متعة وذكريات: عن الحالة اللي بتصنعها الكتب الورقية

القراءة طول عمرها وهي ليها جو معين بتحب دايمًا تستحضره، قعدة على الكنبة مع صوت خفيف للتليفزيون أو الراديو جنبك وتبدأ تستعد في قراءة الكتاب ولو في الصيف ممكن تشرب معاها لمون وفي الشتاء تشغل الدفاية مع السحلب وتبقى جبرت، دي الطقوس الطبيعية والمستحبة لقراءة الكتب من قديم الأزل.

وبغض النظر عن الجو اللي أنت بتعمله لاستحضار الحالة، الكتاب لوحده له ريحة وحالة، ريحة الورق وهي بين إيديك، المسكة وأنت بتقلب بين الصفحات وتحس بعدها بإنجاز أنك قربت تخلص الكتاب، التعليمات والإشارات والملاحظات اللي بتسجلها في كل صفحة، وتلاقي حد بعدك يستخدم الكتاب بيحس إنه كان فيه شخص متفاعل مع الكتاب، غير كمان أنه يقدر ببساطة يجمعلك ذكرياتك تشيل جواه الوردة اللي عدى عليها سنين وتشيل جواه صورك القديمة، ولو اتغابيت على الورقة ممكن سنها يعورك.

لكن الكتب الإلكترونية الجديدة لغت الحالة دي واستبدلتها بحالة الفرجة على الشاشات بدون متعة لمس الورق أو تدوين الملاحظات وكأن في حاجز اتبنى بين القاريء والكتاب وجو من الألفة ما بقاش موجود، والمتعة اللي راحت دي اللي خلت الجيل الجديد ينادي برجوع المطبوعات الورقية لأن الاكتروني قلل من هيبة الكتب وكمان سعره، بقيت تقدر ببساطة تلاقيه على الانترنت وتنزله في ثواني بعد ما كنت بتلف على كتاب عاجبك في المكتبات أو تستنى معرض الكتاب علشان تشتريه، السعي ورا المعلومة في حد ذاتها كان بيكبر من قيمة الكتاب في عيون القاريء وخليه مايستغناش عنه بسهولة ويتمسك بيه زي عيل من عياله، لكن الالكتروني تقدر بعد ما تخلص قراءة تمسحه علشان تفضي مساحة الموبايل.

ارجع بالزمن لورا شوية وقارن بين الذكريات اللي عملتها مع الكتاب الورق والالكتروني ده لو لقيت معاه ذكريات أصلًا.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: برلماني فرنسي يتغنى بـ”أنا دمي فلسطيني” ويرفع العلم في قلب المجلس

تعليقات
Loading...