الخروجة في رمضان بيبقى لها جو رمضاني بطعم مختلف وغير أي شهر في السنة، وبالذات لما بنختار المكان التمام للخروجة فنعرف نظبطها صح، وعلشان تعرف تختار تمام وتظبط الحاجات، جبنا لك 5 أماكن في القاهرة ماينفعش يفوتك جوهم الرمضاني الممزوج بالسحر والتراث والأصالة المصرية. يلا نشوف!!
الحسين: ميدان التراث والروحانيات
أي جو رمضاني في الحسين يمتاز بطابع روحاني مختلف عن أي مكان تاني، هتلاقي الشوارع والبيوت والجوامع والدكاكين والقهاوي وكل حاجة متزينة بالنور والفوانيس وزينة رمضان، في احتفال بشهر رمضان الكريم يرجع لأكتر من ألف سنة، ده غير حلقات الذكر والأناشيد الصوفية وفرق التنورة اللي بتعمق الإحساس بحضور الشهر الفضيل.
وفي الحسين هتلاقي مناطق كتير تقدر تقضي فيها ليلة رمضانية ماتتنسيش، هتبدأ بصلاة التراوايح في مسجد سيدنا الحسين، اللي فيه جزء من القميص الشريف للرسول صلى الله عليه وسلم، ومكحلة، وقطعة من العصا الشريفة بتاعت الرسول، وفيه مصحفين بالخط الكوفي؛ واحد بخط عثمان بن عفان رضي الله عنه، والتاني بخط علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
كمان تقدر تنبسط في جو بسيط بمشاريب رمضان على القهاوي الأثرية اللي بقيت من أشهر قهاوي مصر، زيّ قهوة الفيشاوي اللي بيزورها النجوم والمثقفين والسياسيين من كل حتة في مصر والوطن العربي.
والقهوة هي واحدة من أقدم قهاوي مصر القديمة، وجزء كبير من شهرتها يرجع للأديب العالمي نجيب محفوظ، اللي كان بيعتبرها من الأماكن المفضلة عنده، ويميز القهوة الطراز العربي والبراويز والأرابيسك.
تاني أقدم قهوة في المنطقة بعد الفيشاوي هي قهوة الزهراء، وهتحب جدًا مجموعة العازفين اللي بيلعبوا على الناي والعود هناك، وبيغنوا موسيقى عربية أصيلة هتبسطك أوي.
حديقة الأزهر: الجمال والصفاء والهدوء
حديقة الأزهر لازم تكون واحدة من وجهاتك الأساسية للفسح السريعة داخل القاهرة، مش بس في رمضان، ولكن في كل يوم من السنة، لإن الحديقة بجد جميلة جدًا وتصميم الزرع والشجر والمياه فيها بيعمل مناظر تحفة. تقدر تستمتع بالجو ده أكتر بكتير في أيام رمضان، علشان غالبًا الناس مش بتنزل الحديقة في الوقت ده، وبالتالي هتلاقيها فاضية وهتعرف تستمع بالجمال والهدوء والراحة من غير دوشة أو زحمة.
غير إنك تقدر تقضي ليلة رمضانية جميلة فى جو الحديقة الهادي والصافي، ولو قدرت تكمل الليلة في الحديقة، هتلاقي نفسك وسط الاحتفالات المستمرة اللي إدارة الحديقة بتعملها كل يوم في رمضان بمناسبة الشهر الكريم.
بعد صلاة المغرب بتتنور الحديقة بأنوار رمضانية جميلة هتحسسك إن ليالي رمضان القديمة نزلت فجأة بين جنبات الحديقة، وهتلاقي الموسيقى الرمضانية صدحت وسط الشجر والزهور واتحولت الحديقة في لحظة لليلة رمضانية مُبهرة.
السيدة زينب: الميدان اللي بيبدأ منه رمضان في القاهرة
واحدة من أقدم مناطق القاهرة واللي لسه فيها عادات وتقاليد الشهر الكريم زيّ ما هي، وعلشان ميدان السيدة زينب بيبدأ يتغير من أواخر شعبان، وتبدأ فيه تهل روايح رمضان، تقدر تنزل تتمشى هناك بس وتشوف كل ركن في الميدان بيستعد للشهر الكريم بطريقته؛ في اللي بيفرش ياميش رمضان، واللي يفرش فوانيس جايبها من دكاكين الغورية اللي بتعملها بالأيد بقالها مئات السنين لحد النهارده، وتلاقي الطرشجية بيجهزوا بضاعتهم، وكمان بتوع التمور، والكنافة، والأنوار، والزينة. وعلى طول ال30 يوم في الشهر، تلاقي الميدان بيغني “مرحب شهر الصوم مرحب.. لياليك عادت بأمان.. بعد انتظارنا وشوقنا إليك.. جيت يا رمضان.. مرحب بقدومك يا رمضان.. ونعيش ونصومك يا رمضان.. بعد انتظارنا وشوقنا إليك جيت يا رمضان”.
القطعة الأصيلة دي من القاهرة، اللي لسه محتفظة برمضان من مئات السنين، هي كمان مركز الأكل الرمضاني اللي مافيش زيّه، والوجهة الأولى للأكيلة اللي بيعشقوا أكل الطرشي والفول وأكلات شعبية كتير مش هتلاقي في جمالها زيّ اللي هتلاقيه في السيدة زينب. والتجربة دي جمالها في المشي في الميدان وشراء الأكلات والمنتجات الرمضانية من على عربيات الأكل التقليدية ومن الدكاكين الصغيرة المنتشرة في كل حتة في الميدان وبتبيع أكل وفوانيس وأنوار رمضان، وهتعيش جو شوبينج مصري فولكلوري رمضاني جميل.
زينب خاتون: بيت المصريين في رمضان
ورا الجامع الأزهر، هتلاقي كام بيت من تراث مصر القديمة هما؛ بيت زينب خاتون، وبيت الست وسيلة، وبيت الهراوي، وبيت العيني، واللي بيروحهم عشرات من الناس كل ليلة بعد الفطار، علشان يستمتعوا بالأجواء الرمضانية في الموقع الممتاز ده، واللي تقدر تشم فيه ريحة التراث من العصر المملوكي للعصر العثماني. المنطقة بيزورها ناس كتير من مصريين وعرب علشان ينبسطوا بأجواء رمضان في بيوت مصرية موجودة من مئات السنين، في مزيج من الحنين للماضي وحب للطراز المعماري الإسلامي.
وبتتحول المنطقة دي خلال شهر الصيام لواحدة من أكتر المناطق زيارة في القاهرة كلها، وبالإضافة للروايح الرمضانية المميزة اللي بتضيفها على أجواءها، هتلاقي في المناطق دي الفرصة إنك تسمع مغنيين مصريين هواة وهم بيعزفوا على العود وسط جو ساحر يديلك أحلى إحساس رمضاني ممكن تحلم به .
شارع المعز: أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية
شارع المعز لدين الله الفاطمي هو أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم، أنتهت مصر من تطويره وترميمه وافتتاحه في 2008، وساعتها بس بقى مفتوح للمشاة، بيبدأ الشارع من منطقة الغورية في شارع الأزهر، اللي في حي الحسين، لحد ما يوصل لباب الفتوح، اللي هو واحد من أبواب القاهرة الفاطمية.
وفي ليالي رمضان الجملية، مش هتلاقي شارع المعز خالي من الزوار ولو لحظة واحدة، هتلاقي الناس مستمتعين بالسهرات الرمضانية وبياكلوا أحلى سحور في المطاعم اللي بتملى الشارع وتفرعاته، وبيشتروا الهدايا من الدكاكين المنتشرة على الطرفين بتوع الشارع.
عندك محل “الكيلاني“ على يمينك بعد ما تخرج من جامع الأشقر على طول، وهتشرب عنده أحلى تمر وخروب ومانجو وسوبيا وبرتقال، ده غير السندويتشات كمان، بس لو معدتك بتتعب من أكل الشارع بلاش أكل من عند عم كيلاني، علشان أكله تقيل. فيه جنبه بشوية محل فطير حلو أوي اسمه “الشيف”، ولو اتمشيت بعده بشوية، هتلاقي محل تاني عنده فطير وبيتزا اسمه “شيخ العرب”، بس تحفة.
ولو بتدور على تجربة أكل مافيش منها غير في شارع المعز، هتلاقي التجربة اللي بجد عند “الضامن” على أيدك اليمين وأنت جاي من ناحية جامع الأشقر، والضامن مشهور أوي بالكبده والمخ بالسمسم اللي مالهمش مثيل، وكمان بالسلطات والعيش.
والجدير بالذكر، والإعجاب كمان، إنه من كام سنة بس أتحول شارع المعز لواحد من أهم وجهات المصريين على مختلف أعمارهم، ومابقاش مكان بيروحه الشباب بس، لأ ده كمان أتحول لجهة مفضلة للعائلات. وهتلاحظ في شارع المعز إنه يبجمع المصريين من مختلف فئاتهم جنب بعض مع السياح الأجانب اللي جايين القاهرة مخصوص علشان يزوروا آثار الشارع الإسلامية.
في النهاية، لو تعرف أماكن تانية نقدر نعيش فيها أجواء رمضانية تراثية وفيها من ريحة الأصالة المصرية، قولنا في الكومنتات فين وازاي نروح وممكن نعمل إيه هنا.