في تطور سياسي لافت يضع المنطقة العربية أمام منعطف حاسم، أعلنت حركة حماس موافقتها على مقترح وقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يوماً، بعد مشاورات مكثفة رعتها القاهرة والدوحة.
هذه الخطوة تنقل زمام المبادرة إلى إسرائيل، التي تجد نفسها اليوم أمام اختبار حقيقي بين خيار التهدئة أو المضي في تهديداتها بعملية برية واسعة في قطاع غزة.
ما الذي سيحمله المشهد القادم في غزة، وهل يشهد الفلسطينيون هدنة تعيد الأمل وسط الدمار المستمر؟
لا تفوّت قراءة: لماذا حظرت قطر وعُمان لعبة روبلوكس رغم شعبيتها الكبيرة؟
هدنة 60 يوماً تفتح باب المفاوضات في غزة

كشف مقترح جديد عن هدنة تمتد لمدة 60 يوماً في غزة، يمهّد الطريق نحو اتفاق شامل ينهي الحرب ويحدد مستقبل القطاع.
وبالتوازي، أفادت مصادر أن الولايات المتحدة اطلعت على تفاصيل المبادرة وأبدت دعمها لها، باعتبارها جزءاً من مسار نحو صفقة أوسع بترتيبات أمنية وسياسية.
كما أكدت مصادر في حماس أن الرد كان إيجابياً، بعد مشاورات مع الفصائل الفلسطينية، أبرزها الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، اللتين رحبتا بالاتفاق.
وبذلك، يشكل المقترح اتفاق إطار جديداً مع تعديلات طفيفة على رد حماس السابق، الذي رفضته إسرائيل والولايات المتحدة قبل نحو شهر.
لا تفوّت قراءة: حفلات الساحل الشمالي من 21 حتى 23 أغسطس: ويجز وتامر حسني والشامي يشعلون الأجواء
بنود اتفاق الهدنة: انسحاب ومساعدات بلا قيود

يتضمن المقترح وقفاً لإطلاق النار في غزة لمدة شهرين، يمهّد لتفاهمات أوسع قد تحدد ملامح المرحلة المقبلة في القطاع.
وبالتوازي، يشمل الاتفاق انسحاباً جزئياً للقوات الإسرائيلية من مناطق محددة داخل القطاع، ما يخفف حدة التوتر ويفتح المجال لحلول سياسية أوسع.
كما ينص على تسهيل دخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وكبير، دون قيود، عبر «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من واشنطن وتل أبيب.
إضافة إلى ذلك، يتضمن المقترح تبادل الأسرى وفق معايير سابقة، ما يعزز فرص تحقيق تقدم ملموس في الملف الإنساني والسياسي معاً.
وبذلك، تقلصت الفجوة بين مطالب حماس وما عُرض في المقترح، لتصبح فرص الاتفاق أكبر من أي وقت مضى.
تحركات إقليمية: القاهرة والدوحة في سباق لإنهاء حرب غزة

على المستوى الإقليمي، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن المفاوضات تستند إلى مقترح أمريكي يهدف لوقف مؤقت يُمهد لحل دائم.
وأوضح خلال مؤتمر صحافي بمدينة رفح الحدودية أن الهدنة المقترحة ستوفر مساحة للتفاوض حول اتفاق أشمل ينهي الحرب ويعيد الاستقرار لقطاع غزة.
وفي السياق ذاته، يشارك رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في القاهرة، لدعم جهود الوساطة بالتنسيق مع الجانب المصري.
كما دعا عبد العاطي الفصائل الفلسطينية إلى التوحد خلف السلطة الفلسطينية ضمن إطار منظمة التحرير، وتقديم المصلحة الوطنية على الخلافات الداخلية.
وشدد على أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة “تكون أو لا تكون”، ما يتطلب الابتعاد عن الشروط التعجيزية وتحقيق توافق تاريخي ينقذ غزة.
لا تفوّت قراءة: لماذا تراجع الدولار أمام الجنيه بنسبة 4.9% منذ مطلع 2025؟ 8 أسباب
سرقة المساعدات: اتهامات للاحتلال وأرقام تكشف الكارثة الإنسانية

أعلن المكتب الإعلامي في غزة أن شاحنات المساعدات تعرضت للنهب والسطو خلال الأيام الماضية، متهماً إسرائيل بتسهيل الفوضى لحرمان السكان من الغذاء.
وأوضح البيان أن فقط 266 شاحنة مساعدات دخلت خلال 72 ساعة، من أصل 1800 كان يفترض وصولها لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة.
كما كشف المكتب أن إجمالي الشاحنات منذ 22 يوماً بلغ 1,937 فقط، أي 15% من الحاجة الفعلية التي تتطلب 600 شاحنة يومياً.
وأشار إلى أن القطاع، الذي يضم نحو 2.4 مليون نسمة، يعيش على حد أدنى من المساعدات لا يغطي الاحتياجات الغذائية والصحية الأساسية.
واتهم البيان إسرائيل بمواصلة عرقلة دخول المساعدات الإنسانية، ومنع وصولها بالكمية المطلوبة، في إطار سياسة وصفها بـ”هندسة التجويع لكسر صمود الفلسطينيين”.
لا تفوّت قراءة: خمسة أرغفة بـ2.49 دولار: الخبز البلدي المصري في أمريكا يكتسح أرفف Trader Joe’s
ضغط شعبي متصاعد في غزة للمطالبة بإنهاء الحرب

بالتزامن مع التحركات السياسية، شهدت غزة وقفات ومسيرات شعبية واسعة شارك فيها أكاديميون وصحفيون ورجال أعمال ووجهاء المجتمع، تعبيراً عن رفض استمرار الحرب.
ورغم أن هذه الفعاليات لم توجّه رسائل مباشرة إلى حماس، فإنها تضمنت دعوات صريحة لوقف القتال وإنقاذ ما تبقى من المدينة من الدمار.
كما أكدت الشعارات على رفض مخطط التهجير والاحتلال الإسرائيلي، معتبرة أن استمرار الحرب يشكل خطراً وجودياً على مستقبل سكان القطاع.
وفي السياق ذاته، أصدرت «اللجان الشعبية المدنية» و«الحراك الوطني الفلسطيني» بيانات تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وتنظيم مسيرات جديدة خلال الأسبوع الجاري.
إلى جانب ذلك، طالب وجهاء ومخاتير الأحياء الفلسطينية بالتوصل إلى اتفاق عاجل “بأي ثمن” يمنع تهجير السكان ويحمي ما تبقى من النسيج المجتمعي في غزة.

لا تفوّت قراءة: برلماني يطرح تعديلا جذريا لمواعيد العمل في مصر: من الخامسة فجرا حتى الثانية عشرة ظهرا
تصعيد عسكري إسرائيلي متواصل في جنوب غزة

ميدانياً، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في جنوب مدينة غزة، خصوصاً في أحياء الزيتون والصبرة، عبر قصف جوي ومدفعي كثيف يطال المباني والبنية التحتية.
كما لجأت القوات الإسرائيلية إلى استخدام روبوتات ناسفة لتفجير المباني، ما أدى إلى تدمير واسع في الأحياء السكنية وتفاقم المعاناة الإنسانية للسكان.
وتهدف هذه العمليات إلى السيطرة على شارع 8 الاستراتيجي، تمهيداً لمحاصرة المدينة وفصلها تدريجياً عن وسط وجنوب القطاع خلال الفترة المقبلة.
وخلال 24 ساعة فقط، أسفرت الغارات عن استشهاد أكثر من 20 فلسطينياً، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى استهداف خيام نازحين ومناطق انتظار المساعدات.

حصيلة الحرب في غزة: 62 ألف قتيل وجوع يهدد الملايين

أعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد ضحايا الحرب منذ 7 أكتوبر 2023 ارتفع إلى 62,004 قتلى و156,230 مصاباً حتى الآن.
وفي السياق ذاته، حذرت منظمة العفو الدولية من أن إسرائيل تمارس سياسة تجويع متعمّدة ضد المدنيين، عبر استهداف النظام الصحي والبنية الاجتماعية بشكل ممنهج.
وأوضح التقرير، المستند إلى شهادات نازحين وأطباء، أن الأطفال يعانون نقصاً حاداً في التغذية نتيجة القصف المستمر وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية.
وبالتوازي، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن ثلاثة أشخاص توفوا خلال 24 ساعة بسبب المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد إلى 263 حالة وفاة.

وتشمل الحصيلة 112 طفلاً من ضحايا الجوع، في وقت تؤكد فيه وزارة الصحة أن القطاع يواجه أزمة إنسانية غير مسبوقة منذ عقود.
كما أعلنت الوزارة تسجيل 60 وفاة و344 إصابة جديدة خلال الساعات الماضية نتيجة الغارات الإسرائيلية العنيفة على مناطق متفرقة من غزة.
في المقابل، قتل 27 شخصاً وأصيب 281 آخرون أثناء محاولاتهم الوصول إلى مساعدات غذائية، لترتفع حصيلة “شهداء لقمة العيش” إلى 1,965 شخصاً وأكثر من 14,700 مصاب.