“إفريقيا الجديدة” تعلن عن نفسها بقوة في مبادرة مستقبل الاستثمار في السعودية
على الأراضي السعودية يقام مؤخرًا المؤتمر السنوي لـ “مبادرة مستقبل الاستثمار”، وأعلنت قمة “أفريقيا الجديدة” ضمن المؤتمر السنوي عن نفسها بقوةٍ، في نسخته الثامنة في الرياض، المجال أمام عدد من صنّاع القرار والوزراء والمسؤولين من جميع أنحاء العالم؛ لاستكشاف الفرص الاقتصادية الهائلة في القارة السمراء، والدفع بالمستثمرين ورؤوس الأموال إلى بناء تحالفات وشراكات تتجاوز الحدود وتدعم نمو البلدان في إفريقيا.
بين الماضي والحاضر
استغلت إفريقيا قديمًا واستعمرت أراضيها نظرًا لأنها أراضي غنية بالمعادن المختلفة سواء الذهب أو غيره، أو كونها أراضي تربتها الزراعية جيدة للغاية، ويبدو أن إدارك الغرب بذلكٍ كان سبب الاستعمار قديمًا، ولكنه الآن سبب إعلان إفريقيا عن نفسها بقوةٍ في أراضي الرياض.
الحاضر الآن هو قمة “أفريقيا الجديدة” التي كانت بمثابة مقدمة للقمة التي تنطلق رسميًا أعمالها اليوم، شكلت منبرًا لاستكشاف الفرص الفريدة في مختلف أنحاء القارة الأفريقية التي تُعد مصدرًا غنيًا لاحتياطيات العالم من المعادن، والغاز، والنفط، والأراضي الصالحة للزراعة، وتحتفظ بنسبة كبيرة من الموارد الطبيعية في العالم، سواءً من مصادر الطاقة المتجددة أو غير المتجددة.
وتضم القارة السمراء نحو “30 في المائة” من احتياطيات المعادن في العالم. وتنتج جنوب أفريقيا ونيجيريا والجزائر وأنغولا وليبيا أكثر من ثلثي ثروة أفريقيا المعدنية، وذلك بسبب احتياطياتها النفطية الكبيرة، باستثناء جنوب أفريقيا التي لديها وفرة من الذهب والمواد الثمينة الأخرى.
لا يتوقف الحاضر على الثروات القديمة التي استغلها الاستعمار، بل يظهر بوضوح في قدرة إفريقيا الحالية هي وابنائها على تحقيق خطوات مذهلة في مجالات البحث العلمي وغيرها من المجالات.
ليست المرة الأولى بين إفريقيا والسعودية
تدرك السعودية أهمية القارة السمراء وهذا يظهر بوضوح في رغبتها في توطيد التعاون الاقتصادي بين المملكة وإفريقيا، ويظهر بشدة وقتما عقدت قمة سعودية – إفريقية في نوفمبر العام الماضي، وفي كلام وزير المالية السعودي “محمد الجدعان” أن تبلغ استثمارات القطاع الخاص السعودي في قارة أفريقيا 25 مليار دولار، خلال السنوات العشر المقبلة، وقال إنه يتم العمل حاليًا على تنفيذ ما قيمته 5 مليارات دولار من هذه الاستثمارات، مؤكدًا دور أفريقيا الأساسي في مواجهة التحديات العالمية، وأن شراكة المملكة معها تنمو بشكل متسارع.
وأشار “الجدعان” إلى بعض المبادرات الرئيسية التي بدأت المملكة تنفيذها، مثل تخصيص أكثر من مليار دولار لـ”مبادرة خادم الحرمين الشريفين الإنمائية” في أفريقيا، وتخصيص 5 مليارات دولار من “الصندوق السعودي للتنمية” لتنفيذ مشروعات تنموية خلال السنوات العشر المقبلة، وقد بدأ تنفيذ ذلك، وتخصيص 10 مليارات دولار من بنك التصدير والاستيراد السعودي لتقديم منتجات تمويلية على مدى السنوات العشر المقبلة.