في إنجازٍ علميّ غير مسبوق، تُوّج العالم العربي عمر ياغي، ذو الأصول الفلسطينية حيث ولد في الأردن ويحمل الجنسية السعودية، بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025 إلى جانب العالِمَين سوسومو كيتاغاوا وريتشارد روبسون.
وجاء ذلك تقديرًا لاكتشافهم نوعًا جديدًا من الهندسة الجزيئية مكّن من تصميم مواد ذات فراغات دقيقة قادرة على احتجاز الغازات وتخزين المواد الكيميائية بطريقة ثورية.
رحلة ياغي لم تكن عادية؛ بدأت من طفولةٍ لاجئة في عمّان وصولًا إلى أن أصبح أحد أبرز علماء الكيمياء في العالم، مُحدثًا ثورة في مفاهيم الطاقة النظيفة واستدامة الموارد.
اكتشف كيف غيّر هذا العالِم العربي عمر ياغي مفهومنا عن المادة… ومن أين بدأ طريقه نحو المجد العلمي؟
لا تفوّت قراءة: وجه مصر الثقافي نحو العالم: خالد العناني مرشّح العرب لقيادة اليونسكو

ثورة عمر ياغي في عالم المواد: اكتشافات غيّرت المفهوم العلمي
قدّم عمر ياغي وزملاؤه ثورة حقيقية في تصميم المواد الحديثة، عبر تطوير الأطر الفلزية العضوية (MOF) التي غيّرت فهم العلماء لبنية المادة.
تعتمد هذه الأطر على أيونات المعادن التي ترتبط بجزيئات عضوية طويلة لتشكّل بلورات ذات تجاويف دقيقة يمكن التحكم بخصائصها حسب الحاجة.
وبفضل هذه البنية المرنة، أصبح بالإمكان تخصيص الأطر لتخزين الغازات، أو التقاط ثاني أكسيد الكربون، أو تحفيز التفاعلات الكيميائية، وحتى توصيل الكهرباء بكفاءة عالية.
بين عامي 1992 و2003، أجرى ياغي وكيتاغاوا سلسلة من الاكتشافات الرائدة التي أثبتت قدرة هذه المواد على التمدد وامتصاص الغازات بمرونة مذهلة.
في المقابل، نجح عمر ياغي في تطوير إطار فلزي عضوي مستقر وقابل للتعديل بدقة، ما جعله يفتح الباب أمام تطبيقات جديدة في الطاقة والبيئة.
وهكذا، أصبح اسم عمر ياغي مرادفًا للابتكار العلمي، وارتبط عالميًا بعبارة “عمر ياغي نوبل للكيمياء” تقديرًا لإسهاماته غير المسبوقة.

لا تفوّت قراءة: آخرهم خالد العناني رئيسا لليونسكو.. وجوه مصرية صنعت المجد في الخارج
من بدايات بسيطة إلى رحلة علمية عالمية
وُلد عمر ياغي في عمّان عام 1965 لعائلة لاجئة من فلسطين، ونشأ في منزل متواضع يفتقر إلى الكهرباء والمياه الكافية.
وعند بلوغه الخامسة عشرة، انتقل إلى الولايات المتحدة بدعم من والده، رغم عدم إلمامه باللغة الإنجليزية آنذاك.
انطلق عمر ياغي في تعليمه بكلية هدسون فالي، ثم أكمل البكالوريوس في الكيمياء بجامعة ألباني، نيويورك.
بين عامي 1990 و1992، عمل عمر ياغي زميلًا بحثيًا في جامعة هارفارد ضمن منحة مؤسسة العلوم الوطنية الأميركية تحت إشراف ريتشارد هولم.
لاحقًا، قاد مختبر Molecular Foundry في مختبر لورانس بيركلي الوطني بين عامي 2012 و2013، مؤسسًا معهد بيركلي العالمي لتعزيز التعاون البحثي الدولي.
وفي عام 2021، نال عمر ياغي الجنسية السعودية تكريمًا لإنجازاته في تطوير المواد الكيميائية وتطبيقاتها في مجالات الطاقة والبيئة.

عمر ياغي بعد الفوز بنوبل: “بدأت رحلتي بحلم بسيط لصناعة الجمال والعلم”
في أول تعليق له بعد إعلان فوزه بـ جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025، قال العالم عمر ياغي:
“لقد انطلقت من الرغبة في بناء أشياء جميلة وحل مشكلات فكرية”
كان ياغي يتحدث من المطار أثناء تبديل رحلاته بعد سماع الخبر، في مشهد يعكس تواضعه وشغفه بالعلم رغم الإنجاز التاريخي.
عمر ياغي.. ماذا عن نشأته؟
وُلد عمر محمد ياغي عام 1965 في العاصمة الأردنية عمّان، ونشأ كلاجئ فلسطيني عاش شغف العلم منذ صغره.
أكمل دكتوراه الكيمياء في جامعة إلينوي عام 1990، ليصبح لاحقًا أحد أبرز العلماء في مجال الكيمياء الحديثة.
يشغل اليوم منصب أستاذ الكيمياء في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، حيث قاد فريقًا بحثيًا أحدث ثورة في تصميم المواد المتقدمة.
من خلال تطوير الأطر الفلزية العضوية، كتب عمر ياغي قصة عالمٍ بدأ من اللجوء ووصل إلى قمة المجد العلمي العالمي.
جعل الصحراء تنبت ماءً.. أبرز تكريمات عمر ياغي

حصل العالم عمر ياغي على سلسلة من التكريمات المرموقة تقديرًا لإسهاماته العلمية المتميزة في مجال الكيمياء الحديثة.
في عام 2017، نال ياغي جائزة ألبرت آينشتاين العالمية للعلوم، تلاها جائزة وولف في الكيمياء عام 2018، اعترافًا بإنجازاته الثورية.
كما حصل على جائزة أمينوف عام 2019 وجائزة فين فيوتشر عام 2022 لدوره البارز في الابتكار وتطوير المواد الكيميائية.
توج مسيرته العلمية بجائزة سولفاي عام 2024، مؤكدة مكانته كأحد رواد العلوم الحديثة عالميًا.
إضافة لذلك، حاز ياغي على جائزة الملك فيصل الدولية، وكرّمه المنتدى الاقتصادي العالمي عام 2018 لتطويره تقنية استخراج المياه من هواء الصحراء.