زراعة قامت على أنقاض فلسطين: كيف استخدم المحتل التشجير كأداة لابتلاع الأرض؟
لعب دورًا خفيًا في الصراع على الأرض، تم وضعه بشكل منهجي لابتلاع الأراضي الفلسطينية، من خلال وضع اليد عليها ثم المطالبة بملكيتها .. فكيف تحول التشجير لأداة استعمارية؟
أداة ابتلعت الأرض
أجاب بعض الكتاب والمؤرخون على أن المحتل استغل شروط الملكية التي يحددها قانون العقارات العثماني لسنة 1858، الذي مثل قاعدة لتشريعات الانتداب البريطاني ثم الاحتلال الإسرائيلي، وهذه الشروط تتضمن وجوب زراعة الأرض ثلاث سنوات متتالية كي تتسنى المطالبة بامتلاكها، وهكذا فإن زراعة الأرض تمكن الصندوق القومي اليهودي من ضمان وضع يده على الأراضي التي يشتريها.
وسبب آخر متعلق بطمس شكل الحياة ما قبل النكبة فإذا اقتلعت الأشجار ستجد المنطقة من الناحية الجغرافية تظهر بواقي مدرجات ومساطب زراعية تؤكد وجود قرى وبلدات فلسطينية مدمرة قبل الاحتلال فعمل الاحتلال على إخفاء هذه الحضارة منذ عام 1948 وإخفاء ملامحها من خلال زراعة أشجار الصنوبر الأوروبية على أنقاض القرى والمباني المهدومة بدلاً من أشجار البلوط والزيتون التي زرعها الفلاح الفلسطيني، والتي تتلائم مع الطبيعة الجغرافية للمنطقة على عكس أشجار الصنوبر التي لا تتلاءم مع طبيعة المناخ وعمد على استبدال الفضاء الفلسطيني بفضاء آخر.
لماذا الصنوبر بالتحديد؟
زراعة الاحتلال الإسرائيلي لأشجار الصنوبر بالذات، في جبال القدس وعلى أنقاض البلدات والقرى الفلسطينية المهجرة، من أجل محاولة دمج المستعمر الصهيوني الأوروبي نفسيًا في فلسطين، وبالتالي لا يشعر بأنه دخيل أو غريب عن هذه الأرض من خلال محاولة إضفاء الطابع الأوروبي عليها، ولأنهم يعتبرون أن الزيتون شجرًا فلسطينيًا قام العمال اليهود بزرع الصنوبر بدلًا منه، وهو شجر قليل التكلفة.
فسياسة التشجير سياسة قامت على أنقاض الشعب الفلسطيني ولمحو بعض الحقائق الجغرافية التاريخية المتعلقة بالبلد، ومحاولة محي بعض الأماكن من طي النسيان.
آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: التظاهرة القرائية الأكبر: فوز المصري صاحب الهمم محمد أحمد في تحدي القراءة العربي