أعلنت الصحيفة الفرنكوفونية الوحيدة في لبنان عن فيلم وثائقي اسمه “لبنان يوميات حرب غريبة” وهو من المفترض أن يكون فيلما داعمًا للمقاومة اللبنانية، أي بالتبعية داعمًا للمقاومة الفلسطينية، لكنه لم يكن هكذا، فمن المفترض أن يكون مثل هذا الوثائقي هو سرد للحقائق كما تكون، لا كما نريد أن تكون، هذا الوثائقي ليس موجه إلى المواطن الفرنسي، بل إلى المواطن العربي الذي يحلم بالذهاب إلى هناك، هذه السردية التي تسردها الصحيفة الفرنسية المتبقية تفتح بابًا لتأمل ما هو الدور الذي يجب أن تقوم به الصحافة الاستقصائية العربية في كشف الحقائق والزيف التي تتناقله الوكالات الإعلامية أو موكليها في الشرق الأوسط، كما حدث وقت “طوفان الأقصى” وما شاهدناه من تزييف الحقائق.
الفيلم الذي تعرضه الصحيفة يلمح إلى “أن الحرب بين الجنوب اللبناني وبين الكيان المحتل” هي من تبعات حرب غزة، وأن على المقاومة اللبنانية الحذر عند كل حركة، أي أن حرب غزة لا تخص إلا الفلسطينيين وحدهم، وهذا بدوره يطرح عدة أسئلة عن ما تعنيه العروبة التي تريدها الصحف الفرنكوفونية في العالم العربي، رسم وتحييد للعروبة داخل الحدود، ناسين أن العالم العربي كله مجتمع على أن فلسطين هي الوطن الأكبر.