في أولمبياد 2020 بطوكيو كان ثمة بطل لم يحصد جائزة، ولكنه بطل، وليست البطولة مرتبطة بحصد ميدالية أو بالوصول إلى أبعد نقطة، بل يمكن أن تكون البطولة هي تجاوز المتوقع منك وإدهاش الجميع بإنك هنا، والبطل المصري “محمد السيد سامي” كان أعلن عن نفسه بقوة في مدينة طوكيو عندما وصل إلى دور ربع النهائي وهو صاحب ال 18 عام، والذي فجر مفاجأة وقتها بفوزه على “يانيك بوريل” الفرنسي وأحد أبرز لاعبي المبارزة، ودع “السيد” طوكيو في ربع النهائي بخسارته أمام البطل الأوكراني “إيجو رزلين” 15-13، أي بفارق بسيط للغاية، لم يكتف “السيد” بكونه بدا كمفاجأة للجميع في “طوكيو” بل أصبح بطلًا في “باريس” ولكن وراء هذا البطل، بطل آخر وهو “السيد سامي” نفسه.
بطلين خلفهم بطل أعظم
محمد هو شقيق أحمد السيد لاعب سلاح سيف المبارزة الذي حقق إنجازًا تاريخيًا، بعدما حصد “الميدالية البرونزية” لبطولة العالم التي أقيمت في روسيا، وابن الدكتور “السيد سامي” الذي نال وسام الرياضة من الطبقة الأولى منذ عامين، وهو الذي نال بالأمس ثاني ميدالية أولمبية في المبارزة في تاريخ مشاركات مصر في الأولمبياد وهي “البرونزية”، ولكن برغم بطولة “محمد” وأخيه “أحمد”، إلا هناك بطل لم يظهر في الصورة ولا يحب أن يظهر في الصورة من الواضح، وهو “السيد سامي” مدرب البطل الأولمبي وأبيه في نفس الوقت.
ولا يتوقف الأمر كونك صنعت بطلًا أولمبيًا، بل المدهش في القصة هي اللحظة التالية لحصد الميدالية وهي اللحظة التي رآها “السيد” مناسبة ليعلن التالي:” قادرون على منافسة جميع المصنفين” الإيمان بالابن الذي يختلط به الإيمان كمدرب مؤثر وشاعري، أربعة أعوام لم تهز الإيمان بالابن، بل جعلته قبل بداية البطولة يكتب على صفحته بموقع الانستجرام:”I can see the dream getting closer” وكأنه تنبؤ بما سيكتبه التاريخ له ولوالده، الساعات التي تمر كلحظات في الغالب شهدت لحظات مؤثرة في حياة البطلين الأب والابن، اللحظة الأولى التي يحتضن فيها الأب الابن عقب التأهل لنصف النهائي، ثم احتضانه له عقب الهزيمة واللعب على الثالث والرابع، ثم اللحظة الأجمل التي يختلط بها التاريخ مع البطولة مع الشعر مع الحياة، هي اللحظة التي يحمل فيها الأب الابن، وكأنه يعيد صياغة تاريخ لحظة الميلاد الأولى.
آخر كلمة ماتفوتوش قراءة: فارس فرجاني: أول عربي يضمن ميدالية أولمبية في أولمبياد باريس