في شهر رمضان المبارك، يبحث الكثيرون عن أجواء روحانية تعيد إليهم دفء هذا الشهر الكريم، ولا يوجد مكان أفضل من المساجد التاريخية التي تحمل بين جدرانها عبق الزمن وأصوات التهجد والتراويح.
في قلب القاهرة القديمة وخارجها، تحتضن مصر مساجد عريقة، كل منها يحكي قصة عبر مآذنه الشامخة وزخارفه الإسلامية الفريدة.
ومن مسجد عمرو بن العاص، أقدم مساجد إفريقيا، إلى مسجد الأزهر العامر بعلمائه، نأخذكم في جولة بين أجمل 6 مساجد تاريخية تمنحكم تجربة صلاة التراويح بروحانيات لا تنسى.
لا تفوت قراءة: أقوى البرامج الرمضانية في 2025.. جرعة مضحكة ورسائل إنسانية في موسم استثنائي
مسجد الأزهر.. منارة العلم والعبادة في قلب القاهرة
يعد مسجد الأزهر أول مسجد بني في القاهرة الفاطمية، تأسس عام 970م ليكون مركزًا للتعليم الإسلامي.
على مدار ألف عام، شهد توسعات عديدة، مما جعله يجمع بين الطرز الفاطمية والمملوكية والعثمانية في تصميمه الفريد.
توفر قاعاته الواسعة، المزينة بالزخارف الدقيقة والخطوط العربية، بيئة روحانية مثالية للعبادة والتأمل خلال رمضان.
لا تفوت قراءة: ساعات الصيام في رمضان 2025: أي الدول العربية تصوم الأطول؟
مسجد عمرو بن العاص.. أول منارة إسلامية في إفريقيا
يعد مسجد عمرو بن العاص أقدم مسجد في مصر وإفريقيا، شُيد عام 642م في الفسطاط، العاصمة الإسلامية الأولى لمصر.
يقع المسجد في مجمع الأديان بالقاهرة القديمة، ويتميز بفناء مركزي واسع، وأربعة مآذن، وقاعة صلاة ذات سقف مقبب.
ورغم التجديدات المستمرة، تظل قيمته الروحية والتاريخية راسخة، ليبقى وجهة للمصلين في رمضان وأحد معالم العبادة العريقة.
لا تفوت قراءة: هل تعلم لماذا فبراير 28 يومًا فقط؟ إليك السبب التاريخي!
مسجد محمد علي.. تحفة عثمانية في قلب القاهرة
يقع مسجد محمد علي داخل قلعة صلاح الدين، ويتميز بجدرانه الرخامية ومآذنه التوأم، وهما الأعلى في مصر بارتفاع 84 مترًا. بناه محمد علي باشا عام 1265 هـ / 1848 م على أنقاض قصور المماليك.
شيد المسجد على الطراز العثماني بقبة مركزية ضخمة وأربع قباب تحيط بها، مما يمنحه تصميمًا فريدًا يخطف الأنظار.
ويضم برج ساعة نحاسيًا أهداه ملك فرنسا، مقابل مسلة رمسيس الثاني، التي تقف اليوم في ساحة الكونكورد بباريس.
يعرف هذا المسجد باسم “مسجد المرمر”، وذلك بسبب تكسية جدرانه الداخلية والخارجية بالرخام.
ويحتوي المسجد على منبرين، الأول وهو الأصلي مصنوع من الخشب ومزخرف باللون الأخضر، أما الآخر فقد تمت إضافته لاحقًا وهو مصنوع من الرخام.
لا تفوت قراءة: أقوى إعلانات خطفت قلوبنا في أول يوم رمضان.. سحر المشاعر ولمّة الأحباب!
مسجد الحاكم بأمر الله.. جوهرة معمارية في قلب القاهرة الفاطمية
يقع مسجد الحاكم بأمر الله في شارع المعز، وهو أحد أهم المعالم الإسلامية في القاهرة.
بني عام 1013 ميلادية على الحاكم بأمر الله ويتميز بمآذنه الفريدة، وتصميمه المتأثر بالجامع الكبير في المهدية بتونس.
ويحمل المسجد قيمة تاريخية كبيرة، حيث استخدم كثكنة عسكرية خلال الحملة الفرنسية، وتم تحويل مآذنه إلى أبراج مراقبة.
مسجد ابن طولون.. تحفة معمارية من العصر العباسي
يعد مسجد ابن طولون من أقدم المساجد القائمة في مصر، حيث أُنشئ عام 879 ميلادية خلال العصر العباسي.
ويعتبر مسجد ابن طولون مدرج ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو.
ويقع المسجد في حي السيدة زينب بشارع الخضيري في القاهرة، وقد أمر ببنائه أحمد بن طولون، الحاكم العباسي لمصر، فيما صممه المهندس المعماري المصري المسيحي الأرثوذكسي سعيد بن كاتب الفرغاني.
ويشتهر بمساحته الواسعة، ومئذنته الحلزونية الفريدة، ونوافذه الجصية المزخرفة، مما يجعله تحفة معمارية خالدة.
ويتميز المسجد بفناء مفتوح، يعكس طابع العمارة الإسلامية، ويمنح الزوار أجواء روحانية لا مثيل لها.
مسجد الإمام الحسين.. روحانية تضيء قلب القاهرة
يُعد مسجد الإمام الحسين من أقدس المساجد في مصر، حيث يُنسب إلى حفيد النبي ﷺ، الحسين بن علي.
يتميز المسجد بأبوابه الرخامية الثلاثة المطلة على خان الخليلي، إضافة إلى “الباب الأخضر” الشهير بجوار القبة.
يجمع تصميمه بين الطراز الفاطمي والمملوكي، بينما تضيف زخارف الأرابيسك والمئذنة الأيوبية لمسات معمارية بديعة.