ميشيل باخوم: حكاية مصري بنى المحروسة وأطلقت باسمه جائزة في أمريكا
عالم الإنشاءات الهندسية، الراحل الأستاذ الدكتور المصري “ميشيل باخوم”، أول مهندس من خارج أمريكا يمنح هذا التقدير، فقد أعلنت الجمعية الأمريكية للخرسانة، عن تأسيس جائزة خاصة باسمه والتي تعد المرجع الأول لأبحاث وتطبيقات وأكواد البناء من الخرسانة في العالم.
حيث تقدم عدد من تلاميذ الراحل في مصر والخارج، بطلب إلى الأستاذ الدكتور “أنطونيو ناني” الرئيس رقم 100 للجمعية الأمريكية للخرسانة أثناء زيارته لمصر بطلب لتأسيس جائزة باسم “ميشيل باخوم”، واستغرقت الموافقات حوالي 11 شهرًا.
وخلال هذه الفترة تم تقديم خطابات التزكية من أعضاء 11 دولة من الجمعية، وتم تقديم قائمة بأبحاثه التي نشرها في الجمعية الأمريكية للخرسانة، وفي جامعة القاهرة وفي المؤتمرات الدولية، ومساهماته العلمية.
ميشيل كان صاحبة عبقرية فذة في الهندسة الإنشائية، حصل على الدكتوراة من جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا) وذهب للولايات المتحدة الأمريكية لنيل الدكتوراة الثانية.
وبحسب المعلومات التي ذكرت عنه صمم العديد من الأعمال الإنشائية الحيوية بمصر والعالم العربي ومنها الكباري الخرسانية سابقة الإجهاد على النيل والأسقف القشرية لمعرض القاهرة الدولي، وفندق شيراتون القاهرة ومطار الكويت ومصانع الأسمنت بمصر وليبيا.
ومن أهم أعماله تنفيذ التصميم الإنشائي للكاتدرائية المرقسية بالعباسية وكوبري أكتوبر الذي له قصة تسطر لأنه عندما تم التفكير في بنائه ليعبر فوق نهر النيل ويسهل حركة المرور بالقاهرة، وليكون مشروعًا قوميًا، أثناء التجهيز له تحقق انتصار مصر في حرب أكتوبر فتحول اسم المشروع من كوبري رمسيس إلى كوبري السادس من أكتوبر.
وعند التنفيذ، اختار باخوم بخبرته “الخرسانة سابقة الإجهاد” التي تناسب دولة استنزفت معظم “دولاراتها” في حرب أكتوبر، فأصبح من المستحيل الاستعانة بشركات عالمية، وقال باخوم وقتها بثقة: ” مش عايزين حاجة من حد”.
وإنجاز آخر سطره بعد بناءه لاستاد القاهرة عندما تحدث الجميع عن كارثة متوقعة في الاستاد الذي يسع 80 ألفًا والذي كان المقرر حينها أن يستضيف نهائي بطولة إفريقيا، وكان عدد الجماهير أكثر من 130 ألفًا لكن ثقة باخوم في عمله انتصرت في النهاية بعد أن تحمل هذا العدد.
ومن الجوائز والتكريمات التي حصل عليها ميشيل باخوم وسام التجارة والصناعة من الطبقة الأولى عام 1964، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في عام 1963، ووسام الجمهورية من الطبقة الثالثة فى عام 1960.
ميشيل الذي ولد في قرية مسعود عام 1913، ونشأ في كنيسة مارجرجس بمصر القديمة التي كان والده باخوم إبراهيم خادمًا بها، حول مصر أشبه بلوحة فنية من مكونات عمرانية أصبحت تشكل تراثًا فكان عقل بشري استحق أن ينال لقب “اللي بنى مصر”.
آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: الحاجة فرحانة: شيخة المجاهدين في سيناء وعيون مصر أثناء الحرب