ازاي “معايير الجمال” أثرت على حياتنا
في الفترة الأخيرة، بنشوف مناقشة قضية مهمة خصوصًا للجيل اللي عمره دلوقتي أقل من 20 سنة، وهي إن مافيش حاجة اسمها “معايير جمال”.. مافيش كتالوج لو خرجت منه تبقى وحش.. مافيش حاجة اسمها كده. الجيل ده بالذات معاييره بقت ترجع لصور وإنستجرام وتيك توك عليه كل حاجة مثالية، بشرة مثالية وشعر مثالي ووزن مثالي، مش شايفين الحياة حقيقية. ده غير إن هما فئة عمرية هي فعلًا الأكتر تأثر بالانتقاد، وثقتهم بنفسهم بتقل لما يتقارنوا بغيرهم ولما يتقالهم المفروض شكلهم يبقى عامل ازاي.
حتى معايير الجمال والصور النمطية اللي حاصرين نفسنا فيها، مجرد وهم مش حقيقي، يا إما بتعديل وتغيير الصور، يا إما بكميات مكياج غير طبيعية، وصور النجوم والمشاهير بدون تعديلات بتبين ده.
ومن هنا حبينا نفتح الموضوع ده، ونشوف ازاي الناس بتحاول تحاربه وتتخلص من العُقد اللي حصلت لهم بسببه.. بسبب مقاييس مش عارفين مين حطها وفصّلها على مزاجه وقرر يتحكم في العالم كله.
زمان، كان التنمر والانتقاد واضح وصريح، إيه شعرك ده ما تسرحيه ولا تفرديه، أنتي ازاي سايبة نفسك بالوزن ده لازم تخسي، إيه ده هما بياكلوا أكلك ولا إيه لازم تتخني شوية كده علشان العرسان، إيه ده أنتي لابسة لبس أخوكي ولا إيه لازم تلبسي لبس بناتي.. جُمل كتير كانت بتتقال لنا واحنا في سن صغير، حسستنا قد إيه شكلنا مش حلو، وإننا ماحدش هيحبنا، لازم يطلع عيني وأنا بغيّر من طبيعتي اللي ربنا خلقني بها علشان أعجب الناس!
بعدها اللي ماسكين المعايير دي غيروها تقريبًا، اللي تعبت نفسها وخَست، إيه ده لأ آسفين، الموضة دلوقتي تبقي كيرفي، تعبتي نفسك وفردتي شعرك بمواد هتضره وتبهدله سنين علشان ترضينا؟ هاها آسفين، خلينا الشعر الكيرلي هو الموضة.
دلوقتي الموضوع اتغير شوية، لكن لما بدأنا نتنفس ونحس إنه هيتغير للأحسن أخيرًا وهنتخلص من كابوس معايير الجمال، لقيناها بتتحط لنا برضه لكن بشكل أشيك.
الناس اتجهت لتشجيع الاختلاف، أيًا كان شكلك وطبيعة جسمك ولون بشرتك ونوع شعرك، حِب نفسك، أنت جميل، خليكي على طبيعتك، حبي بشرتك، حبي جسمك.. كل الجُمل دي بقت بتتقال وبتشجع الناس يتقبلوا طبيعتهم. لكن للأسف وهي بتتقال، اتحط لنا معايير تانية تكتفنا، فبنلاقي صورة بلوجر حاطة لنا الجُمل الحلوة دي، وهي حاطة أربع خمس فلاتر على الصورة، فنعتقد أكتر إن ده الطبيعي؛ إن وشي مايبقاش فيه غلطة ولا بشرتي فيها غلطة، ونشوف البنات في كل حتة بتسأل ازاي أخلي بشرتي زيّ فلانة، أو أنا ليه وحشة كده ما الناس طبيعتها من غير مكياج حلوة أهي.
حتى لما جينا نحاول نتقبل بعض، عملنا كتالوج جديد.. شعرك كيرلي وما صدقتي إن المجتمع تقبله بشكل ما أو خلوه موضة فهتفضلي على راحتك، لا لا تعالي هنا، الشعر الكيرلي له معايير جمال لازم تمشي عليها علشان نعديكي من الكتالوج، لفيه وحطي خمسين ألف منتج علشان يبقى شكله زي ما احنا عايزين، هتسيبيه على حريته أنتي مجنونة؟ هتمشي “منكوشة” كده؟
ليه لما حتى ابتدينا نشم نفسنا ونقول الحمدلله خلاص الناس ابتدت تكسر قاعدة معايير الجمال دي وتتجه للطبيعة وتقبلها أكتر، برضه طلع لنا مقاييس جديدة تقيدنا؟ وليه الجُمل اللي مفروض تبقى حقيقة ومؤمنين بيها، بقيت مجرد كليشيهات بتتكتب في كابشن صورة ولا تتقال في محاضرة وخلاص؟
مبسوطين إن المسلسلات والأفلام دلوقتي بتشجع الناس، خصوصًا في سن المدرسة، إنهم يتقبلوا شكلهم وإن مافيش حد “وحش” ومافيش حاجة اسمها معايير جمال، وبنتمنى الجيل الجديد فعلًا تختفي من عنده العقدة دي، والأجيال اللي عقدتنا بالكتالوج ده تعرف أثر اللي قالوه فينا.