هوس زيادة المتابعين: لما نلاقي جمع اللايكات بقى أكبر همنا وإنجازاتنا
16 خطوة مجربة تنصع الفارق وتزيد متابعينك.. 12 حيلة تزيد زيادة عدد اللايكات.. إذا لم تضغط لايك اعرف إن الشيطان منعك.. أب يصور بنته وهي بتبكي جنب قبر “زعم” إنه قبر أمها وإنها ماتت علشان يجمع عدد لايكات.. أم تستغل بكاء ابنها وهو بيحكي لها عن مشاكله في المدرسة وتصوره علشان تنزلها على إنستجرام.. زوجة وزوجها بيخلقوا خناقات وهمية علشان يحصدوا مشاهدات على اليوتيوب.. أب بيتاجر ويخاطر بحياة بنته الصغيرة علشان فيديو وهو شايلها بإيد واحدة من شباك العربية.. أم وأب بيصوروا لحظات تغسيل ودفن ابنهم في بث مباشر على فيس بوك.. ناس بتخاطر بحياتها علشان صورة سيلفي من على باب قطر متحرك.. بنت نشرت فيديو مخل بالأداب العامة على تيك توك!
كل دي قصص حقيقة لعناوين أخبار تابعناها وشوفناها في آخر خمس سنين، وكان هدفهم الأول والدافع الأساسي اللي بيحركهم هو هوس زيادة المتابعين وعدد الايكات.
ومع إننا مع مقولة “أنت حر ما لم تضر” بس الموضوع لما يوصل لاستغلال الأهل والأصدقاء والأطفال وتعريض حياتهم للخطر، كان لازم نقف ونسأل ليه؟ إيه اللي ممكن يدفع الفئة دي إنها تعمل أفعال تبدو وكإنها أفعال غير منطقية علشان جمع شوية إعجابات على السوشيال ميديا؟ اتكلمنا مع الدكتور أحمد توفيق اختصاصي الصحة النفسية، وشرح لنا الموضوع من أكتر من بعد.
أصل الموضوع
بيقول الدكتور أحمد توفيق، إن الموضوع له أكتر من بعد، ومتشعب أوي، بس ممكن نقدر نحصره في كام نقطة.
الخوف من فوات الأشياء
فكرة الخوف من إن يفوتك أي حاجة، واللي طلعت مصطلح “الفومو” أو الـ “fear of missing out” كلنا المفروض نركب عربيات ونروح الساحل ونعيش في كومباوندات، وماحدش متخيل الحياة دي تمشي ازاي أو هي تنفع له ولا لأ.
جانب تربوي
جانب متعلق بالتربية ومبدأ حق الشوفان “mirroring needs”، وتعريفها إن الطفل الصغير بيتعمد يعمل حاجات علشان الناس تركز معاه وتقوله “إيه اللي الجمال ده” و”إيه الشطارة دي” بس في أهالي بتبوظ الموضوع بجمل تحبطه، زيّ “شايف فلان أحسن منك” فالولد بيطلع مفتقد الجزء ده، والحتة دي مهمة إنك تشبعها، ولو ده ماحصلش بيطلع الطفل بيعمل كل حاجة علشان يبين نفسه، حتى لو الحاجة دي غريبة وغلط.
التكنولوجيا
التكنولوجيا للأسف بدأت تدخل الناس في حالة من الاعتمادية والإدمان، وبدأت الأشخاص تعرض جزء معين من حياتها وسايبة الجزء المخفي فيها، وبدأت تقلد وتقدم محتوى مبالغ فيه وأحيانًا مش حقيقي، واللي ساعد على ده غياب القيم عند جزء كبير من الناس، وإن المادة والمظهر الخارجي بقى هو عامل التقييم الأول والأهم.
كل ده خلى الناس يحصل عندها خلل في تقبل الذات والثقة بالنفس، وبيبذلوا مجهود علشان يحققوا نجاح وهمي، كله بقى دكاترة وكله بقى اختصاصي نفسي وكله بقى ناصح وواعظ، واللي بتصور نفسها وهي بتروق البيت علشان يقدموا محتوى يجمع شوية لايكات، والمحتوى ممكن مايبقاش بيقدم قيمة حقيقة، وأحيانًا بيقى فيها استغلال كبير.
وختم كلامه: “الفساد موجود في النفس البشرية، بس في أدوات بتساعد عليه، والهوس عمل برمجة لدماغ للناس من غير ما تاخد بالها إن ده المفروض وده اللي ماشي”.
خالف تعرف
أما دكتور جمال فيروز، استشاري الطب النفسي، أضاف أسباب تانية، وقال إن في أشخاص عندهم هوس الشهرة وبيدوروا عليها عن طريق مبدأ خالف تعرف، ووصف الاستعراضات واختلاق قصص مش حقيقة، إن ده بيقع تحت إطار الاضطرابات النفسية، واللي منها هيستيرية بتميل للفت الانتباه.
جمع المال
كمل دكتورجمال كلامه، وقال إن في فئة من الناس بتدور على الفلوس من الشهرة، ودول “ماعندهمش قيم أو أخلاقيات” والأهم بالنسبة لهم هو المكسب.
غياب الهدف
أسماء عبد العظيم، خبيرة العلاقات الأسرية والصحة النفسية، أضافت على الأسباب اللي فاتت، وقالت إن هوس السوشيال ميديا أول أسبابه غياب الهدف، وإن الناس مايكونش عندهم اللي يشغلوا به نفسهم.
الحرمان العاطفي
كملت أسماء كلامها، وقالت إن في أشخاص بتعاني من الحرمان العاطفي، وبيعوضوه بعيشتهم على مواقع السوشيال ميديا، علشان يحققوا الإشباع النفسي ويحسوا بثقتهم بنفسهم وتعاطف الناس معاهم.
اللايك بيعمل إيه في كيمياء الدماغ؟
بعيدًا عن الناس اللي وصلت لمرحلة هوس جمع اللايكات، الدراسات والأبحاث أثبتت إن وصول إشعار بـ (لايك) يقدر بدوره يزيد من هرمون الدوبامين (السعادة) ويعزز مراكز المتعة في المخ، وده اكتشفوه لما جربوا يخفوا فكرة ظهور عدد اللايكات اللي بتيجي للناس على السوشيال ميديا، ولقوا إن زيادة عدد لايكات بتنشط الخلايا العصبية الدوبامينية في المنطقة السقيفية البطنية، وده اللي بيفعل نظام المكافأة في الدماغ.
ولإن كتير من الناس بيدمنوا بسهولة تحفيز الدوبامين، فبالتالي فكرة إن شخص يببقى واحد من مشاهير إنستجرام هي واحدة من الطرق للحصول على حقن مستمر لهرمون الدوبامين في الدماغ، ودي ممكن نحطها كسبب برضه من ضمن الأسباب اللي بتدفع الناس لهوس زيادة المتابعين.
زيّ ما قرينا آراء مختلفة للدكاترة، اللي قالولنا أسباب ودوافع مختلفة لهوس الناس بالسوشيال ميديا، كل واحد له اتجاهاته وميوله وشخصيته وتربيته والظروف والتجارب اللي مر بها، وبناءً عليها وصل لمرحلة الهوس.. لكن كل اللي علينا نقوله إن السوشيال ميديا واقع افتراضي، ومش بالضرورة اللي بنشوفه يكون بيعبر عن حقيقة الشخص اللي كاتبه أو يكون بيعبر عن اللي حاسه أو اللي عايشه، وده لإن في ناس بتاخد المكان كمتنفس لهم أو خلق صورة مش صورتهم، أو ممكن يكونوا هما في الأساس بيعانوا من اضطراب نفسي.