نهب الآثار في العراق.. تاريخ حزين من السرقات
بعد شهرين من القبض عليهم، حكمت محكمة في العراق على سائح بريطاني بالسجن ١٥ سنة أتمسك في مطار بغداد الدولي معاه شنطة فيها قطع أثرية عبارة عن كسارات سيراميك وفخار. السائح الإنجليزي وصل العراق في رحلة سياحية مع سائح تاني ألماني خد براءة، والعملية دي حلقة من سلسلة طويلة من نهب آثار العراق اللي بتُعتبر مهد حضارات بلاد ما بين النهرين، زي! السومرية والبابلية، وهو النهب اللي بدأ بشكل واضح من ساعة الغزو الأمريكي في ٢٠٠٣.
في المقال ده، هنستعرض تاريخ نهب الآثار العراقية اللي يمكن فيها محطات مهمة بدأت قبل الغزو كمان.
1991 الحزينة
تاريخ حزين من النهب للآثار في العراق، وتقريبًا مافيش موقع أثري عراقي ما سلمش من السرقة والتهريب لقطع ما تتقدرش بتمن، وده بيتم عن طريق عصابات دولية.
من سنة ١٩٩١، ومع نهاية غزو الكويت وحرب الخليج التانية والضربات العسكرية المتتالية على العراق من أمريكا وغرق البلد في العقوبات الاقتصادية الدولية والمشاكل الداخلية، استغلت العصابات دي بشكل مخطط الوضع لتنفيذ عمليات كبيرة، وفي ١٩٩١ نفسها حصلت سرقة للوحات فنية من العصور البابلية والسومرية من مواقع في كربلاد وذي قار.
السنة دي كانت بداية التهريب الكبير الحقيقي للآثار في العراق، ووصل للعراق مجاميع من المتخصصين في سرقة الآثار، وده كان للجنوب تحديدًا، وقامت بعمليات تنقيب غير قانونية لحد سنة ١٩٩٩، وبعد التاريخ ده اختفت بعد عمليات ملاحقة من السلطات، إلا إنها رجعت بقوة أكبر في ٢٠٠٣ مع الغزو، وأتشكل كمان جماعات محلية كانت متخصصة في نهب وتهريب الآثار واستغلت الفوضى اللي كانت فيها العراق.
داعش والآثار
من ٢٠٠٣، اختفت حوالي ١٥ ألف قطعة أثرية من العراق هربتها جماعات متخصصة مختلفة، والآثار ما سلمتش من إيد داعش اللي ساعدت في تهريب مئات القطع الأثرية المهمة منها مخطوطات وألواح وتماثيل صغيرة، والحاجات دي أتباعت لسماسرة في مناطق مختلفة من العالم وما أتعرفش أتباعت بكام.
“الكارثة”
في يوليو من سنة ٢٠١٧، صدر كتاب بعنوان “الكارثة.. نهب آثار العراق وتدميرها” عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر فى بيروت، وهو وثيقة مهمة بتشهد على سرقات الآثار في العراق. والكتاب عبارة عن قسمين؛ الأول ترجمة لكتاب بعنوان عن المعهد الشرقي للآثار فى شيكاغو وبيضم 7 فصول لأكاديميين أميركيين مختصين بالشأن الأثري العراقي، والقسم التاني بيضم 7 فصول مؤلفة من قبل باحثين وكتاب عراقيين وهما: عبد الأمير الحمداني، وعبد السلام طه، وزينب البحراني، وتمت إضافتها بموافقة الناشر الأصلي. والكتاب فيه تفاصيل الخسائر والكوارث اللي حصلت للتراث العراقي والآثار.
الكتاب فيه رصد دقيق عن الكوارث اللي حصلت في نهب الآثار نتيجة الحصار الدولي في التسعينيات، وكمان تحديد للأماكن اللي أتنهبت ومين نهبها من العصابات المحلية والدولية، كمان بيرصد نهب المتحف العراقي مع دخول القوات الأمريكية في ٢٠٠٣ .
انتصار لوح جلجامش
في ديسمبر سنة ٢٠٢١، أعلنت السلطات العراقية في حدث كبير رجوع “لوح جلجامش” التاريخي اللي عمره ٣٥٠٠ سنة بمساعدة من السلطات الأمريكية، وهو الحدث اللي أتوصف بالانتصار للعراق والعراقيين وتاريخهم.
اللوح الأثري مصنوع من الطين، ومكتوب عليه بالمسمارية عن “حلم جلجامش”، اللي يُعتبر واحد من أقدم الأعمال الأدبية للبشرية، وبيروي مغامرات الملوك الأقوياء لبلاد ما بين النهرين في سعيهم للخلود.