زغاريد الشعوب: إرث من أقصى الفرح لأقصى الهموم والهمم

“زغروتة” أو “زغروطة” في مصر، “لولشة” في البحرين والكويت وقطر، “صهيل” أو “لبلبة” في سلطنة عمان، “هلهولة” في العراق، “يباب” في الإمارات العربية، “زلعوطة” في لبنان وسوريا و“هاهات” في فلسطين و“صهيل” و”توليلة” في الجزائر، “تزغريتة” في المغرب.

كلها أسماء لفعل واحد وهو “الزعروطة” تلك الحركة اللولبية التي تقوم بها المرأة بتحريك اللسان فيعلو صوتها ويسمعها القريب والبعيد، موسيقى تخرج من حناجرهن تحتاج لمهارات خاصة من النساء غير موجودة عند الجميع وليونة غير مسبوقة تحتاج وقت لتعلمها. وقادرة على تقوية عضلات اللسان ولكن لا نخفي عليك أنها جزء أساسي من التراث الشعبي قادر أن تعبر بها عن شيء ما، جعلتها تأخذ اهتمام من الباحثين.

من أقصى الحزن لأقصى الفرح

يذكر الباحث السوري محمد خالد رمضان، في كتابه “دراسات في الزغرودة الشعبية” أن الفعل يحمل معاني ودلالات تؤثر على الكيان النفسي للفرد والجماعة وتستخدم في مناسبات مختلفة غير مترابطة”

 فمثلًا حسب الروايات فالقدماء المصريين أول من عرفوا النوتة الموسيقية، واستخدموا الغروطة في توديع العظماء، ولعل أشهر من تم توديعهم بالموسيقى الجنائزية والرقص الجنائزي والزغاريد الملك “سقنن رع الثاني” من ملوك الأسرة الـ17، الذي رحل في حربه لتحرير مصر من الهكسوس، و لحق به ابنه، وباعتبارهما من العظماء وشهداء الحرب، وودعتهما مصر بالزغاريد والطبول والموسيقى

ولكن الحالة الفلسطينية هي أشد سطوعًا في ما يتعلق بالزغاريد المرتبطة بالأحزان فتأتي الزغروطة لاستقبال جثامين من راحوا ضحايا لنيران دفاعًا عن الوطن

وجاءت كوسيلة لزيادة الحماسة حيث قال الباحث في التراث السوداني عوض محمد أن “الزغرودة عادة سودانية يتم استخدامها في الأفراح والمناسبات، أما استخدامها في المواجهات العسكرية والتظاهرات والمناسبات الوطنية ليس جديدًا فمنذ قديم الزمن، تقوم السيدة باستخدام الزغاريد في ساحات المعركة جنبًا إلى جنب مع الغناء الحماسي، وتعتبر أداة من أدوات تحفيز المحاربين”

لكن بالطبع لها حضور طبيعي في الأعراس بحسب ما تشير بعض الدراسات أن الزغاريد تعمل على تقليل الحاجز النفسي بين العروسين ليلة الزفاف فبعد عقد القران يتم إطلاق الزغاريد وكأنها بمثابة إعلان عن إنهاء حالة الخوف بين الطرفين.

هناك روايات مختلفة عن أصلها من يقول أنها تعود إلى العصر الجاهلي، كانت النساء يطلقنها أثناء الحروب والغزوات لرفع معنوياتهن أثناء القتال ومن يقول أنها بدأت في مصر حين رحل الملك “سقنن رع الثاني”، ويقال أنها تعود للموروث الشعبي الهندي ولكن الأكيد أنها موجودة وحتى إن اختلفت استخدامتها وإيقاعاتها.

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: دراما السفر عبر الزمن.. خلطة سحرية تخطف قلب الجمهور

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة:

تعليقات
Loading...