظمنا شاف الخبر اللي بيقول إن رجل الأعمال المعروف أحمد أبو هشيمة أهدي زوجته الفنانة ياسمين صبري عربية رولز رويس، وكان طبيعي بعدها إننا نشوف فيضان من الميمز والكومنتات اللي بتعلق عليهم بشكل ساخر، وفي أحيان كتيرة مُسئ ليهم كمان. والسؤال هنا ليه؟ بعيداً عن الهزار بس حقيقي ياسمين صبري فنانة معروفة، وأبو هشيمه واحد من أكبر رجال الأعمال المصريين. فاحنا منتظرين إيه غير إن واحد من أنجح وأغني رجال الأعمال في مصر يجيب لمراته عربية فاخرة زي دي؟ وليه بنحكم من الأساس إن الجوازة دي قائمة علي الفلوس مش الود والتفاهم؟ وبالرغم من التعليقات السيئه الكتير اللي كانت موجوده، في ناس بردو دافعوا عنهم، وعلشان كده حبينا إن أحنا ندعم النوع ده من التفكير اللي بيحارب التنمر، وتصدير الأحكام علي الآخرين بدون وجه حق.
وواحدة من أكتر البوستات الجارحة، كانت اللي انتشرت مؤخرًا بعد فرح خضره مصطفي خاطر وأوس أوس فنانين مسرح “تياترو مصر”. والغريبه إن الإتنين مش هما اللي أخدوا النقض بشكل مباشر على طلتهم في الفرح، ولكن زوجاتهم.
فأوس أوس و زوجته كانوا فقدوا طفلهم الرضيع قبل شهرين من الفرح، بالإضافة لفقدان الزوجة لأخوها من وقت مش بعيد، وبدل ما يتم تقديم الدعم ليهم، أو على الأقل السكوت، لقينا شلال من الانتقادات والتهكم علي الزوجة لمجرد إنها مبتسمة في صور حفل الزفاف. وده طبعاً أثار غضب الزوجين، وخصوصًا أوس أوس اللي قال إن مراته كانت بتمر بحاله نفسيه سيئه جدًا، ودي كانت أول مناسبة سعيدة يحضروها ويحاولوا ينسوا فيها الألم شوية. وبسبب اللي اتقال على السوشيال ميديا، حالة الزوجة النفسيه إنهارت أكتر، وده أكبر مثال علي إنه إزاي شوية تعليقات جارحه أو بوستات علي مواقع التواصل الاجتماعي كفيله إنها تأثر علي نفسية الآخرين، وكمان تصبهم بالإكتئاب.
أما نصيب زوجة الفنان مصطفي خاطر من الانتقادات، أو بمعني أدق “التنمر”، كان بسبب صورتها اللي ظهرت فيها بوزن زائد، والسبب كان منطقي جدًا لأنها ببساطة حامل. لكن بردو ظهرت لينا بوستات من ناس بتتريق على شكلها، وبيقولوا لو الناس بتتغير كده بعد الجواز يبقي مش عايزن نتجوز.
وبالرغم إن ناس كتير ممكن تتحجج بفكرة إن ده مجرد هزار، فلازم نفكر نفسنا إن الهزار مينفعش يكون بيحمل إهانة وتجريح لشخص تاني لمجرد إني “عايز أجيب لايكات” وأضحك المتابعين. فهزار أو جد، النوع ده من التنمر غير مقبول، وبردو زي ما كان في انتقادات لاذعة، كان في دفاع كبير عنها.
لازم نحط إنسانيتنا قبل أي حاجة تانية، ونفكر ألف مرة قبل نشر أي حاجه عن حد ممكن تتسببله في جرح أو ألم نفسي، علشان مينفعش نكون بنطالب بمحاربة التنمر، ونكون إحنا نفسنا بنمارسه كل يوم تحت مسميات تانيه زي إنه “مجرد هزار”..