مقبرة توت عنخ آمون والهوس العالمي للاكتشاف الأهم في القرن العشرين
البداية كانت من الطفل المصري حسين الذي كان يحمل الماء من النيل لأهله، وأثناء رحلته عندما وضع جرار المياه أرضًا ولاحظ أنها ترتطم أسفل التراب بجسم صلب، دفعه الفضول ليحفر بفأسه الصغير ليجد درجة سلم.
ومنها لجأ للعالم البريطاني هاورد كارتر، الذي بدأ هو الآخر الحفر ليكشف عن 16 درجة سلم أخرى، ومنها يرفع الستار عن أهم اكتشاف .. اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، وفي ذكرى اكتشاف التابوت بعد عامين من اكتشاف المقبرة سنة 1922، نناقش “لماذا يعد هذا الاكتشاف برمته هو الأهم في القرن العشرين؟”
لم يحظ اكتشاف أثرى بمثل ما حظى اكتشاف المقبرة حيث تعد مقتنياه من أكثر الكنوز الأثرية جاذبية حول العالم.
فعند الحديث عن العدد مثلًا يعتبر الرقم الذى وصلت إليه البعثات الاكتشافية رقمًا مذهلًا فقد كشفت عما يتجاوز 5 آلاف قطعة أثرية تتضمن الأقنعة والمقتنيات الشخصية للملك الصبى فضلًا عن كميات من المقتنيات الذهبية، والصناديق المزخرفة ، بالإضافة إلى قطع أخرى كانت تحمل بين ثناياها تفاصيل الحياة اليومية، مثل أرغفة الخبز وقطع اللحم وسلال من الحمص والعدس.
بجانب وجود كل شيء على حالته بعد إزالة الكفن، فكان توت عنخ أمون بكامل زينته من قلائد وخواتم والتاج والعصى وكانت كلها من الذهب الخالص.
ونضيف على ذلك اهتمام الصحف البريطانية بتغطية الاكتشاف مما ساهم أكثر في رواجه وتوثيقه، حيث تم توثيق محتويات المقبرة التي كانت تضم صندوق أبيض يحتوي على قمصان من الكتان وأوشحة وعصيان ألهمت الاكتشافات صناع الموضة في عشرينيات القرن الماضي وانتشرت معه الرموز الفرعونية، على مختلف تصميمات الملابس.
كما كانت قصة لعنة الفراعنة مصاحبة للاكتشاف، إذ نشرت الصحف البريطانية عنها كلما تصاعد الاكتشاف أو ظهرت آثار وقد تبين فيما بعد أنها كانت قصة ملفقة.. وتلك الأسباب ساهمت في وضعه ضمن الأهم.
ومن الصدف الغريبة والجميلة أيضًا، أن سقارة استقبلت بدايات 2024 بكشف أثري جديد.. في نفس يوم ذكرى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، حيث تم اكتشاف مقبرة صخرية وعناصر معمارية ودفنات ولقى أثرية بعصور تاريخية مختلفة.. لنكشف للعالم عظمة الحضارة المصرية بعد كل اكتشاف وبعد ذكرى كل اكتشاف.