وباء الكوليرا: بين الاختفاء والظهور مرة أخرى متى بدأ وإلى أين وصل؟

أعلن وزير الصحة السوداني، عن تفشي وباء الكوليرا، فيما تهطل منذ أسابيع أمطار غزيرة على السودان الذي تمزقه الحرب منذ أكثر من ستة عشر شهراً. وقال الوزير “هيثم إبراهيم” في فيديو نشرته وزارته: “نعلن أن هناك وباء الكوليرا في السودان… نتيجة للأوضاع البيئية والماء غير الصالح للشرب في عدد من المواقع”.

وأوضح “بحضور كل المعنيين على المستوى الاتحادي ووزارة الصحة في ولاية كسلا ووكالات الأمم المتحدة وعدد من الخبراء” بعد “عزل الميكروب خلال الفحص المعملي… وثبت أنه كوليرا”.

ولفت إبراهيم إلى أن ولايتي “كسلا والقضارف بشرق السودان” هما الأكثر تضررًا من الوباء، من دون أن يحدد عدد الحالات التي تم رصدها، شفى الله الأشقاء منه، ونجى السودان بأكمله، ولهذا الوباء تاريخ طويل، يجب العودة إليه لفهمه.

تاريخ الوباء

في الفترة من مطلع العام إلى 28 يوليو (2024)، تم الإبلاغ عن “307433” حالة إصابة بالكوليرا و”2326″ حالة وفاة في 26 دولة، وفق منظمة الصحة العالمية، ولكن بدأ الوباء في الانتشار الكوليرا خلال القرن “التاسع عشر” في جميع أنحاء العالم انطلاقًا من مستودعها الأصلي في دلتا “نهر الغانج” بالهند حسبما تفيد منظمة الصحة العالمية على موقعها الإلكتروني. واندلعت بعد ذلك ست جوائح من المرض حصدت أرواح الملايين من البشر في جميع القارات. وأما الجائحة الحالية (السابعة) فقد اندلعت بجنوب آسيا في عام 1961 ووصلت إلى أفريقيا في عام 1971 ثم إلى الأمريكتين في عام 1991. وتتوطّن الكوليرا الآن العديد من البلدان، وكان تفشى المرض بسبب المصل اللقاحي له وتحديدًا نوعين منه ” O1 -O139″، وتؤكد المنظمة على أن من أسباب تفشي المرض هو ارتباط انتقال الكوليرا ارتباطًا وثيقًا بقصور سبل إتاحة المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي. وتشمل المناطق المعرضة للخطر تقليديًا الأحياء الفقيرة في المناطق الحضرية، وكذلك مخيمات النازحين داخليًا أو اللاجئين، أي أن ما تعيشه السودان وغزة قد يكرر تاريخ التفشي له مرة أخرى.

حلول آخرى غير العلاج

يكمن الحل الطويل الأجل لمكافحة “الكوليرا” في تحقيق التنمية الاقتصادية وحصول الجميع على مياه الشرب المأمونة ومرافق الصرف الصحي الأساسية. وتشمل الإجراءات التي تستهدف تحسين الظروف البيئية تنفيذ حلول مستدامة مكيفة وطويلة الأجل لتوفير إمدادات المياه والصرف الصحي وشروط النظافة الصحية المستدامة لضمان استعمال المياه المأمونة والمرافق الصحية الأساسية واتباع ممارسات النظافة الصحية الجيدة. وإضافة إلى الوقاية من الكوليرا، فإن هذه التدخلات تؤمن الوقاية من طائفة واسعة من الاعتلالات الأخرى المنقولة بواسطة المياه، فضلًا عن إسهامها في تحقيق الأهداف المتعلقة بالفقر وسوء التغذية والتعليم. وتتماشى الحلول المقدمة بواسطة توفير خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في مجال مكافحة الكوليرا مع تلك المقدمة في أهداف التنمية المستدامة و-تحديدًا- الهدف رقم 6 من أهداف التنمية.

مراحله في الوطن العربي

فى مستهل صيف عام 1902 تفشى الكوليرا بين الحجاج فى مكة عام “1902”، وقضى على الآلاف منهم وبينهم من المصريين الكثير، ولما عاد الحجاج إلى مصر حجزوا فى معازل الحجر الصحى بسيناء، واتخذت احتياطات دقيقة، ولكنها لم تمنع تسرب الكوليرا، فقد ظهر فى قرية من قرى الصعيد تسمى “موشا” على مقربة من أسيوط، وتسرب وباء الكوليرا إلى باقى مصر فقتل “34 ألفا و595 مواطنا”، بناءً الدكتور نجيب محفوظ فى مذكراته “حياة طبيب”.

كان الدكتور نجيب محفوظ “1882_1974″، أحد راود الطب فى تاريخ مصر من الذين واجهوا هذه النكبة، أثناء دراسته فى السنة النهائية بمدرسة طب قصر العينى، ويسجل شهادته عنها فى مذكراته، التى كتب مقدمتها عميد الأدب العربى الدكتور “طه حسين/1899-1973″، وعاد للظهور مرة أخرى ما قبل السودان في اليمن منذ عدة سنوات وبالتحديد في عام 2019، وربما يعيشه العالم العربي مؤخرًا بدا لا يهم العالم رغم تأثر العالم كله بتبعات ما يحدث.

آخر كلمة ماتفوتوش قراءة: الوجه الآخر للتجميل: هل تؤدي الرغبة في الحصول على جسد مثالي إلى الموت؟

تعليقات
Loading...