في الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي 2025، يتألق اسم الفنانة منة شلبي بتكريم جائزة الإنجاز الإبداعي، احتفاءً بمشوار فني استثنائي صنع منها نجمة عربية لا تُنسى.
على مدى أكثر من عشرين عامًا، قدّمت منة شلبي أدوارًا راسخة في ذاكرة الجمهور، وحصدت جوائز مرموقة جعلتها رمزًا للجرأة والتجدد والإبداع في السينما المصرية والعربية.

لا تفوّت قراءة: من هي ريما أديوش المغربية؟.. سر النجاح الخفي وراء تتويج عثمان ديمبلي بالكرة الذهبية 2025
كيف بدأت منة شلبي أولى خطواتها على الشاشة؟
ظهرت الفنانة منة شلبي عام 2000 في مسلسل سلمى يا سلامة، بعد أن اكتشفتها النجمة القديرة سميحة أيوب وقدمتها للجمهور.
لكن منذ المشهد الأول، أثبتت شلبي امتلاكها موهبة فطرية لافتة، تجلّت في أداء يجمع بين العمق والبساطة دون أي مبالغة أو استعراض.
وهكذا شكّلت هذه البداية محطة حاسمة، لتفتح الطريق أمام مسيرة حافلة جعلت منها إحدى أبرز نجمات السينما المصرية والعربية.

لا تفوّت قراءة: كيف استخدم باسم يوسف السخرية السوداء لفضح مآسي غزة؟ لقطات أشعلت النقاش العالمي
ما الذي ميّز انطلاقة منة شلبي السينمائية؟

شكّلت أعمالها المبكرة مع مخرجين كبار مثل رضوان الكاشف، أسامة فوزي، كاملة أبو ذكري ومروان حامد، نقطة تحول حقيقية في مسيرتها الفنية.
وفي أول ظهور سينمائي لها بفيلم “الساحر”، جسّدت شخصية نور، الابنة المراهقة لساحر شوارع قاهري يعيش حياة أسرية مليئة بالهشاشة والقلق.
ومن خلال شخصية نور، قدّم الفيلم صورة مؤثرة لمرحلة المراهقة المحاصرة بين ضغوط اقتصادية وهشاشة أسرية، وهو ما كشف جانبًا إنسانيًا عميقًا.
وعند التاسعة عشرة فقط من عمرها، أظهرت منة شلبي طبيعية استثنائية في الأداء، جعلتها تخطف الأنظار بسرعة وتدخل دائرة الضوء في السينما المصرية.

لا تفوّت قراءة: الأفلام العربية في أوسكار 2026: من ينافس على جائزة التمثال الذهبي؟
كيف رسّخت منة شلبي مكانتها بين نجمات جيلها؟
في أدوارها البارزة مثل “عمارة يعقوبيان” و”هي فوضى”، نالت منة شلبي إشادات نقدية واسعة واهتمام المهرجانات السينمائية العربية والدولية.
أما في أعمالها اللاحقة مثل “قبل زحمة الصيف” و”تراب الماس”، فقد واصلت حضورها القوي، لتظل مرشحة بارزة لجائزة أفضل ممثلة في المنطقة.

لماذا لم تكن اختيارات منة شلبي في بدايتها عشوائية؟
منذ خطواتها الأولى، شاركت منة شلبي في أعمال بارزة مثل “حديث الصباح والمساء” المأخوذ عن رواية للأديب الكبير نجيب محفوظ.
ولم تكن هذه المشاركة مجرد ظهور درامي، بل إعلان واضح عن رغبتها في الانتماء إلى مشهد فني رفيع المستوى يعكس قيمة الدراما المصرية.
وهكذا أثبتت أن اختياراتها مدروسة منذ البداية، ما ساعدها على بناء مسيرة مميزة عززت مكانتها بين نجمات جيلها.

لا تفوّت قراءة: صيحات ألوان طلاء الأظافر خريف 2025.. الكرز الأسود يتصدر الموضة أم التيراكوتا؟
مع أي مخرجين تعاونت منة شلبي خلال مسيرتها؟
تعاونت منة شلبي مع نخبة من كبار مخرجي السينما المصرية، وهو ما أسهم في صقل وعيها الفني وتطوير أدواتها التمثيلية على مدى السنوات.
في عام 2004، شاركت في فيلم “بحب السيما” مع أسامة فوزي، ثم قدّمت “بنات وسط البلد” مع محمد خان عام 2005، وتعاونت مع يوسف شاهين في “هي فوضى” عام 2007، الذي عُرض بمهرجان فينيسيا.
كما ظهرت مع يسري نصر الله في فيلم “بعد الموقعة” عام 2012 ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان، مؤكدة حضورها على الساحة العالمية.
ومع المخرج مروان حامد، خاضت تجربتين بارزتين في “الأصليين” و”تراب الماس”، حيث أبدعت في تجسيد أدوار نفسية معقدة ومتنوعة.

لا تفوّت قراءة: كيف تقضي 48 ساعة في البحرين.. استكشف أهم المعالم السياحية في عطلة نهاية الأسبوع
كيف أثرت الدراما التلفزيونية في مسيرة منة شلبي؟
لم يقتصر نجاح منة شلبي على السينما، بل امتد إلى الدراما التلفزيونية حيث قدمت أعمالاً لاقت صدى جماهيري ونقدي واسع.
في 2017، شاركت في “واحة الغروب”، ثم قدّمت في 2021 مسلسل “ليه لأ؟” الذي ناقش قضايا المرأة والاستقلال الشخصي وأثار تفاعلاً كبيرًا.
النقلة النوعية جاءت مع “في كل أسبوع يوم جمعة”، الذي أهّلها للترشح لجائزة إيمي الدولية عام 2021، كأول ممثلة مصرية تصل إلى هذه المرحلة.
كما رسخت حضورها بمسلسل “بطلوع الروح”، الذي أثار نقاشات واسعة بسبب طبيعة الدور وجرأة الموضوع الذي تناوله.

لا تفوّت قراءة: مراجعة EA Sports FC 26.. بعد عام سيئ لعشاق ألعاب كرة القدم تغيرت استراتيجية السلسلة الشهيرة
ما أبرز الجوائز والتكريمات في مسيرة منة شلبي؟

لم تلبث مسيرة منة شلبي أن ازدانت بالجوائز، سواء داخل العالم العربي أو على الساحة الدولية.
في 2005، نالت جائزة أفضل ممثلة من جمعية الفيلم عن دورها في بنات وسط البلد. وفي 2006، حصلت على أفضل دور نسائي أول من المهرجان القومي للسينما عن عن العشق والهوى.
بعد أدائها البارز في فيلم “نوارة” (2015)، نالت جائزة أفضل ممثلة من مهرجان دبي السينمائي الدولي – جوائز المهر، إضافة إلى مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد، وجمعية الفيلم بالقاهرة، والمهرجان القومي للسينما المصرية.
وقد اعتبر النقاد هذا الدور محطة فارقة، إذ جسدت من خلاله صلابة الطبقة الكادحة بواقعية مؤثرة.
أما في الدراما التلفزيونية، فقد حققت إنجازًا تاريخيًا عام 2021 بكونها أول ممثلة عربية تُرشّح لجائزة الإيمي الدولية عن مسلسل “في كل أسبوع يوم جمعة”.
كما حصدت جوائز عن مشاركتها في مسلسل “ليه لأ؟!”، مؤكدة قدرتها الفريدة على التنقل بين شاشة السينما ودراما التلفزيون دون أن تفقد بريقها.

Tabi Nails: صيحة أظافر الحوافر التي أشعلت الجدل على تيك توك
ما وراء التمثيل: كيف أسهمت منة شلبي في المشهد السينمائي؟
لم يقتصر تأثير منة شلبي على التمثيل، بل امتد إلى المشاركة الفاعلة في لجان التحكيم بالمهرجانات السينمائية العربية.
في عام 2014، كانت عضو لجنة تحكيم المسابقة الرسمية في مهرجان قرطاج السينمائي. كما شاركت في لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة بـ مهرجان الجونة السينمائي في دورتيه الخامسة (2021) والسابعة (2024).
تؤكد هذه التجارب أن منة شلبي ليست مجرد نجمة شباك، بل صوت نقدي محترم يسهم في توجيه بوصلة السينما العربية.
لا تفوّت قراءة: أقوى حفلة لكايروكي في 24 أكتوبر 2025.. اعرف أسعار التذاكر وطريقة الحجز والمكان
كيف دعمت منة شلبي حضور المرأة في السينما؟

لم يقتصر تأثير منة شلبي على الشاشة، بل امتد ليشمل دعم صانعات الأفلام وتعزيز حضور المرأة خلف الكاميرا في السينما العربية.
في عام 2020، شاركت في مبادرة لدعم المخرجات العربيات، مؤكدة التزامها بفتح الأبواب أمام المواهب النسائية بنفس قوة اختياراتها التمثيلية.
حرصت شلبي على الانضمام لمشاريع تبرز صورًا معقدة للمرأة، كما عملت على إرشاد المواهب الجديدة ودعم النقاشات حول العدالة والتمكين الإبداعي.
تنوع نشاطها بين المشاركة في حملات مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، ودعم برامج التدريب والتمويل، ومواجهة الصور النمطية في المنتديات الفنية.
يظهر التزام منة شلبي بنفس الروح التي تضيء فنها: مبدأ ثابت، رؤية مدروسة، وسعي حقيقي لإحداث تغيير ملموس في صناعة السينما.