في عالمٍ تحكمه الحقوق وتُقدّس فيه الفنون، لم يكن أحد يتوقّع أن لوحةً واحدة قد تُشعل شرارة جدلٍ عابر للحدود.
لكن هذا ما حدث تماماً عندما ظهرت الإعلامية المصرية مها الصغير على شاشة برنامج “معكم منى الشاذلي”، متباهيةً بما وصفته بـ”إبداعاتها الشخصية” في الرسم، قبل أن تنقلب الموازين في لحظة واحدة.
فما إن عُرضت إحدى اللوحات، حتى تعرّفت عليها الفنانة الدنماركية ليزا لاش-نيلسن، وخرجت عن صمتها لتُطلق اتهاماً صريحاً: “هذه لوحتي.. وقد سُرقت!”.
اتهامٌ لم يمر مرور الكرام، إذ فتح أبواباً من التساؤلات والغضب والتكهنات حول حقوق الملكية، وطرح سؤالاً جوهرياً: هل يمكن للـ”إلهام” أن يتجاوز الخط الأحمر ليصبح “سرقة”؟
ومع اعتذار مها الصغير وتأكيدها غير المباشر لما حدث، باتت الأنظار كلها تتجه نحو تلك الفنانة الغامضة التي ظهرت فجأة في المشهد العربي، ليس بأعمالها فقط، بل بجرأتها أيضاً.
من هي الفنانة الدنماركية ليزا لاش-نيلسن؟ وما حكايتها مع الفن.. واللوحة التي هزّت الوجدان؟


قصص حب تتلألأ بالفخامة.. أفخم 9 حفلات زفاف عربية لن ننساها في 2025
من هي الفنانة الدنماركية ليزا لاش-نيلسن؟

تُعد الفنانة الدنماركية ليزا لاش-نيلسن من أبرز الأسماء في المشهد الفني المعاصر في أوروبا والعالم.
ولدت الفنانة الدنماركية ليزا في العاصمة كوبنهاجن عام 1974، وتخصصت في تصميم الأزياء بالأكاديمية الملكية الدنماركية.
بدأت حياتها المهنية كمصممة أزياء، لكن انطلاقتها في عالم الفنون البصرية جاءت عام 2012، معلنة تحوّلًا جذريًا في مسيرتها.
لا تفوّت قراءة: من هنا بدأت المكالمات.. حكاية تأسيس سنترال رمسيس على يد الملك فؤاد الأول منذ 1927
كيف تحوّل ليزا لاش-نيلسن الصراعات الداخلية إلى لوحات تنطق بالهوية والألم؟

ومنذ بداياتها الفنية، اختارت الفنانة ليزا أن تتعمق في قضايا الهوية، مركّزة على البحث النفسي والذاتي داخل الإنسان. وأعمالها تنطلق من علم النفس، وتغوص في أعماق الروح البشرية، محاولة سبر ما هو خفي ومألوف في آنٍ واحد.
وتركز في كثير من أعمالها على قصص الشباب، لا سيما الفتيات والنساء، وسعيهم وراء الاتزان وسط عالم متقلّب. كما تتناول الجوانب المظلمة للحياة، فتستخدم السريالية لبناء مشاهد حالمة تحاكي الواقع المؤلم بلغة فنية.
تتميّز لوحاتها الزيتية برمزية عميقة تعبّر عن الصراعات الداخلية والاضطرابات النفسية بصورة بصرية مؤثرة. وتستحضر عبر فنها العواطف الإنسانية المكبوتة، وتدفع المتلقي إلى التفكير في صراعاته وتجربته الوجودية.
لا تفوّت قراءة: على حسب حالتك العاطفية.. دليلك لاختيار أغاني عمرو دياب من ألبوم “ابتدينا”
ما أبرز أعمال الفنانة الدنماركية ليزا لاش-نيلسن؟

من أبرز أعمالها لوحة “All Those Choices” (عام 2020)، التي تصوّر حيرة الإنسان في مواجهة قرارات مصيرية.
ويأتي تفرّد ليزا من دمجها الرمزية بالسريالية وعلم النفس، ما جعلها فنانة تنبض لوحاتها بالوجدان والمعنى.
لا تفوّت قراءة: شهر سينمائي ساخن.. أقوى 6 أفلام مصرية جديدة تعرض في يوليو 2025
أين عرضت ليزا لاش-نيلسن أعمالها الفنية حول العالم؟

شاركت ليزا لاش-نيلسن في أكثر من 100 معرض فني داخل الدنمارك وخارجها، عارضة أعمالها في محافل مرموقة ومتخصصة في الفن المعاصر.
وتنوّعت مشاركاتها بين عروض جماعية وفردية، عكست من خلالها رؤيتها العميقة في أعمال مثل Waterlilies وBorrowed Feathers وJust Before They Fall.
في الولايات المتحدة، شاركت في معرض هافن بلونغ آيلاند، نيويورك، ضمن عرض جماعي نظّمته منصة “بيوتيفول بيزار” المهتمة بالفن الحديث.
أما في وطنها الأم، فقد عرضت أعمالها في غاليري أوكسهولم بكوبنهاغن، من خلال أكثر من مناسبة فنية جماعية.
كما أقامت معرضًا فرديًا في غاليري ليزبيرغ، أحد أهم المعارض المستقلة في الدنمارك، مستعرضة مجموعة مختارة من أعمالها الرمزية.
وشاركت أيضًا في معرض “آرت هيرنينغ” الفني، الذي يُعد من أبرز التظاهرات الفنية السنوية في الدنمارك.
بهذا الحضور الدولي والمحلي، أثبتت ليزا مكانتها كواحدة من الأصوات الفنية التي تلقى تقديرًا واسعًا داخل الوسط الفني الأوروبي والعالمي.
لا تفوّت قراءة: 7 أسباب تجعل فيلم “هيبتا: المناظرة الأخيرة” تجربة سينمائية لا تُفوّت
“الرسم هو المجال الذي أشعر فيه بالأمان، حيث يمكنني أن أكون نفسي بالكامل وأروي قصصي وأصنع شيئًا فريدًا”الفنانة الدنماركية ليزا نيلسن

لا تفوّت قراءة: تاكسي دبي الجوي.. كيف ستُحدث طائرة “جوبي” ثورة في التنقّل بالإمارات؟
ماذا قالت ليزا لاش-نيلسن في أول ظهور إعلامي بعد الأزمة؟
في أول ظهور إعلامي لها بعد الجدل، حلّت الفنانة الدنماركية ليزا لاش-نيلسن ضيفة على برنامج “الحكاية” مع الإعلامي عمرو أديب مساء الإثنين 7 يوليو 2025 على قناة MBC مصر.
وأكدت نيلسن خلال المقابلة أن مها الصغير تواصلت معها شخصيًا، وقدمت اعتذارًا صريحًا بشأن استخدام اللوحة دون إذن مسبق.
وأشارت إلى أنها قبلت الاعتذار بروح طيبة، معتبرةً أن ما حدث بمثابة درس مهم للطرفين ولعموم الفنانين. كما شددت على أن نية مها الصغير لم تكن الإضرار بها، وأن الصورة وصلت إليها أول مرة من شخص لا يعرف هوية الصغير.
وأثنت نيلسن على ردود الفعل المصرية، مشيرةً إلى تلقيها آلاف الرسائل الداعمة والاعتذارات عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي. وتوجّهت بالشكر للجمهور المصري، الذي أظهر وعيًا فنيًا كبيرًا واحترامًا صادقًا لحقوق الملكية الفكرية.
ومن اللافت أن محافظ البحر الأحمر دعا ليزا لزيارة مصر، وعرض أعمالها في معرض رسمي مع التكفل بكافة النفقات. وأعربت نيلسن عن سعادتها بهذه الدعوة، مؤكدة أنها قوبلت بمحبة واحترام لم تلقَ مثلهما حتى في بلدها.