تماضر توفيق: سيدة ماسبيرو الأولى وصاحبة سبق إعلامي عربي
“لم تكن كغيرها من الرائدات في مجال العمل الإذاعي والتليفزيوني، لا تكاد تشبههن في شيء، فهى أكثرهن وعيًا وثقافةً واستنارةً، وأكثرهن جرأةً وشجاعةً في الحق .. لم يكن يحبها الجهلاء والأدعياء، لأنها سرعان ما تكشف زيفهم وإدعاءهم، وكان يرهبها المنحرفون والفاسدون، لأنها كانت تواجههم مباشرة بفسادهم وانحرافهم” هكذا كانت الإعلامية الراحلة تماضر توفيق في أعين الشاعر فاروق شوشة.
يوافق اليوم ذكرى ميلادها، ابنة محافظة الدقهلية وواحدة من عمالقة الإعلام والإذاعة، التي لقبت بـ “سيدة ماسبيرو الأولى”، أول مذيعة بالتليفزيون المصري، ولعلك إذا لم تسمع عن تاريخها، ربما سمعت صوتها كونها صاحبة صوت الساعة الناطقة في التلفزيون الأرضي.
فبعد تخرجها من ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية من جامعة فؤاد الأول “جامعة القاهرة حاليًا”، عملت كصحفية بوكالة الأنباء المصرية، لكن ارتباطها الحميم بالمسرح جعلها تلتحق بالإذاعة في 1946 لتصبح في طليعة الأصوات التي تقدم نشرات الأخبار، ومن ثم تسافر في بعثة لدراسة الفن الإذاعي في هيئة الإذاعة البريطانية لتصبح من أوائل الإذاعيات المصريات اللاتي أتيح لهن السفر ببعثات دراسية.
وتعود من البعثة لتصبح رئيسة لقسم التمثيليات بالإذاعة، ومن ثم تسافر في بعثة ثانية إلى أمريكا لدراسة الإخراج التليفزيوني لتصبح بعدها أول مخرجة في تاريخ التليفزيون، وتترقى لتصبح أول سيدة تشرف على القسم الأوروبي بالإذاعة المصرية.
كما قدمت برامج مثل “ورقة وقلم” و”عشرين سؤالًا”، وبرنامج “وجهًا لوجه” الذي كان محطة فاصلة حيث حققت فيه في عام 1962 سبقًا إعلاميًا كبيرًا، بإجرائها أول لقاء لإعلامية عربية مع رائد الفضاء الروسي يوري جاجارين في أثناء زيارته لمصر، بجانب النقلة التي صنعتها في القناة الثالثة وجعلت منها مذاقًا واتجاه مختلف عن باقي القنوات.
وحين رثاها الصحفي أحمد بهجت في عموده “صندوق الدنيا” قال: “لم تكن السيدة تماضر توفيق مجرد رئيسة للتليفزيون.. إنما كانت نجمًا من نجوم الإذاعة وكانت روحًا بثته في التليفزيون في بداية حياته ونشأته، كانت تعرف ما الذي يعنيه التلفزيون، وأي قدرة تتمثل في شاشته الصغيرة”.. هكذا كانت تماضر أول امرأة تترأس التليفزيون المصري في 1977.