بين الفرص والتحديات.. ماذا يعني استحواذ “الإمارات دبي الوطني” على “بنك القاهرة”؟

في خطوة قد تعيد رسم ملامح القطاع المصرفي المصري، بدأ بنك الإمارات دبي الوطني، أكبر بنك في دبي من حيث الأصول، إجراءات الفحص النافي للجهالة تمهيدًا للاستحواذ على حصة في “بنك القاهرة”، أحد أكبر البنوك التجارية في مصر.

وتأتي هذه الخطوة في ظل تحركات مكثفة لتنفيذ برنامج الخصخصة الحكومي المتعثر، الذي تسعى مصر من خلاله إلى جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز مواردها المالية.

ومع سعي الحكومة المصرية لجمع مليارات الدولارات من بيع الأصول، يواجه الاقتصاد تحديات كبرى، وسط تحذيرات من صندوق النقد الدولي بضرورة تسريع وتيرة الإصلاحات.

هل يشكل هذا الاستحواذ بداية لمرحلة جديدة من الاستثمارات الأجنبية في القطاع المصرفي المصري؟

لا تفوّت قراءة: أقوى عروض رمضان 2025 في السعودية.. تخفيضات وتوفير مذهل!

كيف عزز بنك القاهرة مكانته لتعزيز جاذبيته الاستثمارية؟

في العام الماضي، رفع “بنك القاهرة” رأس ماله المرخص به من 20 مليار جنيه إلى 50 مليار جنيه لتعزيز جاذبيته الاستثمارية.

كما زاد رأس المال المصدر والمدفوع بـ9 مليارات جنيه، تمهيدًا لعملية الطرح أو الاستحواذ المحتملة.

ماذا نعرف عن صفقة الاستحواذ المحتملة؟

بدأ بنك “الإمارات دبي الوطني” الفحص النافي للجهالة تمهيدًا للاستحواذ على “بنك القاهرة”، المملوك لبنك مصر، وسادس أكبر بنك مصري.

ومن المتوقع استكمال الصفقة خلال ستة أسابيع، ما يمهد الطريق أمام موجة جديدة من الاستثمارات الأجنبية في القطاع المصرفي.

ويسعى بنك مصر لبيع 45% من أسهم “بنك القاهرة” مقابل 1.2 مليار دولار، مع احتمالية إدراج حصة إضافية بالبورصة المصرية. وسعت الحكومة لطرح “بنك القاهرة” في البورصة المصرية لسنوات، لكن ذلك لم يتحقق رغم قيد أسهمه منذ 2017.

وفي نوفمبر الماضي، رفعت وكالة “فيتش” للتصنيفات الائتمانية تصنيف “بنك القاهرة” من B- إلى B، بعد أن قامت بتحسين التصنيف الائتماني السيادي لمصر.

كم تبلغ القيمة الإجمالية لأصول بنكي القاهرة والإمارات؟

بلغت أصول “بنك القاهرة” 478 مليار جنيه مصري (9.4 مليار دولار) حتى 30 سبتمبر، وفقًا لأحدث بياناته المالية.

أما “الإمارات دبي الوطني – مصر”، فقد بلغت أصوله 3.1 مليار دولار بنهاية 2024، ليحتل المرتبة الـ20 بين البنوك المصرية.

كم بلغت أرباح بنك القاهرة وبنك الإمارات خلال 2024؟

سجل البنكان نموًا في الأرباح بفضل ارتفاع صافي دخل الفوائد، مدعومًا بزيادة أسعار الفائدة التي عززت هوامش الإقراض.

حقق “بنك القاهرة” 8.6 مليار جنيه مصري كصافي ربح خلال الأشهر التسعة الأولى من 2024، بزيادة كبيرة سنويًا.

أما “الإمارات دبي الوطني – مصر”، فقد سجل ربحًا سنويًا بلغ 5.3 مليار جنيه مصري في 2024، بارتفاع 64% عن 2023.

كم بلغت ودائع وقروض بنك القاهرة حتى نهاية الربع الثالث من 2024؟

بلغت ودائع “بنك القاهرة” 347 مليار جنيه حتى نهاية سبتمبر 2024، بينما وصلت القروض والتسهيلات إلى 187.4 مليار جنيه.

لا تفوّت قراءة: أقوى عروض رمضان 2025 في السعودية.. تخفيضات وتوفير مذهل!

بيع بنك القاهرة.. خطة مؤجلة منذ 2018

طُرحت خطط بيع جزء من “بنك القاهرة” منذ 2018، لكنها واجهت عدة تأجيلات على مدار السنوات الماضية.

ورغم ذلك، ما يزال البنك هدفًا رئيسيًا للخصخصة، ضمن استراتيجية الحكومة لجذب الاستثمارات وتعزيز الموارد المالية.

أكد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في ديسمبر 2024 أن البنك مدرج ضمن عشر شركات حكومية ستُطرح للبيع بحلول 2025.

لا تفوّت قراءة: من 700 إلى 7000 جنيه: كيف تطور الحد الأدنى للأجور في مصر خلال 14 عامًا؟

أصول بنك القاهرة في سيناء.. عقبة أمام المستثمرين الأجانب

تواجه الصفقة عقبات قانونية تتعلق بأصول “بنك القاهرة” في سيناء، حيث يُحظر على المستثمرين الأجانب امتلاكها.

وتجرى دراسة حلول بديلة، مثل بيع الأصول لمستثمر محلي أو نقلها إلى بنك مملوك للدولة.

خصخصة بنك القاهرة.. خطوة لتعزيز الاحتياطي الأجنبي

تندرج هذه الصفقة ضمن خطة حكومية لتسريع بيع الأصول وجذب الاستثمارات الخليجية لتعزيز الاحتياطيات الأجنبية.

كما تعكس الشراكة المتنامية بين مصر والإمارات، والتي برزت في استثمارات كبرى كمشروع رأس الحكمة وتوسعات “الظاهرة” بالقطاع الزراعي.

لا تفوّت قراءة: الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة.. فلسطين ليست للبيع وتكلفتها 53 مليار دولار

كيف عزز “الإمارات دبي الوطني” وجوده في مصر؟

عزز “الإمارات دبي الوطني” وجوده في مصر منذ استحواذه على “بي إن بي باريبا مصر” عام 2013، ما رسخ مكانته بالسوق.

وبحلول 2024، توسع البنك ليشمل 67 فرعًا و339 جهاز صراف آلي، مقدمًا خدماته لشريحة واسعة من العملاء.

“بنك القاهرة”.. رحلة بدأت في 1952 بأمر ملكي

تأسس “بنك القاهرة” في 8 مايو 1952 على يد مجموعة من رجال الأعمال والاقتصاديين، وسُجل كشركة مساهمة وفقًا لأمر ملكي.

بلغ رأس ماله المبدئي 500 ألف جنيه مصري، مقسمًا إلى 125 ألف سهم، وافتتح مقره الرئيسي بشارع قصر النيل بالقاهرة.

بدأ البنك بثلاثة فروع محلية، وافتتح أول فرع خارجي في السعودية عام 1954، ما عزز حضوره الإقليمي مبكرًا.

يخدم “بنك القاهرة” أكثر من 3.9 مليون عميل، ما يعزز مكانته كشريك مالي رئيسي في مصر. كما يمتد نفوذه إلى الإمارات عبر مكتب تمثيلي، وإلى أوغندا من خلال شركة تابعة، ليصبح لاعبًا إقليميًا بارزًا في الإدارة المالية.

دور وطني رائد.. كيف دعم “بنك القاهرة” الاقتصاد بعد 1956؟

خلال الخمسينيات، وسّع “بنك القاهرة” نشاطه خارج مصر بافتتاح فروع في لبنان وسوريا، قبل دمجها لاحقًا أو تأميمها.

بعد تأميم قناة السويس عام 1956، لعب البنك دورًا محوريًا في دعم الاقتصاد المصري، حيث موّل محصول القطن بعد انسحاب البنوك الأجنبية.

بنك القاهرة..دور رئيسي في تأميم القطاع المصرفي

مع صدور قانون تمصير البنوك عام 1957، استحوذ “بنك القاهرة” على بنكين فرنسيين لتعزيز سيطرة الدولة على القطاع المصرفي.

كما كُلِّف البنك بالإشراف على إصدار وسحب تذاكر اليانصيب وصرف الجوائز، فيما رفعت الحكومة المصرية رأسماله إلى 1.1 مليون جنيه لدعم نموه.

لا تفوّت قراءة: بعد صرف الشريحة الرابعة.. كم بلغت حصيلة مصر من قروض صندوق النقد حتى الآن؟

تعليقات
Loading...