الأيام اللي فاتت انتشرت صورة لإعلان في الفضاء خارج كوكب الأرض، والناس قالت يعني مش كفاية الإعلانات اللي بتزعجنا على الطرق وفي كل مكان، هنلاقيها كمان في الفضاء؟ حبينا ندور على أصل الصورة وأصل الخبر، هل احنا فعلًا في طريقنا لوجود إعلانات حوالينا في كل مكان حتى في الفضاء الخارجي، مش بس في كوكب الأرض وهنشوف الإعلانات منورة في السماء؟
الصورة اللي انتشرت دي بترجع لخبر من أغسطس 2021، والخبر اللي انتشر وقتها ده أعلن عن شراكة بين شركة كندية ناشئة، وبين شركة سبيس إكس اللي بيملكها رجل الأعمال إيلون ماسك. الشراكة دي هيتم من خلالها إطلاق أقمار صناعية متخصصة في عرض الإعلانات في الفضاء، ودي الأولى من نوعها.
حسب الاتفاق وقتها، القمر الصناعي CubeSat اللي هيتم إطلاقه هيحمل على جانبيه شاشات مخصصة لعرض الإعلانات في الفضاء علشان يشوفوها أهل الأرض من خلال تقنية البث المباشر على القنوات الرسمية للشركة الكندية على يوتيوب وتويتر.
وقتها أعلن صامويل ريد، الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة الهندسية الكندية إن القمر الصناعي المتخصص في الإعلانات هينطلق على متن الصاروخ سبيس إكس Falcon 9، ومن المتوقع إن يتم تنفيذ المهمة دي في 2022، لكن الشركة ما حددتش هيكون في أنهي شهر لحد دلوقتي.
انزعاج بسبب الإعلانات
ناس كتير شايفة إن الإعلانات على كوكب الأرض نفسه بقيت مزعجة، تبقى سايق ويضرب في وشك نور يافطة إعلان يشتت انتباهك عن السواقة ويأثر على نظرك وتركيزك، مش يافطة واحدة بس، الإعلانات على الطرق بشكل عام والطرق السريعة بشكل خاص بقيت أكتر من اللازم. إعلانات لمنتجات وأعمال فنية لأماكن ولعقارات وحاجات كتير، طول ما أنت ماشي تقابل إعلانات، والمزعج أكتر اللي بتعتمد على إضاءة بشكل مبالغ فيه، ونورها بيخطف العين لدرجة تسرق انتباهك عن السواقة، وبيوصل الموضوع لانعدام الرؤية لمدة دقايق، ممكن في الدقايق دي تحصل كارثة احنا في غنى عنها وسط محاولات كتير من الدولة ومن الأفراد لتقليل حوادث الطرق اللي بنعاني منها. غير كده، هنشغل السماء كمان بالإعلانات؟ دي المكان الوحيد اللي مافيهوش إزعاج بشري.
الإعلانات ضرورة لابد منها
لإنها مش حاجة جديدة، الإعلانات مش لسه مولودة بيننا دلوقتي، لكن مفيش شك إن أي حاجة وكل حاجة دلوقتي بقى لها إعلانات، ده اللي خلانا عايشين وسط لوحة إعلانات كبيرة، ناهيك عن عدد الأفراد اللي بيشتغل في الصناعة دي ومدى أهميتها والتطور اللي بتشهده على مدار سنين، لحد ما وصلنا إننا نعمل إعلانات في الفضاء، والجمهور يكون قاعدة عامة وأنسى بقى “الجمهور المستهدف” والمخصص اللي بتسعى وراه طول السنين اللي فاتت، قدامك فرصة تعلن في السماء لسكان الأرض كلهم.
مين هيشوف إعلان في السماء؟
ده بقى رأي تاني خالص، ناس شايفة إن حاليًا معظم الناس مضغوطة جوا دائرة حياة روتينية، أغلبها بيكون جوا أماكن مقفولة زيّ الشغل في شركات ومباني، أو البيت، الناس دي عندها فرصة أصلًا تبص للسماء؟ ده احنا بنتحايل عليهم يفصلوا ويمدوا نظرهم لمكان واسع ويتأملوا، هيوصل لهم إعلان عن شيء والإعلان ده متعلق في السماء كده؟ الاتجاه مفروض يبقى إن القائمين على الإعلانات يستخدموا استراتيجية إنهم يحطوا الإعلان بمعلقة للمُشاهد.