من قلب لبنان: حكايات يعاصرها أهلها ولا يراها العالم

يبدو إن ما عاصرناه في فلسطين طوال السنوات الماضية، ونعيشه يوميًا منذ أكثر من عام، تحول إلى لبنان، وهذا يتضح بشدة فيما سنعرضه عن حياة أحد النازحين هناك، اقتربنا من قلب الألم وحاولنا حكيه متمسكين برغبة الراوي نفسه بأن لا تتحول مأساته إلى محل تعاطف، فقط أرادت أن تعرف العالم ما مرت به دون رغبة فأي تعاطف، روت ونحن سامعين وكتبنا مبعثرين بما حكته.

صورة من مصدرنا في لبنان لأحد طاقم المتعاون مع النازحين والذي استشهد في قصف

معاناة ما قبل القصف

تعاني البالغات من النساء أزمة الفوط الصحية، والبعض يقطع من ثيابه كما تخبرنا مصادرنا في لبنان بذلك، حتى يعوض هذا النقص في الفوط والبعض يقصف وهو ينتظر المساعدة من الأساس، ولكن هل من يقصف يعرف أنه سيقصف؟ الإجابة بنعم ولا، ولكن لنروي ما رواه مصدرنا “أ.ع” إحدى المتطوعات لمساعدة النازحين.

تحكي صديقتنا في لبنان، قبل القصف يتم إرسال رسائل على تطبيق “واتساب” أو على الهاتف من أرقام خارج لبنان، بأن البيت سيتعرض للقصف، ولا تمر دقيقتين وإلا هذا البيت يتحول إلى ركام، وفي بعض الأحيان ترسل قوات الكيان المحتل بأن هذا البيت سيتعرض للقصف، ولكن هذا لا يحدث إلا نادرًا، فمثلًا هذا على لسان صديقتنا:” البيت اللي انقصف بزغرتا، نحنا كنا كمجموعة تطوعية ذهبنا نحوهم، حتى نوفر احتياجاتهم، وبالفعل رصدنا ما طلبوه وخرجنا منه، وبمجرد ذلك قصف البيت، ولم يكن يعرفوا ذلك”، وتؤكد مصدرنا بأن هذا يعني أن هذه الأرقام ليست مخترقة بل هناك عملاء بسهولة يوفروا الأرقام للجيش الإسرائيلي، وهذا يخلق حالة خوف بين النازحين وبين من يستقبلهم، وهذا الخوف يطول النازحين واللاجئين على الحد سواء.

قتل متعمد

بالعودة إلى أزمة الفوط الصحية، في يبدو أن الأمر أصبح كاستراتيجية حرب من قبل الكيان الذي يعمل على نشر الوباء بين النساء البالغات، وفي وصف دقيق للغاية ومختزل وصفت صديقتنا بلبنان وضع النساء بإنه “مزري جدًا”، البالغات حديثًا يستدموا فوط صحية عبر قطع ملابس السيدات الكبار التي انقطع عنهم الحيض، “نحنا المتطوعات خاصة النساء، بنحاول نهتم غير الأغذية، معجون أسنان، محارم، فوط يومية. نتيجة لوعينا بأهمية ذلك وقدرتنا على توفيره” لكن تضيف “في بعض الأماكن لا تستطيع النساء توفير ذلك لأنها لا ترى في هذا الألم أولوية”، وطبعًا مع غياب وزارة الصحة نحاول “أن نكون نحنا السند لهدول وخاصة النساء”، كل هذا يؤكد أن الهدف من هذه الحرب ليس القضاء على حزب الله بل هو القضاء على لبنان نفسها.

آخر كلمة ماتفوتوش قراءة: سوريا: بين القصف من جانب الكيان وغياب آخر منافذ القراءة للمثقفين

تعليقات
Loading...