الأم التانية في حياتنا.. لماذا نعتبر جداتنا “شخصية فريدة” في روايتنا؟
دائمًا ما يردد المصريون مثل “أعز من الولد ولد الولد” ، أي أن إذا كان هناك أعز من الابن فهو الحفيد، هذا بالنسبة لمشاعر الأجداد والجدات للأبناء، لكن بالنسبة للأحفاد فعلاقة الحب بيننا وبينهن تختلف، فبالرغم من عدم وجود أوصاف دقيقة لعلاقتنا بجداتنا كهذا المثل الشعبي، إلا أننا نشعر بالفعل بأننا الأقرب لقلوبهن عن أي شخص آخر. و بمجرد دخولنا لمنزل الجدة نشعر بمشاعر مختلطة من الأمان والحب والدفء لم نعهدهم من قبل، فالسر في الأمر ليس في كم الحب الذي نتلقاه فقط منهن بل هناك أموراً كثيرة ممتنين فيها لجداتنا تجعلهن أشخاص لهن مكانة خاصة في قلوبنا، لكن من وجهة نظر حفيدة، ما هو السر؟
دور أمومة مختلف
تولد خبراتنا ومعرفتنا بالحياة عن طريق الجدة، فهي في الأساس مرشدة الوالدين في تربية الطفل، فتلجأ لها الأم ببداية مشوار الأمومة الخاص بها نظراً لما لديها من خبرات في هذا الأمر، كما تتولى الجدة أمر رعاية الطفل في حال غياب الأم و اضطرارها للذهاب لمشوار أو مصلحة ومن هنا تولد العلاقة بيينا وبينهم فنبدأ كأطفال رؤية أم أكبر في السن تفعل ما يفعله الوالدين لنا بالضبط من حب ورعاية و نصائح لكن بجرعة دلال زائدة. وفي حالات كثيرة نجد أن الجدة تتدخل لفض الأشتباكات حين ترى توبيخ من الوالدين للابن فيرق قلبها له و تقول جملتها المشهورة ” خليه يعمل اللي هو عايزه”
التفنن في إسعاد الحفيد
عندما يذهب الحفيد للمبيت عند بيت جده وجدته، يتفنن الجدة والجد في إسعاد الطفل في الفترة القليلة التي سيقضيها معهم ثم يترك المنزل، فعند معرفة الجدة لميعاد زيارة الحفيد لها تجري وتشتري له الهدايا والألعاب، كما تستمر الجدة في إعداد أشهى المأكولات له طوال الوقت و من كثرة حب الجدة للحفيد و خوفها عليه تشعر دائماً أنه “لسا جعان” مهماً أكل الأخضر واليابس، ليشعر الحفيد بأنه “ملك زمانه” من كثرة الدلال الذي تقدمه الجدة له.
مصدر الحكمة والإلهام
في بعض الأحيان يختلف الأحفاد كثيرًا من الجدات على بعض الأمور التي يتحدثن فيها، لكن في بعض الأحيان نجد إن “كلام تيتا طلع صح”، وأحيانًا نسأل كيف توقعت جدتي حدوث هذا الشيء؟! ، فالجدة بواقع خبرتها واختلاف تجاربها معنا ومع ابائنا تكون لها نظرة مختلفة في الحياة، كما تلهمنا بعض حكم في الحياة من خلال مواقف وأمثال حكتها بشكل مباشر أو غير مباشر .
الشبه بيننا
من الأمور التي تجعل جداتنا قريبات من قلوبنا هو تشابهنا معهن في بعض سمات الشخصية و المواهب والملامح، وبعض الأشخاص يعتقدون أنهم يتشابهون في شخصياتهم مع جداتهم أكثر من أمهاتهم وابائهم. و في بعض المواقف التي تكشف سمات شخصيات الأبناء نجد أن الأم تعلق على تصرف نجلتها “بأن اكتشفت انك طالعة لأمي ” .
حكاياتها من الزمن الجميل
من أكثر الأمور التي تجذبنا في الجلوس مع جداتنا هو حكايتها في صغرها وشبابها التي تأخذنا معها إلى عصر لم نكن فيه ما يجعلنا نتعرف عن حياة الناس قديماً وعاداتهم وتقاليدهم بالإضافة لقصصهم التي صادفت أحداثاً تاريخية، ما يجعلهم نافذة لنا العصور السابقة. بالإضافة طبعاً لقصص يوم ميلادنا التي تقصها علينا مراراً وتكراراً بدون ملل منهم أو منا .
أخر كلمة : ما تفوتوش قراءة : جسر بين الأجيال القديمة والجديدة.. 5 صناع محتوى نجحوا في استقطاب الشباب