من أول خطواتك ما إن تحط قدماك، تشعر بكلمة “المدينة التي لا تنام”، لبنان التي لا تعرف الصمت والهدوء حتى في أحلك ظروفها، تعانق الشوارع وكل من زارها، ستجد في الساعات الأولى من وصولك مغامرة مختلفة؛ بين البحر والجبل، بين التاريخ والحداثة.
وخلال السطور القادمة سنكشف لك البرنامج السياحي في لبنان، منها أماكن معروفة وأماكن تسمع عنها لأول مرة، فهو ليس خطًا زمنيًا، أو يمكن إنجازه في أيام معدودة بل تجربة تستحق أن تعاش في كل ركن.
لا تفوّت قراءة: أشهر 8 مغنيات راب عربيات أحدثن ثورة في المشهد الموسيقي العربي
أين تقيم فور وصولك إلى بيروت؟ بيوت الضيافة اختيار مثالي
زائر بيروت لم يعد محصورًا بخيارات الفنادق التقليدية، فهناك بيوت ضيافة لبنانية تحمل طابعًا له ألفة وتجربة محلية أصيلة. واحدة من أبرز هذه الوجهات هي Damask Rose, Lebanese Guest House التي تقع في جونية، على بعد 3.8 كم فقط من مغارة جعيتا الشهيرة.
هذا المكان يجمع بين الراحة والأجواء الدافئة، حيث يوفّر مسبحًا خارجيًا للاسترخاء، صالة مشتركة للقاء الضيوف، وتراس يطل على أجواء هادئة، بالإضافة إلى مرافق للشواء لمن يرغب بتجربة طعام مميزة في الهواء الطلق.
. للتواصل والحجز، يمكن الاعتماد مباشرة على واتساب: +9613710203، والعنوان: Shawya St 36 Zouk Mosbeh.
هذه التجربة تكشف عن جواهر مخفية في لبنان، حيث يجد المسافر بدائل غنية تضيف بعدًا إنسانيًا وثقافيًا لإقامته بعيدًا عن الطابع التجاري للفنادق الكبرى.
أو Neoli واحدًا من بيوت الضيافة المميزة في مدينة جبيل، إذ تتشابه غرفه مع غرف الفنادق الساحرة، لكن مع لمسة خاصة من الدفء والحميمية. يوفّر للزائرين جلسة رومانسية وهادئة تهيمن عليها الألوان المريحة والترابية.
لا تفوّت قراءة: استكشف سحر بورسعيد في يوم واحد.. أجمل المعالم المُذهلة وأشهى الأكلات
أنشطة لا تفوتها في بيروت

لا يمكن للزائر أن يأتي إلى بيروت ويقوم بجميع النشاطات التي توفرها المدينة في زيارة واحدة. فليلها لا ينام، ونهارها طويل ممتد بين البحر والجبل ومتاحفها المميزة
صخرة الروشة
تعد صخرة الروشة من أبرز المعالم السياحية في لبنان، وهي عبارة عن صخرتين ضخمتين تقعان بالقرب من شاطئ منطقة الروشة على الساحل الغربي لبيروت. وعلى كورنيش الروشة.
وهناك، في مطعم فلوكة، يمكنك قضاء جلسة هادئة وسط أجواء مميزة تتزين بأطباق لبنانية أصيلة من ثمار البحر والمشاوي وما لذّ من المازات اللبنانية.
الزيتونة باي
هو وجهة ترفيهية راقية تقع في مرسى بيروت، وتتميز بتنوع مطاعمها ومقاهيها ومحلاتها التجارية. تضم المنطقة متنزهات علوية وسفلية نابضة بالحياة.
يمكنك تجربة هناك مطعم إم شريف سي كافيه هو متخصص في تقديم أشهى أطباق المأكولات البحرية الطازجة إلى جانب المأكولات والمقبلات اللبنانية التقليدية بلمسة عصرية. جلسته الفريدة على ضفاف بحر بيروت، الممزوجة بنكهات أطباقه المميزة
من أشهر أطباقه السمكة البيروتية، وهي عبارة عن قطع سمك مشوي يقدم فوق صلصة البندورة الممزوجة بقطع الفلفل الأخضر. كما يشتهر بمازاته اللبنانية مثل سلطة الفتوش بالخضار الطازج.
ساحة الشهداء
ساحة الشهداء تعد واحدة من أبرز المواقع التاريخية والسياسية في بيروت، إذ تحمل رمزية كبيرة في ذاكرة اللبنانيين.
يضم تمثال الشهداء ذكرى اللبنانيين الذين أُعدموا عام 1916 مما جعلها رمزًا لصمود الشعب اللبناني ونضاله المستمر من أجل الحرية والاستقلال.
ولا تنسى بعد كل هذا أن تزور مغارة جعيتا واحدة من أشهر المغارات والكهوف في لبنان، والمعروفة بالمغارة التي لا تتغير حرارتها أبد!ا

لا تفوّت قراءة: أقوى فعاليات موسم الرياض 2025.. 6 أشهر من الترفيه العالمي والكوميديا والعروض الرياضية الكبرى
مشوار إلى دوما: ماذا يمكن أن تفعلوا في هذه القرية التراثية؟
منذ أن أصبحت دوما واحدة من أفضل القرى السياحية في العالم، ازدادت شهرتها كوجهة لا بد من زيارتها في شمال لبنان. تقع هذه القرية في البترون وتُعرف بجمالها التراثي وبيوتها.
إضافة إلى سوقها الأثري الذي يعتبر من أجمل الأسواق القديمة في لبنان. وهي قريبة أيضًا من محمية تنورين الطبيعية ومن أشجار زيتون بشعلة التي تعد الأقدم في لبنان.
عند وصولكم إلى دوما، ستكون البداية المثالية في السوق العتيق. هنا، يأخذكم المكان في رحلة عبر الزمن لتتعرفوا على تاريخ غني ينعكس في كل زاوية وزقاق. ستجدون معارض صغيرة للفن والحرف اليدوية ولوحات تزين الواجهات، إلى جانب متحف تراثي وآثار يونانية تقع في ساحة القرية.
ومن قلب السوق، يمكنكم التوقف عند بيت المونة الدومانية، وهو محل صغير يفوح برائحة البهارات والمونة البلدية. هناك ستجدون الحلاوة والزيتون والمربيات بمختلف أنواعها.

ولا يمكن أن يكتمل المشوار من دون المرور على بوظة الزحلاوي، أحد أشهر المحلات في دوما، والذي يشتهر ببوظة القشطة الطازجة والمنعشة التي تحمل نكهة خاصة.
بعدها، خصصوا بعض الوقت لالتقاط أجمل الصور إلى جانب البيوت التراثية القديمة. هذه البيوت، المبنية من الحجر والمطلة على جمال الطبيعة.

كما يمكنكم المرور على كنيسة القديسة نهرا، وهي كنيسة قديمة تقع تحت شجرة بلوط معمرة، تضيف إلى المكان رهبة وسحرًا خاصًا.

أما إذا شعرتم بالجوع، فدوما تقدّم خيارات مميزة للطعام. يمكنكم التوجه إلى مطعم شلهوب الذي يقدّم أطباقًا بحرية لذيذة ومازة شهية وسط أجواء جبلية رائعة تحت أشجار الزيتون. القعدة هناك دافئة ومليئة بالبساطة اللبنانية.
وإذا كنتم تبحثون عن تجربة إقامة مختلفة، فهناك My Stone Cellars، وهو قصر تراثي يعود للقرن التاسع عشر ويقع في قلب دوما
. يتميز بعمارة فريدة وحدائق جميلة وديكور فاخر، مما يجعله خيارًا مثاليًا لقضاء ليلة رومانسية. يمكنكم الحجز عبر الرقم: 485 283 71.

لا تفوّت قراءة: حفر عملاقة في جبال ظفار: أسرار الطبيعة تُأسر عشاق المغامرة والسياحة في عُمان
مشوار إلى البترون.. ميكونوس لبنان المدينة التي لا تنام
البترون، المدينة الساحلية الواقعة شمال جبيل، تُعرف بجمال شواطئها وأجوائها التي تمزج بين الهدوء والمرح. هنا، يجد الزائر ما يرضي عشقه للبحر وما يشبع فضوله لاكتشاف التراث اللبناني الأصيل.
شاطئ البحصة… جمال مجاني وذكريات لا تقدر بثمن
في قلب البترون القديمة يقع شاطئ البحصة الذي يحظى بشعبية كبيرة لدى السكان المحليين والزوار على حد سواء. هذا الشاطئ العام يعدّ واحدًا من أنظف وأجمل الشواطئ في لبنان.
يجد الزائر متسعًا من الراحة وفرصة لتخزين ذكريات تبقى عالقة في البال، والجمال هنا متاح للجميع بلا مقابل.
Pierre & Friends.. مطعم وشاطيء ومكان للحفلات الصباحية على وقع الأمواج
على مقربة من تخوم البترون، يقع شاطئ Pierre & Friends يشتهر المكان بكونه محطة للاسترخاء طوال النهار، قبل أن يتحول مع حلول المساء إلى وجهة مليئة بالموسيقى والحفلات بجانب تقديمه إلى مأكولات بحرية طازجة ولذيذة.
حلوى البريوش… نكهة البترون التي لا تُقاوَم
لا يمكن زيارة البترون من دون المرور بمحلات الحلويات التي تشتهر بها المدينة، وعلى رأسها كعكة البريوش الشهيرة. هذه الحلوى الخفيفة صارت من خصائص مطبخ البترون.
برائحتها التي تخطف الحواس قبل مذاقها. ولمن يبحث عن التجربة الأصيلة، هناك عنوانان أساسيان لتذوقها طازجة: فرن الرحباني وفرن كوكو.
حلمي بيت الليموناضة… أكثر من مشروب، تاريخ وتراث
من أبرز المحطات السياحية في البترون، القصة بدأت مع «شي حلمي»، أحد أبناء البترون الذي اشتهر بعصير الليموناضة الطازج حتى بات علامة مميزة للمدينة.
في عام 1974 حصل حلمي على وسام الأرز الوطني تقديرًا لدوره في إبراز التراث اللبناني السياحي من خلال المطبخ المحلي.
يضم بيت الليموناضة اليوم متحفًا صغيرًا يوثق محطات من حياة المؤسس عبر صور وقصاصات صحفية.
إلى جانب عرض الأدوات القديمة التي استُخدمت في تحضير العصير، مثل الميزان الخشبي والسكاكين والآلات اليدوية.
وبعد الجولة في أرجاء البيت، يمكن للزائر أن يجلس في ركن هادئ ليستمتع بكوب من الليموناضة التقليدية مع النعناع، تمامًا كما كان حلمي يحضّرها منذ عقود.
لا تفوّت قراءة: أقوى 25 حفلة كوميدية في مهرجان الرياض 2025: جدول المواعيد والأسعار وأماكن الحفلات
رحلة التلفريك: من جونية إلى حريصا
ومن ضمن الأنشطة والأماكن التي لا تفوت ضمن البرنامج السياحي في لبنان هي تجربة التلفريك الهوائي في جونية واحدًًا من أقدم المعالم السياحية في لبنان وأكثرها زيارة.
فمنذ انطلاقه كمشروع رائد عام 1965 وحتى يومنا هذا، ظل التلفريك رحلة تحمل زائريه في جولة بين الماضي والحاضر، حيث يجمع بين أصالة التجربة وجمالها.
من جونية إلى حريصا: تفاصيل الرحلة
تنطلق الرحلة من محطة جونية نحو حريصا وتستغرق عشر دقائق فقط، لكنها كافية لتأسر الزائر بمشاهد طبيعية متبدلة. غابات الأرز والنباتات البرية تتدرج ألوانها مع الفصول: خضراء زاهية في الصيف وملامح بيضاء ناصعة في الشتاء.
- المحطة الأولى – جونية: محلات صغيرة تعرض هدايا تذكارية لبنانية أصيلة مثل القطع الخشبية المنحوتة يدويًا.
- المحطة الثانية – حريصا: يمكنك الاستمتاع في المطاعم التي تطل على خليج جونية كأنها معلقة فوق الموج.
- عند الوصول: يستقبلك فنانون محليون بأعمال مستوحاة من شجرة الأرز، وورش حية مثل لوحات الرمل والزجاج التي تقدم لمحة من الذوق اللبناني ودفء الضيافة.
الوجهة النهائية: سيدة لبنان في حريصا

تنتهي الرحلة عند تمثال سيدة لبنان الشهير، الذي يبلغ ارتفاعه 8.5 أمتار ويزن نحو 15 طنًا، مصنوع من البرونز الأبيض وهدية من فرنسا عام 1908.
يمكن للزائر أن يصعد عبر درج لولبي ليصل إلى التمثال حيث تمتزج الأجواء الروحية بأصوات الترانيم وصلوات المؤمنين، بواسطة الفونيكولار المنطلق من محطة التلفريك، ليجمع الزائر بين متعة الرحلة وجمال الوجهة.