في حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال ضد مناطق شمالي قطاع غزة، وبالتحديد في مخيم جباليا، تستخدم إسرائيل الروبوت والبراميل المتفجرة ليصل بها الأمر في النهاية إلى تدمير كل شيء في المخيم.
والآن مئات العائلات المتبقية في المخيم محاصرة رافعين الرايات البيضة وذلك بعد أن اقتحم الاحتلال عددًا من مراكز النازحين، وفصلوا الذكور عن الإناث، واعتقلوا من هم فوق سن الـ 12 عامًا من الذكور، بينما أجبرت النساء على المغادرة باتجاه الجنوب، وتم توثيق ذلك خلال مقاطع فيديو أشارت إلى عملية اقتياد عدد من المواطنين عقب اعتقالهم، وتجميعهم بمكان واحد.
مخيم الجباليا مهد الانتفاضة
#شاهد | فيديو يوثق الاحتلال إجبار الاحتلال لأعداد كبيرة من المواطنين على إخلاء مخيم جباليا شمال قطاع غزة. pic.twitter.com/bl15ZJwwrj
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) October 21, 2024
حسرة وحزن على مخيم كان في فترة من الفترات مهد إلى الكثير من الانتفاضات؛ فمخيم جباليا واحد من أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، تم إنشاؤه بمحاذاة بلدة جباليا بعد نزوح آلاف الفلسطينيين إليه قادمين من قرى ومدن جنوب فلسطين عقب النكبة عام 1948 ومن بعده أصبح مركزًا انطلقت منه حركات الكفاح المسلح ومجموعات الفدائيين ومداهمة الدبابات بين أزقته.
حيث انطلقت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الأولى المعروفة كذلك باسم انتفاضة الحجارة من هذا المخيم في 8 ديسمبر عام 1987، عندما دهس سائق شاحنة إسرائيلي مجموعة من العمال الفلسطينيين في حاجز إيريز، وتحولت جنازة الضحايا إلى مظاهرات كبيرة سرعان ما انتشرت في جميع أنحاء قطاع غزة والضفة الغربية، ونفذت فيها معركة أيام الغضب القسامية كما أطلقت عليها المقاومة، تلك الملحمة التي سطرتها المقاومة وكبدت العدو خسائر وذل.
كما شهدت العديد من الاغتيالات والمجازر التي نفذتها إسرائيل منها العملية العسكرية التي أطلق عليها “أيام الندم” عام 2004 بدعوى تأمين منطقة عازلة لحماية المستوطنات الإسرائيلية من صواريخ كتائب عز الدين القسام، وقصفت خلال هذه العملية المخيم لـ17 يومًا مما أدى إلى استشهاد أكثر من 100 فلسطيني وتشريد أكثر من 600 وتدمير مئات المباني ولكنها وقفت مرة أخرى كرمز للصمود.
التشكيل الجغرافي في جباليا كان يتسم بالأنفاق الطويلة والمتشعبة، والحارات المتقاربة جدًا والكثافة السكانية العالية، وهو ما يجعل التحرك الإسرائيلي فيها بطيئًا ومتعثرًا، فكل طفل في جباليا ثورة ارتبطوا حكايتهم بالموت والصمود.
آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: كيف تسعى إسرائيل لمحو الهوية والتاريخ والرمزية والحكايات في غزة