مع حلول شهر أغسطس، تتحول محافظة الإسماعيلية إلى لوحة زاهية مرسومة بألوان المانجو الذهبية ورائحة الحصاد التي تعبق في الأجواء. وابتداءً من 8 أغسطس 2025، تستعد المدينة لاستقبال زوارها في مهرجان حصاد المانجو، أحد أبرز الفعاليات الصيفية في مصر، الذي يجمع بين سحر الفاكهة، وبهجة الطبيعة، ودفء التراث المحلي.
لكن رحلتك إلى الإسماعيلية لن تقتصر على تذوق المانجو فقط؛ بل هي مغامرة متكاملة تشمل زيارات لأماكن مذهلة لا تُفوّت. من أجواء المزارع المفتوحة في “شجيع”، إلى جمال بحيرة التمساح ونسمات القناة، ثم الاستمتاع بغداء مميز في مطاعم تطل على مشاهد بانورامية، ستكون التجربة مزيجًا من الطعم والدهشة والهدوء.
لا تفوّت قراءة: مطاعم تُذهلك بابتكاراتها.. أكلات غريبة وحلويات مدهشة بانتظارك
حصاد المانجو في مزرعة شجيع: تجربة ريفية ساحرة في قلب الإسماعيلية
تأسست مزرعة شجيع عام 1985، وتُعد أول مزرعة في مصر تطلق فكرة “سياحة المانجو” عبر السماح للزوار بقطف الثمار بأنفسهم.
ولأنها صاحبة الريادة، تحتضن شجيع سنويًا مهرجان حصاد المانجو الذي يجتذب الزوار من مختلف المحافظات للاحتفال بجمال الطبيعة ومذاق الصيف المصري.
ولا تقتصر التجربة على قطف المانجو فحسب؛ بل تقدم المزرعة يومًا ريفيًا متكاملًا (داي يوز) يبدأ منذ الصباح الباكر وحتى المساء.
مع بداية اليوم في التاسعة صباحًا، يستقبل الضيوف بالقهوة العربية في أجواء ريفية دافئة تبعث على الهدوء والسكينة.
ثم يتوجه الزوار إلى الإفطار المفتوح في الهواء الطلق، حيث تُقدم أطباق ريفية شهية محضّرة من منتجات المزرعة الطازجة.
يشارك الزائرون في صناعة الخبز الفلاحي والفطير المشلتت بالسمنة البلدي، ليحظوا بإفطار غني بالنكهات الأصيلة.
كما يشمل الإفطار العسل الأبيض من خلايا النحل، والعسل الأسود بالطحينة، والبيض البلدي، إضافة إلى القهوة والشاي المعد على الحطب.
بعد الإفطار، تبدأ جولة إرشادية في تمام الواحدة ظهرًا، تمتد لساعة واحدة وتُظهر طرق الزراعة والري التقليدية.
خلال الجولة، يزور الزوار أشجار المانجو، حظائر الدواجن، الماعز، البحيرة الطبيعية، وبيوت البط المنتشرة في أرجاء المزرعة.
وبحلول الخامسة مساءً، يحين موعد الغداء المفتوح الذي يضم لحم الجديان المطهو بالمندي، وفراخ المندي، وأرز بسمتي، ومحاشي مصرية شهية.
وتُختتم أنشطة اليوم في السادسة مساءً، بعد تجربة استثنائية تمزج بين المذاق الريفي والطبيعة والتفاعل اليدوي.
الأسعار في موسم حصاد المانجو في مزرعة شجيع:

تبلغ تكلفة اليوم الواحد 1600 جنيه للمصريين، و80 دولارًا للزوار العرب، و90 دولارًا للزوار الأجانب من خارج المنطقة.
توفر المزرعة خدمة ليموزين من وإلى القاهرة مقابل 4000 جنيه، مع إمكانية حجز خيمة مكيفة خاصة للعائلات برسوم إضافية.
أنشطة ريفية متنوعة داخل مزرعة شجيع: تفاعل مباشر مع الطبيعة
توفر مزرعة شجيع مجموعة من الأنشطة الريفية الممتعة التي تعزز تواصل الزوار مع الطبيعة وأسلوب الحياة الزراعي الأصيل.
أولًا، يشارك الزوار في إعداد الخبز الفلاحي يدويًا باستخدام الزعتر والشمر، وصنع الفطير المشلتت بالسمنة البلدي في أجواء تراثية.
بعدها، يحصل كل زائر على فرصة لقطف ثلاث ثمرات من المانجو السكري الطازجة مباشرة من الأشجار المزروعة في قلب المزرعة.
إلى جانب ذلك، يمكن للزوار تجربة حلب الأبقار يدويًا، أو ركوب الحمار الشهير “زيكو”، أحد رموز المزرعة المحبوبة لدى الصغار والكبار.
وللراغبين في ممارسة الرياضة، يوجد ملعب مخصص للكرة الطائرة يتيح تجربة ترفيهية وسط المساحات الخضراء الواسعة. أما محبو الصيد، فبإمكانهم صيد الأسماك من البحيرة الطبيعية، وهي من أبرز الأنشطة الهادئة داخل المزرعة.
- عنوان مزرعة شجيع: كيلو 15 طريق الإسماعيلية – فايد الصحراوي، حي الكرنك، محافظة الإسماعيلية، مصر.
- رقم التواصل مع مزرعة شجيع +201033330240.
كشك جدتي وأرز وملوخية ماما.. أكلات طيبة منسية تعيد ذكريات طفولتنا مع العائلة
متحف قناة السويس: حكاية 160 عامًا من التاريخ المصري والعالمي

بعد الانتهاء من تجربة مزرعة شجيع أو الاكتفاء بقطف المانجو، يمكنك مواصلة رحلتك الثقافية بزيارة متحف قناة السويس العالمي.
يُعد المتحف من أبرز المعالم التاريخية في الإسماعيلية، حيث يوثق تاريخ قناة السويس منذ نشأتها وحتى يومنا هذا.
يقع المتحف داخل مبنى أثري يعود لعام 1862، وكان المقر الإداري الأول للشركة العالمية لقناة السويس عند بدء أعمال الحفر. ويضم المتحف أكثر من 2000 قطعة أثرية نادرة موزعة على 12 قاعة عرض تروي مراحل تطور القناة المختلفة.
يعرض المتحف معلومات عن أهمية الموقع الجغرافي للقناة كممر ملاحي يربط الشرق بالغرب، ويكشف تفاصيل فترة الحفر بالسخرة.
كما يسلّط الضوء على حفل افتتاح القناة الأول، والتوسع العمراني الناتج عنه، ونشأة مدن القناة الثلاث: بورسعيد، الإسماعيلية، السويس.
تخصص إحدى القاعات لعرض قرار تأميم قناة السويس عام 1956، وتعرض مقتنيات نادرة تخص الزعيم جمال عبد الناصر. إنها زيارة ثقافية غنية بالتفاصيل، تستحق التوقف لتأمل 160 عامًا من التحولات الاقتصادية والسياسية في مصر والعالم.
لا تفوّت قراءة: كابلز الألفينات: أشهر ثنائيات رومانسية خطفت قلوبنا في السينما العربية
أبرز المقتنيات داخل متحف قناة السويس: كنوز تحكي التاريخ

يحتوي المتحف على تمثال فرديناند ديليسبس، المهندس الفرنسي الذي أشرف على حفر قناة السويس في القرن التاسع عشر.
يعرض أيضًا مركبًا أثريًا خشبيًا، يعود لأحد مشروعات القناة القديمة، ويجسد طرق النقل التي استُخدمت خلال مراحل البناء.
من المعروضات البارزة أيضًا العربات الملكية التي شاركت في حفل افتتاح القناة، إلى جانب صالون الإمبراطورة أوجيني المصنوع بدقة أوروبية فاخرة.
تتضمن القاعات أدوات حفر تاريخية مثل المطارق، المقصات، وأسنان الحفارات، والتي استخدمت في عمليات الحفر اليدوية الشاقة.
ويضم المتحف أيضًا مقتنيات شخصية نادرة تعود إلى ديليسبس وأوجيني، مما يمنح الزوار نظرة خاصة على حياة رموز المشروع.
كما تعرض مجموعة من الوثائق الأصلية والنماذج المصغّرة (ماكيتات) التي توضح تطور مجرى قناة السويس عبر مراحل متعددة.
لا تفوّت قراءة: كيف يحافظ النجوم العرب على لياقتهم؟ هكذا يقضون أوقاتهم في الرياضات المفضلة
فيلا ديليسبس: أول مبنى شُيّد في الإسماعيلية وقلب التاريخ النابض

في شارع محمد علي بوسط الإسماعيلية، تقف فيلا فرديناند ديليسبس شامخة، كأول مبنى تم تشييده بالمدينة عام 1860.
أقام فيها ديليسبس أثناء إشرافه على حفر قناة السويس، وكان يتنقل منها يوميًا بعربة خوص تجرّها الخيول.
تضم الفيلا جناحًا خاصًا بديليسبس مكوّنًا من طابقين، يحتوي على صور نادرة له مع أسرته والمهندس الشهير “نجريلي”.
من أبرز معروضاتها نسخة أصلية من خريطة مصر التي رسمها نابليون، وكتاب لاتيني نادر، وريشتان استخدمهما ديليسبس في الكتابة.
كما تضم الفيلا العديد من المقتنيات الخاصة الثمينة التي توثق تفاصيل حياة الرجل الذي غيّر مجرى التجارة العالمية.
تحوّلت الفيلا لاحقًا إلى فندق عالمي تحت اسم Maison Maxim De Lesseps، وتم ترميمها بإشراف اليونسكو على مدار عامين.
لزيارة المكان أو حجز يوم كامل للاستمتاع بتجربته، يمكن الرجوع إلى الرابط الرسمي أو التواصل مع الجهة المسؤولة.
لا تفوّت قراءة: هل كان الطريق إلى الشهرة يبدأ بـ95%؟ اكتشف درجات نجوم الفن والرياضة في الثانوية العامة
مطعم الفنار في الإسماعيلية: نكهة البحر على ضفاف الكورنيش
إذا كنت من محبي المأكولات البحرية، فلا تكتمل زيارتك للإسماعيلية دون تجربة وجبة في مطعم الفنار الشهير.
يقع المطعم في شارع عمارة السياحي الجديد، ويعد من أبرز الوجهات لعشاق الطهي البحري في المدينة.
يقدّم الفنار مجموعة مميزة من الأطباق البحرية الطازجة، تشمل الوجبات الرئيسية والمقبلات، مع إطلالة مباشرة على الكورنيش.
سواء اخترت الأسماك المشوية أو الجمبري المقلي أو طبق السبيط، فستجد نكهات تعبّر عن جودة التحضير وتميّز المكونات. أجواء المطعم الهادئة وخدمته الراقية تجعله الخيار الأمثل لعشاء لا ينسى بعد جولة في المدينة.
لا تفوّت قراءة: كنوز مخفية في سانت كاترين لعشّاق المغامرة: اكتشف روعة الوديان الست في قلب سيناء
التنزه في حي الإفرنج: قطعة من أوروبا على ضفاف قناة السويس

وسط مدينة الإسماعيلية، وتحديدًا في حي أول، يقع حي الإفرنج، أحد أرقى وأقدم الأحياء ذات الطابع الأوروبي الفريد.
تم تصميم الحي على الطراز الفرنسي الكلاسيكي، بواسطة المهندس هوسمان بتكليف من الخديوي إسماعيل قبل افتتاح قناة السويس بسنوات.
يتميّز الحي بمبانيه الكولونية وحدائقه الواسعة، المزروعة بأندر أنواع الزهور، وأشجار الفاكهة، وأشجار الزينة من مختلف أنحاء العالم.
من بين معالمه الطبيعية، تلفت الأنظار شجرة التين البنغالي المعمّرة، التي تضفي على المكان طابعًا ساحرًا ومهيبًا.
تضفي الشوارع الواسعة والمباني الفرنسية الطابع على الحي أجواءً شبيهة بأحياء باريس القديمة، خاصة عند السير بين الأزقة الهادئة.
يقع حي الإفرنج على بُعد خطوات من شارع السلطان حسين، مما يجعله محطة مثالية للتنزه خلال زيارتك للإسماعيلية.
هواية الصيد في بحيرة التمساح: الطبيعة الساحرة في انتظارك

تعد بحيرة التمساح من أبرز المعالم الطبيعية في مدينة الإسماعيلية، وتقع شمال المدينة على امتداد المجرى الملاحي لقناة السويس.
تمتد البحيرة على مساحة تقارب 1900 فدان، بمتوسط عمق يبلغ حوالي 10 أمتار، وتضم أكثر من 90 مليون متر مكعب من المياه المالحة.
تحيط بها مجموعة من النوادي والبلاجات التي تجعلها وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والهدوء، وخصوصًا هواة صيد الأسماك.
تضم البحيرة تنوعًا غنيًا من الأسماك والكائنات البحرية، ما يجعل تجربة الصيد فيها ممتعة ومليئة بالمفاجآت. أما الشواطئ العشبية الخضراء، والمياه الهادئة الدافئة، فتوفّر مشهدًا بانوراميًا نادرًا يبعث على صفاء الذهن.
الجلوس على ضفاف بحيرة التمساح ليس مجرّد استراحة، بل هو دعوة مفتوحة لاكتشاف الجمال الطبيعي والعودة للبساطة.