من قطع الصور لرفع سماعة التليفون.. كيف كان “البلوك” قبل عصر التكنولوجيا
في ظل التطور التكنولوجي الذي استطاع السيطرة على حياتنا، تحولت تعاملاتنا المباشرة مع بعضنا البعض قديمًا، إلى تعاملات رقمية حديثًا، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، ظهر شيء جديد في حياتنا اسمه “البلوك” الذي نقوم تجاه أي شخص لا نرغب في معرفته أو اتخذنا قرارًا بقطع علاقاتنا به، على الرغم من أن هذه الظاهرة كنا نمارسها قديمًا، ولكن دون أن نسميها “بلوك” فكيف كان شكلها؟
البلوك بين الماضي والحاضر
خاصية البلوك، بتعريفها التقليدي، هي حظر وصول شخص ما إلينا، نتيجة خلاف أو مشاجرة أو أي شيء من هذا القبيل، ففي عصرنا “الرقمي” الذي نعيشه الآن، أصبح البلوك سهلًا وبضغطة “زر” أستطيع منع أي شخص من الوصول لي عبر تطبيقات المحادثات التي نستخدمها مثل (فيسبوك-واتس آب) وغيرها.
أما قديمًا، كنا نمارس نفس الفعل ولكن بطرق تقليدية، وذلك بسبب أن وسائل التواصل كانت محدودة جدًا قد لا تتجاوز التليفون الأرضي، أو كتابة الجوابات، وتطورت قليلًا في التسعينات بظهور كبائن “الميناتل”.
قطع صور الشخص الذي نريد إخراجه من حياتنا
قبل دخول الألفينيات وظهور وسائل التواصل الاجتماعي، كان لـ “البلوك” اشكالًا مختلفة عن أيامنا الحالية، وكان أبرز هذه الأشكال، خاصة بين العشاق أو الرجل وحبيبته، هو قطع أحدهما وجه الآخر من الصور التي التقطوها مع بعضهما، أو قطع الجزء الخاص به كاملًا من الصورة، والاحتفاظ بنصف الصورة الآخر.
وكانت هذه الوسيلة تُعبر بقوة عن رغبة أحد الطرفين بترك الأخر، أو البعد عنه، أو عدم الرغبة في معرفته مرة أخرى.
ترك سماعة التليفون مرفوعة
واحدة من أشهر وسائل البلوك قديمًا، فزمان كانت وسيلة الاتصال الوحيدة هي التليفون الأرضي، وكان العشاق يحددون مواعيد ثابتة كل يوم للاتصال، بحيث ينتظر الآخر بجانب التليفون حتى لا يرد على الاتصال شخص آخر من المنزل.
وكان حينما يقع خلاف بين أي عاشقين أو رجلين أو حتى سيدتين، كان الطرف الغاضب يرفع سماعة التليفون في الوقت المحدد للاتصال، أو يتجاهل التليفون نهائيا ويترك أحد أفراد الأسرة يرد، وحينها يغلق الطرف الآخر الاتصال فورا أو كما نقول “قفل في وشه”.
وكانت هذه الوسيلة تعبيرًا عن الغضب أو “الزعل” من شخص لأخر، أو سيدة لأخرى، وكانت هذه الوسيلة الأكثر تأثيرًا بين وسائل البلوك قديمًا.
الامتناع عن الرد على الجوابات
كانت الجوابات قديمًا، وقبل الطفرة التكنولوجية التي ظهرت في الألفينيات، من أهم الوسائل السرية للتواصل، خاصة بين العشاق، فكان أحدهم يكتب جوابًا للآخر، ويبحث عن طريقة لإيصاله له، ليقوم الطرف الآخر بالرد على الجواب بجواب جديد ويبحث أيضًا عن وسيلة لإيصاله له وهكذا.
وكان حينما يظهر خلافًا بين الطرفين، يقوم الطرف “الزعلان” بتجاهل الجوابات المرسلة إليه وعدم الرد عليها، وقد يقوم بقطعها، في تعبير عن عدم الرغبة في التواصل مع هذا الشخص مرة أخرى.
البلوك حديثًا
مع التطور التكنولوجي وظهور وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح البلوك حديثًا “بضغطة زر”، وهذا الأمر لا يستغرق وقتًا، بل أستطيع أن أمحو أي شخص من حياتي خلال بضع ثواني.