يحيى السنوار: الخوف من دمج التحرك السياسي بالتحرك العسكري

أعلنت حركة “حماس” بالأمس عن اختيار خليفة “إسماعيل هنية”، ووقع الاختيار على “يحيى السنوار” قائد الجناح العسكري للحركة، ووسط تخوفات البعض من خطورة تأثر قراراته السياسية بالعسكرية، فمن الممكن النظر إلى الأمر بشكلٍ آخر سواء على مستوى “السنوار” نفسه أو على مستوى الحرب الدائرة منذ أكثر من 300 يوم، ولذا من المهم أن نتطلع على سيرة “السنوار” ومساره حتى هذه اللحظة.

لماذا السنوار

ربما السبب لاختيار حماس للسنوار ببساطة أتى من كونه يعيش بغزة، أي أن الحركة لن تخاف من وجوده خارج بلاده كما هو الحال مع قيادات أخرى مثل “خالد مشعل” والذي سبق وشغل المنصب عقب اغتيال “الرنتيسي”، أي أن المكان رجح كفة “السنوار” عن البقية كونه يعيش في الأنفاق طيلة حياته أو كما يقال عنه “رجل الأنفاق”، أمضى “السنوار” البالغ من العمر 61 عامًا في السجون الإسرائيلية حاول الهروب أكثر من مرة، ولكنه خرج في 2011 قبل أن يتولى رئاسة الحركة في عام 2017، ولا يأتي كون ذكر اعتقاله اعتباطيًا أو شيئًا عاديًا، في خلال مرحلة تولي “السنوار” ليست أهم ما جرى له، بل إتقانه اللغة العبرية خلال فترة اعتقاله لفهمه عدوه ولغته، ولكن هل هذا كل شيء؟ بل تغلب “السنوار” على المرض حسبما أفاد “شوفال بيتون” في تصريحات سابقة لصحيفة “نيويورك تايمز” أنه أنقذ حياة هذا الشخص ولكنه بالرغم من إنقاذه لحياته أدهشه.

يحكي بيتون إنه عندما خرج من مقابلة مرضاه في عيادة طب الأسنان في أوائل عام 2004 وجد العديد من زملائه مرتبكين بشكل واضح وهم يحيطون بالسنوار الذي كان يعاني من ألم في مؤخرة رقبته يتسبب في فقدانه للوعي.

شخّص بيتون حالة السنوار بوجود مشكلة خطيرة في الدماغ كالتهاب أو سكتة، ونصح زملاءه بضرورة نقله للمستشفى على وجه السرعة.

تم نقل السنوار بسرعة إلى مركز “سوروكا الطبي”، حيث أجرى الأطباء له عملية جراحية عاجلة لإزالة ورم خبيث في المخ، قاتل إذا ترك دون علاج، بحسب بيتون.

بعد بضعة أيام، زار بيتون السنوار في المستشفى، بصحبة ضابط السجن الذي تم إرساله للتحقق من الترتيبات الأمنية، ووجدوا السجين في السرير، موصولًا بشاشات مراقبة دقيقة وجهاز وريدي، لكنه مستيقظ.

طلب السنوار من الضابط أن يشكر طبيب الأسنان الذي أنقذ حياته، وأخبر “بيتون” إنه مدين له بحياته، وربما البعض لا يعرف مدى خطورة الإصابة بهذا النوع من الأورام ولو حتى نجا صاحبها وتم إزالة هذا الورم، يبقى مهدد بتأثيرات هذا ولكن في حالة “السنوار” إنجاز طبي كونه عاد لممارسة نشاط مثل هذا النوع، ولكن بالإضافة إلى ذلك يبقى هناك تحفظ موجود على سياساته مع المنطقة العربية بأكملها.

رجل الظل والتخوف من عدم الوصول إلى اتفاق

تداول البعض بالأمس أن تعيين “السنوار” سيزيد من تفاقم الأوضاع سواء سياسيين أو عاملين بالمجال العام أو حتى مغردين على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن أي أوضاع المقصود تفاقمها؟ أوضاع المنطقة أم أوضاع غزة؟ لأن أوضاع غزة لن يصيبها سوء أكثر مما يعانوه، أم المنطقة وتعلقها بالقضية الفلسطينية فربما بدا للجميع منذ بداية الألفية أن أي محاولة لأخذ مكسب ولو بسيط فهو سيأتي من تحرك عسكري، لذا، التحفظ السياسي قد يكون مفهوم على اختيار رجل معروف عنه إنه عسكري، ولكن الحقيقة أن السنوار يملك أيضًا حنكة سياسية واضحة، وتعيينه ليس تحذيرًا لإسرائيل كما تناول البعض، بل ربما يأتي هذا الاختيار كونه كما أشرنا مسبقًا يصعب تتبعه، كما هو الحال منذ عشر شهور، و”السنوار” يعي تمامًا ما تحققه المكاسب العسكرية وما يجب تحقيقه من السياسة، وهذا يظهر في لقطته الأشهر عقب تحقيق غنيمة عسكرية حققها “القسام” وإعلانه بعض منها في بث حي منذ سنوات.

آخر كلمة ماتفوتوش قراءة: كتائب القسام تنصب كمينًا محكمًا لقوات الكيان المحتل

تعليقات
Loading...