في خطوة تهدف إلى ربط الحاضر بعبق الماضي، أُطلقت تجربة على خطاه لمحاكاة الدرب الذي سلكه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في الهجرة النبوية المباركة.
المشروع، الذي دشنه الأمير سلمان بن سلطان بجوار جبل أحد، يفتح نافذة جديدة لتأمل السيرة النبوية واستحضار معانيها السامية.
ومن خلال هذه التجربة الفريدة، تسعى السعودية إلى تقديم رحلة إيمانية تجمع بين الروحانية والتقنية، ضمن جهودها المستمرة لإحياء المواقع التاريخية.
وهذا يعزز ارتباط الزوار بالسيرة النبوية، لتكون تجربة استثنائية تحمل بصمة عصرية وروحانية لا تُنسى.
مشروع على خطاه يُسهِم في تقديم تجربة استثنائية لضيوف الرحمن، تجمع بين الأثر الإيماني العميق للهجرة النبوية، وتعكس جانباً من الثقافة الأصيلة التي تميز الشعب السعودي.
ما هو مشروع على خطاه؟
يحاكي المشروع الدرب التاريخي الذي سلكه النبي محمد (ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ) ﻣﻊ ﺻﺎﺣﺒﻪ أﺑﻲ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﻳﻖ (رﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ).
يهدف المشروع إلى إعادة إحياء تلك الرحلة التاريخية التي كانت خطوة فارقة في تاريخ الإسلام.
ويمنح الزوار فرصة لتجربة الأحداث واللحظات الروحية التي عاشها النبي مع أبي بكر، ﺧﻼل الهجرة النبوية ﻣﻦ ﻣﻜﺔ اﻟﻤﻜﺮﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻤﻨﻮرة ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻷول ﻟﻠﻬﺠﺮة النبوية.
على خطاه: رحلة روحانية لمسافة 470 كيلومترا
على مسافة تتجاوز 470 كيلومترًا، ينطلق الزوار في تجربة فريدة تتبع خطوات النبي محمد.
ويمكنهم زيارة المواقع التاريخية التي شهدت أحداثًا هامة في تلك الرحلة الروحانية.
هذه التجربة تمنح الزوار فرصة فريدة لاستشعار الأجواء الروحية والمعنوية التي مر بها النبي وصحبه، ويعيشون لحظات تاريخية لا تُنسى.
تجربة الزائر: ما أبرز الأماكن التاريخية؟
تبدأ تجربة الزائر في مشروع “على خطاه” من منطقة “أسفل مكة”، حيث يزور غار ثور.
وتستمر رحلته عبر المواقع التاريخية الهامة التي سلكها النبي محمد صلى الله عليه وسلم خلال الهجرة النبوية، وصولًا إلى المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة.
تجربة الزائر: كم المدة التي تستغرقها؟
وتمتد التجربة بين يومين إلى تسعة أيام، مليئة بالمشاعر الإيمانية واللحظات الروحانية الفريدة.
التجربة تعيد للزوار تجربة الهجرة النبوية بكل تفاصيلها، وتتيح لهم التفاعل مع المعالم التي شهدت لحظات فارقة في تاريخ الإسلام.
خيارات متعددة للتجربة: بالجمال أو السيارة أو سيرا على الأقدام
تخيّل نفسك على درب الهجرة النبوية، مستعيدًا روح الرحلة التي غيّرت مجرى التاريخ.
وفي كل خطوة، ستشعر بعبق الصحراء وروحانية الطريق، حيث تعكس التجربة أسلوب السفر التقليدي بكل تفاصيله الأصيلة.
بين الرمال الممتدة والجبال الصامتة، تجد نفسك أمام عالم من الأنشطة التفاعلية.
ورش العمل تُعيد إحياء عبق التاريخ، وتجارب الواقع المعزز تأخذك في رحلة عبر الزمن إلى لحظات فارقة من السيرة النبوية.
ويمكنك أن تخوض التجربة سيرًا على الأقدام في مجموعات، أو تمتطي ظهر الإبل كما كان الأسلاف، أو حتى تستمتع بها عبر سيارات خاصة.
خيارات متعددة، لكنها تتفق جميعها على هدف واحد: جعلك تعيش رحلة الهجرة النبوية بكل حواسّك.
ومع فتح باب الحجز قريبًا، ستتاح لك الفرصة لاختيار الباقة التي تناسبك لتكون جزءًا من هذه التجربة الروحانية التي تدمج بين الماضي والحاضر.
لا تفوت قراءة: الاستثمارات السعودية في أمريكا: من 450 مليار دولار في الولاية الأولى إلى 600 مليار في الولاية الثانية
مشاهدة 41 معلما تاريخيا بين مكة والمدينة
يقدم مشروع على خطاه تجربة فريدة تتيح للزوار اكتشاف 41 معلمًا تاريخيًا منتشرة على طول 470 كيلومترًا بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
ويتضمن مشروع على خطاه عروضًا تفاعلية في 5 مواقع رئيسية تروي جوانب مختلفة من قصص الهجرة النبوية، مما يعزز فهم الزوار للأحداث التاريخية المهمة.
وإضافة إلى ذلك، يتضمن المشروع “متحف الهجرة”، الذي يقدم للزوار فرصة للتعرف عن كثب على تاريخ الهجرة النبوية عبر مقتنيات وآثار تروي تفاصيل الرحلة المباركة.
استراحة كل 5 كيلومترات من الدرب
نظرًا لصعوبة قطع مسافة الدرب البالغة 470 كيلومترًا بشكل مستمر، جرى تخصيص 62 محطة على طول الطريق، منها 52 استراحة للخدمات، موزعة على فترات كل 5 كيلومترات.
وتهدف هذه الاستراحات إلى توفير الراحة للزوار، مع تقديم الخدمات الأساسية مثل المياه، الطعام، والراحة، مما يضمن تجربة مريحة وسلسة خلال الرحلة عبر المواقع التاريخية المرتبطة بالهجرة النبوية.
لا تفوت قراءة: أبوظبي تصنع التاريخ: أول حكومة عالميا تعتمد الذكاء الاصطناعي 100% بحلول 2027
متى ميعاد تدشين مشروع على خطاه؟
أعلن تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه، أن مشروع على خطاه سيجرى تدشينه في نوفمبر المقبل، على أن يستمر لمدة 6 أشهر.
كما أوضح آل الشيخ أن اختيار المواقع التاريخية التي يشملها المشروع جرى بناءً على مصادر تاريخية معتمدة، بالتعاون مع الجهات الرسمية.
وأكد أن هذه التجربة ستكون محط الأنظار، حيث تمنح الزوار فرصة فريدة للعيش في أجواء تاريخية وروحانية لا مثيل لها.
تجربة مثالية لعشاق التسوق والأكل
يعد مشروع على خطاه تجربة استثنائية ليس فقط تاريخية وروحانية، بل أيضًا تجربة تسوق وطعام مميزة.
كما يستوعب المشروع نحو 12 ألف زائر يوميًا، ويتضمن مراكز طبية متكاملة لضمان الراحة والرعاية للزوار طوال تجربتهم.
وعلاوة على ذلك يضم 8 محطات مبيت تعكس المواقع التي مر بها رسول الله، إضافة إلى منطقة رئيسية للمبيت في قباء.
وبالإضافة إلى الجوانب الروحانية، يقدم المشروع فرصة مثالية لعشاق التسوق والطعام.
إضافة إلى ذلك، يضم نحو 30 مطعمًا يقدمون مجموعة متنوعة من الأطباق المحلية والعالمية، و50 متجرًا تقدم تجربة تسوق فريدة تلبي احتياجات الزوار.
ما الهدف من المشروع؟
يهدف المشروع إلى تقديم رؤية متكاملة تتماشى مع رؤية المملكة 2030، مع التركيز على الحفاظ على التاريخ الإسلامي.
ويتيح المشروع الفرصة للزوار لتتبع خطوات النبي وزيارة المواقع المرتبطة به، مما يعزز الوعي التاريخي والديني.
ويسعى المشروع إلى تقديم تجربة استثنائية لضيوف الرحمن عبر تفعيل المواقع التاريخية المرتبطة بدرب الهجرة، في إطار تطوير المواقع الإسلامية.
ويعكس المشروع جزءًا من رسالة المملكة الإنسانية في نشر السلام والتسامح والتوعية بالقيم النبيلة.