وزارات الإمارات غير التقليدية: بوخالد وبوراشد يقودان مسيرة الابتكار الحكومي

عندما نتحدث عن “وزارات غير تقليدية” أو “وزارات استثنائية” تهدف إلى إحداث تغييرات ملموسة وغير تقليدية، تتصدر الإمارات القائمة في هذا المجال.

في فترة زمنية قصيرة، استحدثت الإمارات العديد من الوزارات غير التقليدية التي لا نظير لها في دول أخرى، مثل وزارة السعادة، وزارة اللامستحيل، ووزارة التسامح.

مؤخرا، في الثامن من ديسمبر، أطلقت الإمارات الوزارة الخاصة بالأسرة، التي تهدف إلى تعزيز الروابط الأسرية والمجتمعية، مما يعزز الاستقرار والرفاه الاجتماعي.

كل وزارة من هذه الوزارات تتولى مهامًا محددة تسهم في تحسين جودة الحياة، وتعزيز التعايش، وتحقيق التنمية المستدامة في المجتمع الإماراتي.

هذه المبادرات لا تقتصر فائدتها على الإمارات وحدها، بل تمتد لتؤثر على الشعوب الأخرى من خلال تقديم نموذج يحتذى به في الابتكار الحكومي.

وزارة الأسرة في الإمارات

في نهاية عام 2024، أعلنت دولة الإمارات عن استحداث وزارة جديدة غير تقليدية تهدف إلى تعزيز استقرار الأسر وتعزيز الروابط المجتمعية.

وتركز الوزارة على إعداد الأزواج للزواج وتدريبهم لتكوين أسر متماسكة، مع تنظيم برامج ومنح لدعم الزواج.

وتعمل الوزارة على تطوير وتنفيذ السياسات والتشريعات التي تساهم في بناء أسر مستقرة، وتقترح مبادرات للحد من مخاطر التفكك الأسري وآثاره السلبية.

وتعزز الوزارة مهارات الوالدين لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الأسرية، وتضمن حماية الأطفال ورفاهيتهم من خلال تأمين حقوقهم.

وفي هذا السياق، صرح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأن “الأسرة أولوية وطنية، وحجر الزاوية في المسيرة، وضمان لمستقبل الوطن”.

وقد جرى تعيين سناء بنت محمد سهيل، وزيرة للأسرة، التي تمتلك خبرات واسعة تصل إلى 20 عامًا في مجال الطفولة والأسرة.

وزارة جديدة لبناء أسرة متماسكة ومستقرة

وزارة اللا مستحيل في الإمارات

وزارة اللا مستحيل في الإمارات أُعلن عنها في 2019 من قبل رئيس مجلس الوزراء، وهي وزارة افتراضية بدون وزير، ويتكون طاقمها من أعضاء مجلس الوزراء.

وتأسست الوزارة لاحتضان وإنجاز المستحيلات الحكومية، مستلهمة من تاريخ الإمارات في تحقيق الإنجازات الكبيرة.

كما يوضح الموقع الرسمي: “تاريخ دولة الإمارات في تحقيق المستحيل، من دولة صحراوية قاحلة إلى واحات خضراء، ومن اقتصاد محلي محدود لاقتصاد عالمي متنوع”.

ومن أبرز مهام الوزارة تطوير حلول استباقية لتجنب المشكلات المتوقعة مستقبلاً، وإنشاء إدارات افتراضية مؤقتة لاختبار وطرح الأسئلة المستحيلة.

وتشمل المهام أيضًا إجراء تغييرات جذرية في النظم الحكومية، وتقديم خدمات استباقية للجمهور من خلال منصات إلكترونية تسهل مشتريات الحكومة وتختصر الوقت من 60 يومًا إلى 6 دقائق.

كما تعمل الوزارة على إنشاء أنظمة لاكتشاف مواهب الأطفال في الإمارات، لتعزيز قدراتهم وتنميتها منذ الصغر.

وزارة السعادة في الإمارات

في 2016، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عن استحداث منصب وزير السعادة، ضمن وزارة الإمارات غير التقليدية.

وجرى تعيين معالي عهود بنت خلفان الرومي كأول وزيرة دولة للسعادة.

وتهدف الوزارة إلى تحقيق السعادة لجميع أفراد المجتمع من خلال دمج السعادة والإيجابية في سياسات الدولة وبرامج وخدمات الجهات الحكومية.

كما تسعى الوزارة إلى ترسيخ قيم الإيجابية والسعادة كأسلوب حياة في مجتمع الإمارات، وتطوير معايير وأدوات لقياس السعادة.

وأطلقت الوزارة عددًا من المبادرات لتحقيق هذه الأهداف، مثل:

  • تعيين رؤساء تنفيذيين للسعادة
  • تأسيس مجالس ومكاتب للسعادة
  • تخصيص أوقات لأنشطة السعادة وجودة الحياة

وفي مارس 2017، أُطلق مركز الإمارات لأبحاث السعادة، الأول من نوعه في الشرق الأوسط، بجانب منصة إلكترونية لتعزيز الطاقات الإيجابية.

وفي تقرير السعادة العالمي 2024، احتلت الإمارات المركز 22 عالميًا، متقدمة من المركز 26 في 2023، وجاءت في المرتبة الثانية على مستوى المنطقة.

كما أظهر التقرير  أن كبار السن كانت الفئة الأكثر سعادة في دولة الإمارات.

عهود الرومي أول من شغل منصب وزير السعادة

وزارة التسامح في الإمارات

في 2016، استحدثت الإمارات منصب وزير دولة للتسامح لأول مرة، وجرى الإعلان عنه من قبل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

صرح الشيخ محمد بن راشد وقتها: “لا يمكن أن نسمح بالكراهية في دولتنا، ولا يمكن أن نقبل بأي شكل من أشكال التمييز بين أي شخص يقيم عليها، أو يكون مواطناً فيها”.

وتولت الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي المنصب في البداية، ثم تولى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان المنصب بعد التشكيل الوزاري في 2017.

وتسعى الوزارة إلى دعم قيم التسامح والتعددية، والقبول بالآخر فكريًا، ثقافيًا، طائفيًا، ودينيًا.

وأطلقت الوزارة العديد من المبادرات والمهرجانات مثل:

  • مهرجان التسامح والتعايش
  • مهرجان الأخوة الإنسانية
  • مبادرات مثل “ضرب زايد للتسامح” و”صوت التسامح”.

وزارة الذكاء الاصطناعي في الإمارات

من وزارة السعادة والتسامح إلى الذكاء الاصطناعي، سعت الإمارات لتطوير آلية عمل الحكومة لتواكب التطور التكنولوجي السريع.

وفي 2017، جرى إنشاء وزارة الذكاء الاصطناعي ضمن استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، وعُين عمر سلطان وزيرًا للذكاء الاصطناعي.

وتستهدف الاستراتيجية أن تكون أول مشروع ضخم ضمن مئوية الإمارات 2071، التي تهدف إلى جعل الإمارات أفضل دولة في العالم.

الوزارة جاءت كاستمرار لمبادرة الحكومة الذكية، التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لتعزيز الاستخدام الفعّال للتكنولوجيا.

لا تفوت قراءة مترو الرياض: أطول شبكة قطارات بلا سائق في السعودية

تعليقات
Loading...