علميًا: ماذا يحدث لجسمك عند إيقاف المنبه؟

قبل اختراع المنبه، كانت هناك وظيفة تعرف بـ “الموقظ”، وهو شخص مكلف بطرق أبواب المنازل باستخدام عصا لإيقاظ الناس في مواعيدهم المحددة.

كان الموقظ ينتظر حتى يستجيب النائمون ويتأكد من أنهم استيقظوا قبل أن يغادر، مما كان يتطلب دقة وحس مسؤولية.

ومع اختراع المنبه، أصبحت هذه المهمة أسهل، حيث تحولت إلى مجرد ضغطة زر.

ولكن هل الموضوع يتوقف عند هذا الحد؟ بالطبع لا. فعند سماع صوت المنبه، تظهر شخصيات متعددة تتراءى من بيننا، حيث لا يقتصر الأمر على مجرد الاستيقاظ.

هناك من يكرر غفوته عدة مرات، وهناك من يستيقظ قبل أن يدق المنبه، وآخرون لا يستطيعون الاستيقاظ مطلقًا.

المنبه، مهما اختلفت أشكاله، لم يعد فقط أداة إيقاظ، بل أصبح أيضًا مؤشرًا على كيف يتعامل كل فرد مع بداية يومه.

البعض يراه بداية حتمية ومبكرة ليوم جديد مليء بالأنشطة، بينما يراه آخرون مصدرًا للضغط، مما يجعلهم يبحثون عن مزيد من النوم قبل مواجهة التحديات اليومية.

في كل الأحوال، المنبه ما يزال يظل علامة فارقة في تحديد بداية اليوم، وكل شخص له طريقته الخاصة في التفاعل معه، فأنت أيٌّ من هذه الشخصيات؟

صاحب الغفوات: الراحة الزائفة

يقوم البعض بضبط عدة منبهات بفارق زمني لا يتجاوز العشر دقائق، فيما يعرف بـ “الغفوة”، وهي عادة قد تكون مغرية لتأجيل الاستيقاظ لفترة قصيرة.

ولكن، وفقًا للدكتور براندون بيترز، طبيب الأعصاب وطبيب النوم، فإن الضغط على زر الغفوة قد يمنح شعورًا مؤقتًا بالراحة، لكنه في الواقع يؤثر سلبًا على جودة النوم.

تؤدي الغفوة المتقطعة إلى تفتيت النوم، مما يساهم في استمرار الشعور بالوهن والكسل، ويخلق إحساسًا زائفًا بالراحة.

الشخصي النشيط: من يستيقظ قبل المنبه

تتناول الكاتبة أليكسا ميخائيل ظاهرة الأشخاص الذين يستيقظون فجأة قبل موعد المنبه، مشيرة إلى أن هؤلاء قد يعانون من الأرق ويجمعون بين “الاستيقاظ الليلي” و”الاستيقاظ المبكر”.

وتفسر ذلك بالقول إن البروتينات التي تنظم إيقاع الساعة البيولوجية تلعب دورًا مهمًا في هذه الظاهرة.

وأضافت أنه يرتفع مستوى هذه البروتينات ثم ينخفض طوال اليوم، مما يؤدي إلى بطء إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، مما يتسبب في انخفاض ضغط الدم وتراجع نشاط الدماغ، فيشعر الشخص بأن الوقت قد حان للاستيقاظ حتى قبل سماع المنبه.

الشخص الكسول: من لا يستيقظ في الأساس

توجد فئة أخرى تواجه صعوبة في الاستيقاظ، حيث لا تستجيب لصوت المنبه أو لأي صوت آخر.

ويُفسر هذا من قبل خبراء النوم بعدة عوامل محتملة، أبرزها نمط النوم غير المنتظم.

يعتاد الجسم على النوم لساعات محددة، وعندما يحدث اضطراب في هذا النظام، يحتاج الجسم إلى وقت أطول للاستيقاظ. قد تكون هذه الصعوبة أيضًا مرتبطة ببعض العادات اليومية الأخرى.

وفي كتابه “فن الراحة”، يقدم الخبير الياباني سيجي نيشينو حلولًا لمشاكل النوم المختلفة، بما في ذلك الأرق والتعب والسهر وقلة النوم، موضحًا كيف يمكن معالجة هذه الصعوبات إذا كنت من بين الشخصيات الثلاث التي تتفاعل بطرق مختلفة مع مواعيد الاستيقاظ.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: المنسف في مواجهة السرطان: قصة تحدي ملك جمال الأردن مع مرض المعدة

تعليقات
Loading...