توفى رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، سيلفيو برلسكوني، عن عمر ناهز 86 عامًا صباح اليوم، وكان برلسكوني رجل أعمال ملياردير، أنشأ أكبر شركة إعلامية في إيطاليا قبل تغيير المشهد السياسي، وعانى من سرطان الدم (اللوكيميا) لفترة من الوقت ثم أُصيب بعدوى في الرئة مؤخرًا.
وكان برلسكوني أثار بتصريحات له في2001، موجة غضب واستياء في الدول العربية والإسلامية، تبعتها دول غربية، عندما أعلن في العاصمة الألمانية برلين أن الحضارة الغربية متفوقة على الإسلام.
وقتها استدعت وزارة الخارجية اللبنانية، السفير الإيطالي في بيروت وطلب منه تفسيرًا رسميًا لتصريحات رئيس وزراء بلاده.
وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية وقتها، عمرو موسى، أن العرب “ينتظرون اعتذارًا من الحكومة الإيطالية”.
إلا أن برلسكوني ظهر بعد ذلك وقال إن تصريحاته الأخيرة عن تفوق الغرب على الإسلام أُسيء فهمها وخرجت من سياقها. وذلك وسط حملة انتقادات دولية واسعة لتصريحات برلسكوني، إذ وصفتها بريطانيا بالعدوانية واعتبرها أكثر الإيطاليين مهينة.
وأعرب برلسكوني وقتها أمام مجلس الشيوخ الإيطالي عن أسفه، إذ كانت تصريحاته عن تفوق الغرب على الإسلام “أخرجت من سياقها العام وأسيء تفسيرها وقد تكون مست مشاعر الأصدقاء العرب والمسلمين”.
من جهة أخرى، ارتبط برلسكوني بعلاقات قوية بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، إلا أن هذه العلاقات تحوم حولها الكثير من الشبهات، حيث يرى البعض أنها نشأت من منافع متبادلة تجمع الطرفين في حقل بعيد عن السياسة، وفقاً لتقارير متخصصة.
وكانت صحيفة جارديان البريطانية تحدثت في 2009 عن مصالح تجارية بينهم، حيث تمتلك شركة “لافتي تريد” الليبية، والتي تسيطر عليها الشركة القابضة “لافيكو” العائدة لعائلة القذافي، نحو 10% من أسهم شركة الإنتاج السينمائي “كوينتا كومونيكيشن”، فيما تملك “فيني فيست” القابضة المملوكة لعائلة برلسكوني نحو 22% من أسهم ذات الشركة.
كما أشارت الصحيفة إلى أن كلاً من شركة “كوينتا كومونيكيشن” وإمبراطورية الإعلام المرئي “ميدياسيت” التي أسسها برلسكوني، تمتلك 25% من أسهم قناة فضائية شهيرة في المغرب العربي، الأمر الذي أثار انتقادات حادة وجهت لبرلسكوني حيث مكن القذافي، من نافذة إعلامية مفتوحة على الشعب الليبي، مما يؤثر على مصداقيتها تجاه ما تطرحه في الشأن الليبي.