لأي درجة مهم إن الفنان يختار الدور المناسب له؟
بقالنا سنين بنشوف ممثلين بعينهم اتملكهم شخصية واحدة أو لون واحد بالتحديد فضلوا يكرروه في أعمالهم الفنية، كنوع من استثمار النجاح، ماخرجوش براه لدرجة إنهم اتعرفوا به وبقى اسمهم مربوط مع الشخصية اللي قدموها.
على سبيل المثال، شخصية اللمبي اللي قدمها محمد سعد، لما حققت نجاح كبير بدأ يعملها بأكتر من شكل في كذا فيلم له، ولما غير الشخصية وشارك في الكنز بدور مختلف تمامًا ونجح معاه، رجع برضه تاني وقدم شخصية اللمبي في مسلسلات، على أمل إنه ينجح نفس نجاحه القديم، لكن الجمهور بدأ يحس إن محمد سعد ماعندوش جديد يقدمه، ولما عمل مسلسل جديد (الإكسلانس) في رمضان السنة دي، الناس مأقبلتش عليه بعد ما عرفوا إنه برضه مقتبس من شخصية كان عاملها قبل كده.
السؤال هنا بعد المقدمة دي.. ليه بيحصل تكرار في الأدوار؟وهل ده ممكن يأثر على الممثلين واستقبال الجمهور لهم؟ وليه مهم إن الممثل يختار دور مناسب له وسط زحمة الأدوار؟
تكرار الشخصية مهارة ولا استسهال؟
الناقدة ماجدة خير الله، قالت إن من الأسباب المهمة لوقوع الممثل في حصار شخصية محددة بيكررها كتير، هي الرغبة في الحضور الدايم، وأحيانًا صناع العمل مش بيبقى عندهم قدرة على التلون بأكتر من شخصية ولا حتى الممثل بيحاول يتمرد فبقت الشخصيات كلها متوقعة، ومن ضمن الأسباب برضه الخوف من الفشل أو المغامرة في تقديم شخصية جديدة، فبيستسهلوا ويلعبوا على المضمون.
لكن على النقيض، أحيانًا بيكون السبب هو إن الممثل يكون عنده قدر عالي من الذكاء والموهبة، فبيتفوق في كل مرة يعمل فيها نفس الدور، ودي مهارة بدون شك، زيّ ما شوفنا في أدوار الشر اللي عملها محمود المليجي وزكي رستم، فهما بيقدروا يضيفوا فيها تفصيلة في كل مرة، وشوفنا ده كمان مع أحمد مكي في كذا موسم لمسلسل الكبير أوي.
وجهان للتكرار وتأثيره على الممثل والجمهور
بشكل عام، ممكن تكرار الممثل لنفس الأدوار يخلي الجمهور يحس بنوع من أنواع الملل، مافيش جديد الشخص ده يقدمه، وده ممكن يتسبب في أبعاد تانية لها علاقة بمصداقيته كممثل ونظرة الجمهور والنقاد له، ولكن حتى لو اتحط في قالب غصب عنه ممكن يستفيد به في إنه يعزز صورته في الأول ويبني شخصيته الفنية، ويلاقي مخرج للتنوع حتى وهو بيقدم أدوار شبه بعض.
المخرج مجدي أحمد علي، شايف إن أحيانًا الجمهور بيتفهم أسباب التكرار، خصوصًا لو شخصية معروفة، لإنه أحيانًا صعب يلاقوا ممثل غيره يأدي الشخصية بكل تفاصيلها، وبيضيف عليه الكاتب يسري الجندي، إن الحدوتة كلها في طبيعة العمل وقدرة الممثل على إنه يدور على الجديد، لإن مفيش شخصية شبه شخصية حتى لو الدور واحد.
أهمية اختيار الدور المناسب بتكمن في إيه؟
بعد ما حللنا وسمعنا آراء نقاد في تكرار الأدوار، وازاي ممكن يبقى سلاح ذو حدين لو عرفنا نستخدمه صح، سألنا هو قد إيه مهم إن المخرج أو الممثل يختار الدور المناسب لكل شخصية.
نجاح العمل الفني بيتوقف على أهمية اختيار الدور سواء متكرر ولا لأ، لإنه بيزود من جودة العمل نفسه، ولو اخترت الشخص الصح للدور هتقدر تقدم الأداء اللي محتاجه الدور واللي يبسط الجمهور، وبالتالي هيزود من جاذبية العمل نفسه وفي نفس الوقت هيزود من قيمة الفنان في السوق وهيطلع موهبته، لإنه مرتاح في الدور، وبالتالي هيكبر في عيون الجمهور والنقاد.
الخلاصة: نجوم كبار كتير وقعوا في فخ اختيار الشخصيات اللي مش مناسبة لهم، أو اتحصروا في تيمة معينة لقوا نفسهم فيها وفضلوا مكملين، ودي مش نهاية مشوار الممثل، الموضوع هيتوقف على حاجات كتير منها الورق والمخرج وجرأة الممثل ومهارته إنه في كل مرة يلاقي جديد يقدمه للدور، وإنه حتى لو اتحط في القالب يقدر يطلع منه بذكاء وبصنعة وماتبقاش مجرد شخصيات قص ولزق، وزي ما عندنا نماذج ماقدروش يكملوا في التكرار والجمهور رفضهم، عندنا نماذج تانية قدرت تكمل وتنجح، بس أهم حاجة الموضوع مايبقاش نحت أو توصل للجمهور إنه نوع من الإفلاس الفني وإننا معندناش جديد نقدمه.