قصص عن الواقع اللي بتعيشه المطلقات لو فكروا يتجوزوا تاني
رصدت أرقام الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر، خلال سنة 2021، زيادة كبيرة في عدد حالات الطلاق، وصلت نسبتها 14.7%، وبيوضح الإحصاء الجديد، إن حالات الطلاق خلال سنة 2021 سجلت ارتفاع وصل لـ 254 ألف و777 حالة، مقابل عدد حالات الطلاق اللي اتسجلت في 2020 وبلغت 222 ألف و39 حالة.
إذن في نسبة كبيرة جدًا من المصريات النهارده مطلقات، ولما اتكلمنا مع عدد منهم عن أوضاعهم الاجتماعية، اتضح لنا إن الواقع الثقافي للمصريين بيحط المطلقات تحت ضغوط اجتماعية كبيرة.
بضاعة استعمال خفيف
بتحكي فردوس (اسم مستعار) 32 سنة، وبتعيش في مركز من مراكز محافظة المنيا في صعيد مصر، إنها اتجوزت عن حب، بس بعد الجواز، جوزها اتغير وبقى بيضربها ويهينها، ورغم رفض أسرتها لفكرة الطلاق، أصرت عليه بعد تلات سنين من الجواز كانوا بالنسبة لها جحيم.
لكن بعد الطلاق الوضع بقى أسوأ، زيّ ما بتقول: “بعد الطلاق بقى بيتقدم لي عرسان سمعتهم مش كويسة، مدمنين أو سوابق وعواطلية، وأنا أستاذة لغة عربية في مدرسة ثانوي، يعني أستاهل حد كويس يحترمني”.
بتكمل فردوس: “كل اللي بييجي مش عايز يجيب شبكة ولا مهر ولا عايز يكلف فرح، والناس بتقول لي أنتي مطلقة يعني مايدفعش فيكي فلوس”، وبتوضح: “الناس بتعاملني على إني بضاعة مستعملة، ومرة سمعت زميل في شغلي بيقول عني إني مش مخلفة عيال من جوازتي الأولانية، يعني استعمال خفيف”.
خليك من غير جواز أحسن ما تتجوز مطلقة
بتحكي هدى 45 سنة، من المعادي، إن أهلها أجبروها تتجوز بدري أوي وخلفت بنت وولد، ومع الوقت اتطلقت علشان ماكانتش عارفة تعيش مع جوزها.
بعد الطلاق، اتعرفت هدى على شاب وحبوا بعض جدًا وقرروا يتجوزوا، وفعلًا راح الشاب يتقدم لها مع أهله، وماكانش قال لهم إنها مُطلقة ومعاها أولاد.
لما أهل الشاب عرفوا وضع هدى الاجتماعي، بتقول: “اتقلبت خناقة لرب السما”، وفعلًا ماكملش الموضوع بسبب أهله.
لمدة خمس سنين، فضلت هُدى والشاب اللي بتحبه مش بيتواصلوا مع بعض، وبعدها رجع التواصل بينهم مرة تانية وعرفوا إنهم مارتبطوش خلال المدة دي لإنهم متخيلوش حياتهم مع حد تاني.
وطلب منها الجواز مرة تانية، وقال لها إنه هيواجه أهله علشانها وهيتخانق معاهم، ولكن رغم المواجهة والخناق أهله فضلوا مصممين، ولما هدد إنه عمره ما هيتجوز حد غيرها قالوا له: “خليك من غير جواز أحسن ما تتجوز واحدة مطلقة”.
احنا ماينفعش نتجوز غير في السر
تقى 33 سنة، من أسرة ميسورة، بتعيش في كومباوند في القاهرة، اتطلقت من جوزها بسببت خلافات ماقدرتش تتحمل فيها طبعه القاسي.
بعد الطلاق، اتعرفت على واحد وحبته، وكان بيقول لها إنه بيحبها ومش متخيل حياته من غيرها، وعرض عليها فكرة الجواز. كانت تقى قلقانة من رفض أهلها الجوازة دي لإنه من مستوى اجتماعي أقل، ولكن قدرت تقنعهم بمجهود كبير.
لما عرض الشاب فكرة جوازه من تقى على أهله، اعترضوا ورفضوا الموضوع بشكل كامل، وقالوا له مش هنيفع تتجوز واحدة مطلقة.
حاول الشاب ده يلاقي حل وسط علشان يحل المشكلة، وكانت فكرته العبقرية للحل إنهم يتجوزوا عرفي وفي السر علشان هي مطلقة!
هو أنتي متطلقة وهتتشرطي!
نسرين 37 سنة، من طنطا، مهندسة معمارية، اتطلقت بعد تلات سنين جواز، لإنها أُجبرت على الجواز ومكانتش بتحب جوزها، ورغم إن أهلها قالوا لها إنها هتحبه بعد الجواز، فإهانتها وضربها المستمر ماساعدش على ده خالص، وخرجت من الجواز ده ببنتها اللي النهارده بتتمحور حياتها كلها حواليها.
بتقول نسرين: “بعد الطلاق بسنتين اعتبرتهم فترة نقاهة، حسيت إني ممكن أتجوز مرة تانية، وكلمت واحدة عندنا في المنطقة بتشتغل خاطبة، بعد شهر جاتلي البيت ومعاها بروفايل تلات عرسان”.
بتضيف: “العريس الأول كان متجوز وعايز زوجة تانية، أما الاتنين التانيين فكانوا عايزين زوجة تالتة”، لما رفضت نسرين التلات عرسان قالت لها الخاطبة: “ياختي ما تحمدي ربنا إن في حد راضي بيكي! متطلقة وكمان بتتشرطي!”.
الكلام ده جرح نسرين جدًا، وخلاها رفضت فكرة الجواز دي خالص وقررت تتفرغ لبنتها ولشغلها.
الاختيارات: ترجعي لطليق بتكرهيه أو تعيشي لوحدك أو ياخدوا منك ابنك
سحر، 40 سنة من الإسكندرية، دكتورة صيدلانية وعندها سلسلة صيدليات ناجحة، خلعت جوزها بعد سنة ونص جواز لإنه كان بيخونها ومرة رجعت من شغلها لقت معاه واحدة في البيت.
بتقول سحر: “خلفت من الجوازة الشؤم دي ابني اللي طلعت به من الدنيا”، وبعد الخلع اتعرفت على مهندس قابلته في شغلها، مُطلق وعنده بنت في نفس سن ابنها، وحبوا بعض وقرروا يتجوزوا.
ولكن طليقها، ورغم إنه اتجوز بعدها، قرر إنه ينغص عليها عيشتها، وحكم رأيه إنها ترجع له كزوجة تانية وتتقبل كل حاجة، أو إنها تعيش لوحدها علشان تربي ابنها، أو تتجوز وياخد منها حضانة الطفل.
دلوقتي سحر ما بين تلات اختيارات أصعب من بعض، وبتقول: “واحد منهم مرفوض شكلًا ومضمونًا، وهو إني أرجع للراجل اللي خلعته زي الضفر من اللحم، والاتنين التانيين إني أعيش لوحدي أو اتخلى عن ابني”.
دي حاجة بسيطة في الضغوط الاجتماعية والنفسية اللي بتتعرض لها الستات في مجتمعاتنا، لو اختارت الطلاق كحل في مواجهة زوج مؤذي أو وضع غير مقبول، أو لو حتى اتحطت في الموقت ده غصب عنها.