11 فبراير 1905 اتولدت أخف دم بين فنانين جيلها اللي كانت “مدوباهم اتنين”، ماري منيب أشهر حموات السينما المصرية، الحماة المتسلطة، قدمت الكوميديا الشريرة برغم إن قلبها كان على الحقيقة أبيض وبتحب الخير لكل الناس، نجمة قدرت تسطر اسمها مع أساطير السينما العربية، وكانت أول ممثلة يتسمى دورها على أسماء الأفلام، في تاريخها رصيد فني كبير، أكتر من 300 مسرحية و200 فيلم، وأخدت وسام العلوم والفنون في عيد العلم تكريمًا لدورها الفني.
في المقال ده، هنتكلم عن أبرز محطات في حيات ماري منيب، وازاي أسعدتنا بأدوارها وملكت قلوب المشاهدين.
زواج في القطار
أول زيجاتها كانت من الممثل الكوميدي فوزي منيب، اتعرفت عليه في واحد من القطارات المتجهة للشام، واتجوزوا برضه داخل القطر في 1918، وكان عمرها في الوقت ده 14 سنة، ومن بعدها سافروا للبنان واشتغلوا مع بعض وخلفت منه ولدين، بس بعد كده طلقها بعد ما تزوج عليها في السر، واسمها الفني أخدته منه بعد ما كان اسمها “ماري نصر الله”.
والجوازة التانية كانت من المحامي المصري عبد السلام فهمي، وعاشت مع أسرة زوجها الجديد المسلمة وفضلت متمسكة بديانتها المسيحية لحد ما أسلمت في 1937، وأشهرت إسلامها في المحكمة رسميًا، واختارت اسم جديد لنفسها، هو أمينة عبد السلام، بس فضلت محتفظة باسمها الفني.
هي والريحاني
بدأت حياتها الفنية في التلاتينيات على المسرح، خصوصًا بعد ما انضمت لفرقة الريحاني 1937، وتوالت أعمالها بعد كده في المسرح والسينما، وكان من أشهرها؛ خلف الحبايب، عريس في إجازة، سلفني حماتك، يا مين يخلصني، إلا خمسة، لو كنت حليوة، ملكة الأغراء، تعيش وتاخد غيرها، الشايب لما يدلع، الستات ميعرفوش يكدبوا، يا ما كان في نفسي.
لدرجة إن بعد رحيل نجيب الريحاني ماسابتش الفرقة وفضلت تشتغل فيها واتولت مسؤوليتها بصحبة الفنان عادل خيري ابن بديع خيري، واللي شكلوا مع بعض ثنائي فني مع الريحاني، وقفت على خشبة المسرح لأول مرة وهي عندها 14 سنة في مسرحية (القضية نمرة 14)، وحكت وقتها في واحدة من اللقاءات الخاصة إنه وقت ما شافها الجمهور لأول مرة أُصيبت بالخرس ومانطقتش بكلمة واحدة وانسحبت.
حماة السينما المصرية
أشهر حماة في السينما المصرية، معظم أفلامها كانت بتدور حوالين فكرة الحماة الشريرة اللي بتحاول تصنع كل الحيل علشان توقع بين مرات ابنها وابنها أو بنتها وجوزها، بتستخدم كل مهارات وكيد النساء بإنها تحاول تشككهم في بعض أو تختلق المشاكل، إما بسبب إنها ماكانتش راضية عن الجوازة أو بسبب إنها من وجهة نظرها إن الخناقات والمشاكل هتخلي الجواز يصمد، لإنهم بيختبروا حاجات كتير، ويخلي كل واحد يعمل حساب للتاني، أو أوقات كان بيبقى في نيتها تقدم نصائح بس الموضوع بيقلب بالعكس، بس كل ده كانت بتقدمه بحس فكاهي ودم خفيف بشكل ماتكرههاش فيه، ومن أفلامها المميزة اللي عملت فيها دور الحماة؛ حماتي ملاك، والحموات الفاتنات، وحماتي قنبلة ذرية.
وفي واحدة من المشاهد المميزة لها لما كانت بتحاول تنشط المشاكل بين بنتها وزوجها، قعدت معاها وقالت لها “البند الأول، جاكيتات الرجالة بتكشف سترهم، شمي البالطو لو لقيتي ريحة يبقى ريحة البنت اللي كان عندها، ولو مالقتيش ريحة يبقى اللي كان عندها لسه صاحية من النوم مالحقتش تتريح”.
إفيهات حاضرة
ماري منيب من نجوم الزمن الجميل القليلين اللي عندهم إفيهات حاضرة معانا لحد دلوقتي. “اسأليني ده أنا مدوباهم اتنين” الإفيه ده اتقال في فيلم حماتي ملاك لما كانت بتحاول تقنع بنتها إنها تتخانق مع جوزها بحجة إن “الخناق والنقار دول فيتامين الجواز”. والإفيه اللي قالته في مسرحية خمسة إلا خمسة، واللي لحد دلوقتي بيستخدم في مسرحيات جديدة زيّ مسرح مصر في شخصية (عم شكشك) اللي قدمها الفنان مصطفى خاطر، وإفيه “بلا نيلة” اللي كان لزمة في كلامها طول الفيلم و”طوبة على طوبة خلي العركة منصوبة”.
المميز في الإيفيهات دي إنها كانت متفصلة عليها، يعني لما هتحاول تقلدها لازم تتقمص صوت وطريقة ماري منيب، لإن يمكن لو ماكنتش تعرف الإفيهات دي وقرأتها بس وهي مكتوبة تحس إنها مش مثيرة، ولكن لما تسمعهم بطريقتها وفي سياق الحوار تقول ماكانتش ينفع تتقال غير من ماري منيب.
رحلت الفنانة ماري منيب بعد ما استمرت رحلتها الفنية 35 سنة، اشتغلت فيهم مع عمالقة الفن؛ زيّ نجيب الريحاني ويوسف وهبي وبشارة وكيم وعلي الكسار، واختيرت ضمن أحسن خمس ممثلات للكوميديا في العالم العربى خلال القرن العشرين.