يأتي حديث السير الدكتور مجدي يعقوب دائمًا محمّلًا بالإلهام، بينما يعكس مسيرته الإنسانية إصرارًا يتجاوز حدود المستحيل.
ورغم التحديات المتواصلة، رحلته العلمية تكشف دومًا عن قدرة الإنسان على تحويل الألم إلى نور.
كما أن ظهوره في لقائه مع محمد صلاح، منح الجمهور فرصة نادرة لاكتشاف هذا العمق الإنساني، الذي شكّل ملامح شخصيته منذ الطفولة.
وبينما يتابع المشاهد كلماته، فإنه يشعر بأنه يسافر معه بين لحظات مؤثرة، تمتد من ذكرياته الأولى حتى إنجازاته التي غيرت حياة آلاف الأشخاص.
لا تفوت قراءة: أبرز لقطات افتتاح مهرجان القاهرة.. ليلة مصرية تتألق فيها السينما وتُرفع فيها رسائل إنسانية
حوار السير الدكتور مجدي يعقوب.. زوجته وأطفاله

قال يعقوب خلال حواره مع محمد صلاح على قناة “أون سبورت”: “مراتي كانت بتقولي إنك فاشل علشان مش عارف عيالك وقاعد كتير في المستشفى”.
وذكر: “ده عرفني إنه لازم يكون فيه توازن بين الشغل والحياة العملية والأسرة”، موضحًا تأثير زوجته الكبير في تشكيل وعيه ومسؤولياته اليومية.
وذلك يأتي بسبب انشغاله المتواصل بالعمل، خاصة لعمله أستاذًا لجراحة القلب والصدر لأكثر من 20 عامًا داخل مؤسسة القلب البريطانية.
كما أنه أجرى أول عملية زرع قلب في بريطانيا عام 1980، مؤكدًا ضرورة التوازن رغم الإنجازات.
لا تفوت قراءة: دليلك إلى حفلات العلا.. 4 ليالٍ ساحرة من وائل كفوري إلى جون باتيست وماريلين نعما
بداية السير الدكتور مجدي يعقوب في سن السابعة

قال السير الدكتور مجدي يعقوب إنه أبلغ والده بأنه سيكون جراحًا في عمر السابعة، بعد وفاة عمته التي أثرت فيه كثيرًا.
وخلال حواره مع محمد صلاح، قال: “والدي السبب في مشواري بعد وفاة عمتي.. قلت لوالدي هكون جراح، وأنا عندي 7 سنين”.
وواصل حديثه قائلاً: “والدي كان طبيبًا، وكنت معجبًا بمساعدته للمرضى، ثم توفت عمتي بعد إصابتها بالحمى الروماتيزمية، وانهار والدي”.
وتابع الدكتور مجدي يعقوب حديثه: “بعدين شوفت الناس في أسوان وعملنا مركز كبير هنا، وكنت بحب العلم والأبحاث لإفادة الناس بعملي”.

لا تفوت قراءة: 7 تحديات مذهلة في Beast Land.. استعد لأقوى مغامرة بموسم الرياض
لحظة غيرت طريق العمر

روى جراح القلب العالمي تفاصيل اللحظة التي غيّرت مسار حياته، عندما شاهد وفاة عمته بسبب الحمى الروماتيزمية في طفولته المبكرة.
وأوضح أنه حقق حلمه وذهب للعمل مع بروك، قبل العودة إلى مصر لإنشاء مركز كبير في أسوان لخدمة الأطفال المحتاجين للعلاج.
كما قال مؤكدًا: “كنت مؤمن طوال حياتي إن شغلي لازم ينفع ناس كتير”، موضحًا أن الإيمان الداخلي كان دافعه الأهم دائمًا.
وكان هذا اليقين سببًا رئيسيًا في مواصلة إجراء آلاف العمليات، بينما ظل يحمل حلمه الأول، الذي بدأ بجرح عميق ترك أثره بقلبه.
لا تفوت قراءة: لحظات ساحرة من Sandbox Festival.. أقوى عالم مليء بالموسيقى في قلب الجونة
طفولة “خجولة” صنعت أسطورة القلب

تحدث يعقوب عن طفولته، موضحًا أنه كان خجولًا للغاية لدرجة أن البعض اعتقد بوجود مشكلة ذهنية، لكنه كان يمتلك أحلامًا كبيرة خفية.
وأكد أنه كان متفوقًا رغم صمته، إذ ظن المدرسون أنه يغش، ليخضع لاختبارات أثبتت تفوقه، قائلًا: “سألوني لماذا لا تتحدث؟”.
وأشار إلى أنه كان يبحث دائمًا عن القدوة، فوجد إلهامه في والده، ثم في عالِم الأحياء بيتر مدور مكتشف أساسيات زراعة الأعضاء.
وأضاف: “طلبت مقابلته فوافق فورًا، وتعلمت منه الكثير عن الإنسانية والتواضع، وقلت لنفسي يجب أن أكون مثله تمامًا”.
لا تفوت قراءة: كيف بدأت حكاية الراب في مصر؟ من مكي والفيشاوي إلى جيل ويجز وبابلو
إيمان يخلق طريق النجاح

اختتم يعقوب حديثه مؤكدًا أن الإيمان بالهدف كان الركيزة الأساسية لمسيرته، بينما ساعده العمل المستمر على أن يصبح رمزًا عالميًا للإنسانية.
وأشار إلى تأثره بوالده والجراح بروك والعالم بيتر مدور، الذين وصفهم بأنهم ملهمون وصادقون، ويجمعهم حب الإنسان والبحث العلمي.
كما أوضح أن الشخصية المتوازنة تحتاج دائمًا إلى التطور، مؤكدًا أهمية عدم السماع للمثبطين، لأن الطريق الصحيح يحتاج شجاعة داخلية.
وأردف قائلاً: “لو هبعت رسالة لنفسي إني أستمر في كل طريقي، وعدم السماع للناس المحبطة.. كنت دائما عاوز الناس تسبني”.


