البشت الشتوي للأمير محمد بن سلمان: رمز الفخامة والأناقة الشبابية
في مشهد يجسد الأصالة السعودية والفخامة الملكية، ظهر الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء، وهو يرتدي البشت الشتوي خلال لقائه مع كيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس الوزراء اليوناني، في المخيم الشتوي بالعلا.
هذا البشت، الذي يتسم بصناعته اليدوية الفاخرة، لفت الأنظار وبرز كرمز ليس فقط للفخامة، بل أيضًا للأناقة الشبابية التي يجسدها الأمير محمد بن سلمان.
ومع إعلان السعودية عن تسمية عام 2025 عامًا للحرف اليدوية، أصبح البشت الشتوي أكثر من مجرد قطعة ملابس، بل رمزًا لإحياء التراث العريق والمستمر في الثقافة السعودية.
ما هو تاريخ صناعة هذه الحرفة؟ وكيف يعكس البشت الشتوي أهمية التراث الثقافي السعودي؟ وكيف استطاع المخيم الشتوي في العلا أن يكمل هذه الصورة الأصيلة؟
في هذا المقال، سنتعرف على أصول البشت الشتوي، وأهميته الثقافية، وسنكتشف كيف أصبح الأمير محمد بن سلمان أيقونة للأناقة التراثية في العصر الحديث.
لا تفوّت قراءة: الجمال المثالي للمرأة في 2025: 10 صيحات جديدة في جراحة التجميل
المخيم الشتوي في العلا: جزء من الأصالة السعودية
في قلب المخيم الشتوي في العلا، ظهرت الأصالة السعودية بأبهى صورها خلال اللقاء الذي جمع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع كيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس الوزراء اليوناني.
هذا المخيم، الذي يعد جزءًا من التراث السعودي، يقدم لمحة عن العراقة التي تشتهر بها المملكة، ويعد بمثابة منصة للمزج بين الضيافة السعودية والتراث الثقافي.
يتميز المخيم الشتوي في العلا باستخدام الألوان الهادئة التي تعكس روح البادية، إلى جانب التطريزات التي تمثل جانبًا من التراث السعودي الغني.
هذه التطريزات، التي تعتبر جزءًا من تصميمات السدو التقليدية، جرى نسجها يدويًا بأيدي سعودية ماهرة، مما يعكس ارتباط المملكة العميق بالحرف اليدوية وفن البناء التقليدي.
وبينما يحتضن هذا المكان الطابع التقليدي، فإنه في الوقت ذاته يعد مركزًا للسياسة والدبلوماسية السعودية.
فقد اعتاد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان استقبال كبار الشخصيات والزوار في هذا المخيم خلال فصل الشتاء، حيث يصبح نقطة تلاقي بين التراث العريق و العمل الدبلوماسي.
هذه التجربة تمثل تجسيدًا حيًا لما تمثله المملكة من توازن بين الماضي والحاضر، وتقدم نموذجًا فريدًا للضيافة والاحتفاء بالثقافة.
إذًا، فإن المخيم الشتوي في العلا لا يقتصر على كونه مكانًا للاسترخاء والتلاقي، بل هو مؤشر على التزام السعودية بالحفاظ على تراثها، بينما تواصل أيضًا تعزيز دورها السياسي والدبلوماسي على الساحة العالمية.
من هو حائك البشت الشتوي الذي ارتداه ولي العهد السعودي؟
حائك البشت الشتوي الذي ارتداه ولي العهد السعودي هو أحمد المهدي، أحد الأسماء البارزة في صناعة البشوت التقليدية.
أحمد المهدي، الذي يمتلك خبرة طويلة في هذا المجال، يعمل مع شقيقه في صناعة البشوت الملكية والفاخرة في محافظة الأحساء.
هذه الحرفة التي تعود لعدة أجيال، تعد جزءًا من التراث السعودي العريق، وتتمتع بتفاصيل دقيقة تجعلها مرموقة بين الملوك والأمراء.
ماذا جاء في تفاصيل البشت الشتوي؟
تفاصيل البشت الشتوي الذي ارتداه ولي العهد السعودي، كما يوضح أحمد المهدي، تتسم بالحرفية الدقيقة والترف الفاخر.
البشت يعتبر تحفة فنية حيث تمت حياكته يدويًا باستخدام الوبر الثقيل المعروف باسم “جبر”، الذي يجرى استخراجه من حيوان اللاما الذي يعيش في جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية.
هذه المادة الفاخرة توفر الدفء المطلوب خلال فصل الشتاء، مما يجعل البشت يناسب المناسبات الكبيرة، خاصة لكبار الشخصيات.
يضيف المهدي أن الخامة ذات الوزن الثقيل تجعل البشت قطعة مميزة، يجرى تصنيعها خصيصًا للشخصيات الرفيعة، ليكون اختيارًا مثاليًا لاحتفالات ودعوات دبلوماسية هامة، وهو ما تجسد بشكل واضح في المخيم الشتوي في العلا.
حياكة البشوت: تاريخ وثقافة وهوية
مهنة صناعة وحياكة البشوت تعد من أقدم وأشهر الحرف في العالم العربي، ويطلق عليها في بعض المناطق مثل بلاد الشام والمغرب اسم “المشلح”.
تحوّل البشت من مجرد ثوب تقليدي يُرتدى في المناسبات الخاصة والأعياد إلى رمز ثقافي هام في العديد من الدول العربية، مثل السعودية والإمارات وقطر.
تعود أصول البشت إلى العصور القديمة، إذ يُقال إنه ظهر لأول مرة في شبه الجزيرة العربية قبل حوالي 2000 عام.
في البداية، كان يرتديه الرجال في المناطق الصحراوية لحماية أنفسهم من الحرارة الشديدة والأتربة.
مع مرور الوقت، تطور البشت ليصبح جزءًا من الاحتفالات والمناسبات الكبرى.
يظهر البشت في نسختين رئيسيتين: الصيفي والشتوي، كل منهما يتميز بـ الخامات والألوان المناسبة للموسم.
يُزين البشت أحيانًا بأكسسوارات تقليدية مثل العقال والخنجر، مما يضفي لمسة من الأناقة والتميز على المظهر العربي التقليدي.
الأحساء أول المدن التي بدأت في حياكة البشت
الأحساء أول مدينة بدأت في حياكة البشت، حيث اتقنت العديد من العائلات هذه الصناعة لأكثر من قرن.
كما تعتبر الأحساء الرائدة في صناعة المشالح، وقد ارتبطت هذه المهنة ارتباطًا وثيقًا بالمنطقة.
البشت الحساوي يتميز بخصوصيته الفائقة في دقة الحياكة اليدوية، بحسب علي القطان صانع المشالح الملكية في الأحساء.
يستخدم البشت في تصنيعه خيوط الحرير والقطن والصوف.
وتطرز حواشيه باستخدام الزري الذهبي والفضي، مما يضفي عليه لمسة من الفخامة والترف.
عملية حياكة هذا البشت قد تستغرق ما بين عشرة أيام إلى ستة أشهر.
تمر صناعة البشت الشتوي عبر سبع مراحل مختلفة، ويشارك فيها خمسة متخصصين، حيث يقوم كل منهم بعمله على حدة.
وتختلف أسعار المشلح اليدوي حسب التصميم والألوان والمقاس ونوع الخامات المستخدمة.
يتراوح سعر البشت الشتوي ما بين 3 آلاف إلى 8 آلاف ريال سعودي.