في ذاكرة الموسيقى المصرية والعربية، هناك أعمال غنائية من التسعينات والألفينات شكلت حالة خاصة وقت صدورها، لكن مع مرور السنوات أصبحت ضمن أغاني لا يعرفها جيل زد.
بعض هذه الأغاني نادرة لنجوم كبار مثل عمرو دياب ويسرا وأنغام، قدموها في بداياتهم أو في تجارب مختلفة لم تسلَط عليها الأضواء كثيرًا.
وهناك أغنيات أخرى كانت في وقتها شديدة الشهرة وملأت الشوارع والأفراح، لكن جيل زد لم يكن وقتها في وعيه ليستوعبها أو يعيش انتشارها.
كما نجد أعمالًا لمطربين ربما لم يسمع عنهم الجيل الجديد أصلًا، رغم أن أسماءهم وأغانيهم كانت يومًا جزءًا من بلاي ليست الشارع المصري والعربي.
هذا المقال يعيد إحياء أغاني من التسعينات والألفينات التي صنعت ذكريات خاصة للأجيال السابقة، لكنها اليوم تبدو وكأنها اختفت من الذاكرة الرقمية لجيل زد.
تمتلك يسرا رصيدًا غنائيًا مميّزًا بجانب الرصيد السينمائي من أبرز محطاته أغنيتها الشهيرة “حب خلى الناس تحب” الصادرة عام 2001. الأغنية من كلمات وليد الشاعري، ألحان وتوزيع حميد الشاعري، وقد أدتها يسرا بمزيج عربي–إنجليزي، ما منحها نكهة خاصة وتجربة جديدة على الساحة الفنية.
تحمل الأغنية التي غنتها بالعربية والإنجليزية رسالة بسيطة ومباشرة أن الحب قادر على أن يدفئ القلوب ويمحو الحزن من النفوس. تقول كلماتها:
روح للناس يا حب الحُب ما لينا غيره والله ما لينا غيره يدفّينا.. ينسّينا.. يمحي الحزن بينا
Everybody need’s to love Sweet and tend and love Everybody really need’s to feel it
يسرا .. أغنية من ذاكرة أغاني جيل التسعينات والألفينات
كوكبة من نجوم الوطني العربي .. أوبريت الحلم العربي (1996 – 1998)
أجيال ورا أجيال .. هتعيش على حلمنا .. واللي نقوله اليوم .. محسوب على عمرنا
غناء كوكبة من نجوم العرب.. الحلم العربي
يعد أوبريت الحلم العربي واحدًا من أبرز الأعمال الغنائية الجماعية في تاريخ الأغنية العربية، حيث صدر لأول مرة عام 1996، ثم قدمت نسخة محدثة عام 1998 خلال حفل ضخم أُقيم في ساحة الشهداء ببيروت.
جاء الأوبريت ليعبر عن حلم الشعوب العربية في الوحدة، اكتسب الأوبريت أهمية أكبر بعد اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية عام 2000، حيث تحول إلى رمز للتضامن العربي.
أبرز المشاركين في الأوبريت:
من مصر: إيهاب توفيق، محمد الحلو
من الكويت: نبيل شعيل
من الإمارات: أحلام، محمد المازم
من تونس: لطفي بوشناق، ذكرى، أنوشكا
من لبنان: وليد توفيق، ديانا حداد
من الجزائر: الشاب خالد
من ليبيا: حميد الشاعري، ناصر المزداوي
من سوريا: أصالة نصري، نور مهنا
من السودان: سمية حسن
كان الأوبريت من إنتاج أحمد العريان، وإخراج طارق العريان، وكلمات مدحت العدل، ألحان صلاح الشرنوبي وحلمي بكر، وتوزيع حميد الشاعري.
كما تضمّن الكليب لقطات من تاريخ الأمة العربية، ويعد من أبرز الأغاني جيل التسعينات والألفينات التي لم ينتبه لها جيل زد وسقطتت من البلاي ليست الخاصة بهم .
يبقى اسم شعبان عبد الرحيم مرتبطًا بأغنيته الأشهر “أنا بكره إسرائيل” التي صدرت ضمن ألبوم “ماتقدرش” وجعلت منه اسمًا تتناقل أخباره الصحف.
الأغنية جاءت تزامنًا مع انتفاضة الأقصى ومشهد استشهاد الطفل محمد الدرة في أحضان والده، فعبّرت بكلمات مباشرة وبسيطة عن مشاعر الغضب والحزن التي كانت تجتاح الشارع العربي.
ورغم أن العديد من النجوم العرب قدّموا أعمالًا عن القضية الفلسطينية، إلا أن شعبان عبد الرحيم خطف الأضواء بأغنية واضحة المعاني.
تحمل لحنه الشعبي المعروف وكلمته الشهيرة “وإييييه”، مرددًا ببساطة:
“أنا بكره إسرائيل وأقولها لو اتسأل إن شاء الله أموت قتيل أو أخش المعتقل… وإييييه.”
شعبان عبد الرحيم
الأغنية تجاوزت حدود المحلية، لتصبح مادة تتداولها وسائل الإعلام العالمية، وتفتح أمام صاحبها الملقب بـ “شعبولا” باب الشهرة على مصراعيه.
ربما هذه من ضمن الأغاني التي لا يعرفها جيل زد ولا يعرفها حتى جمهور الهضبة، في عام 1986، ظهر الفنان عمرو دياب في سهرة تليفزيونية بعنوان الثانوية العامة.
جاءت هذه المشاركة قبل انطلاقته الكبرى، إذ لم يكن وقتها قد أصدر سوى ألبومين فقط، وكان ما يزال في بداية مسيرته الفنية.
ناقش العمل الدرامي قضايا بارزة في المجتمع المصري خلال الثمانينات، مثل أزمة التعليم، وانتشار الأمراض المتفشية كالبلهارسيا والأميبا.
ومن خلال هذه السهرة، قدّم “الهضبة” أغنيات توعوية ساخرة حول هذه القضايا، جمعت بين الكوميديا والرسالة المباشرة.
غنى دياب موالًا شعبيًا عن البلهارسيا بكلمات تصور معاناة الريف المصري مع المرض:
الأغنية حملت طابعًا ساخرًا لكنها في الوقت نفسه عكست مأساة واقعية عاشها ملايين المصريين في تلك الفترة.
كما غنى عمرو دياب عن الأميبا، في مقطع غنائي طريف جاء أقرب للوصف العلمي بلغة بسيطة:
الأميبا خلية أولى بدائية إنما تتحور تتكور تبقى ملايين كلما تتكاثر تتناظر زي أجرام السما الأميبا خلية أولى سللوزي شفافية ورقيقة هي تبسيط للخلية البشرية المبهمة … وفي نواتها سر قوة ربانية حركتها الهلامية للحياة متقدمة.
قدم الفنان أحمد العطار أول ألبوم له بعنوان عندي بالدنيا مطلع الألفينات، وحملت الأغنية الأساسية منه نفس الاسم. الأغنية صدرت على طريقة الفيديو كليب وحققت وقتها صدى واسع في مصر والعالم العربي.
وكانت السبب المباشر في شهرته بين أبناء جيله من المطربين الشباب، ظهر ضمن جيل الألفينات بجانب أسماء مثل تامر حسني وهيثم شاكر.
لكن مع مرور الوقت وتغير الذائقة الموسيقية، أصبح كثير من أبناء جيل زد لا يعرفون هذه الأغنية رغم أنها شكلت علامة فارقة في بداياته الفنية.
اتخرجت من كلية الإعلام جامعة القاهرة، بتحب النوستالجيا وأي حاجة قديمة ، مؤمنة بأن الكتابة والكلمات هي أصدق وسيلة للتعبير، عندها شغف تجاه أي محتوى يلمس القلوب سواء فيلم أو مقال أو كتاب، وقناعة بأن المحتوى الناجح هو اللي الجمهور بيشوف نفسه فيه.