من رفض لقبول: ازاي الدعاية تقدر تغير الرأي العام 180 درجة
كلام كتير بيتقال حاليًا، عن فكرة تقبل سلوكيات حوالينا بسبب الدعاية ليها، مش بسبب إن الطبيعي نتقبل سلوك الأشخاص حوالينا طالما مش بيضرنا أو حتى مش بيأثر علينا بأي شكل لا حلو ولا وحش، زي اللبس، فتلاقي ناس كانت ضد حاجة معينة وشايفينها غير لائقة وغير مقبولة، بالنسبة لهم، وبعد كده وجهة نظرهم دي تتغير بسبب الدعاية اللي بتأثر على الرأي العام وتوجهه بشكل ما، فتلاقي الناس تقبلت الحاجة دي.
علشان ماتحسش إننا بنتكلم بألغاز، هنديلك مثال بسيط، الناس بتتداوله دلوقتي، وهو المايوهات البوركيني، اللي شوفنا ناس كتير من فترة بتهاجمها، وشايفين إنها مش مقبولة، وفي ناس بتمنعها في بعض الأماكن السياحية كمان، والمناقشات تطرقت لإن خامته مش مناسبة للبحر ولا لحمامات السباحة، وناس تانية تقول شكلها غير مقبول، وناس شايفاها “رجعية” وماتليقش بالعصر اللي احنا فيه.. وخناقات كتير ومواقف وحوادث أكتر، واتكلمنا وقتها في فكرة العنصرية.
لكن الجديد، إن بعد ما البلوجر، هادية غالب، أطلقت البراند بتاعها للمايوهات، ولقينا تصميمات مختلفة للبوركيني، الناس اللي كانت قبل كده معارضة بقت تشوف إنه حاجة واو، وبقى مقبول فجأة، وناس فسرت ده على حسب وجهة نظر طبقية؛ إن علشان المايوهات غالية تبقى خلاص حلوة ومقبولة. وعلشان كمان ناس مشهورة لبسته سواء فنانين أو بلوجرز، يبقى حلو وعايزين نجيب زيه كمان.
لو ده حقيقي، فده بيبين قوة الماركتينج أو الدعاية والتسويق، وازاي ممكن تحوّل رأي الناس للعكس تمامًا وتغيره 180 درجة، من غير زعيق وخناق ومناقشات بتقلب مهاترات على السوشيال ميديا.. بمنتهى الذكاء والشطارة، تعمل حاجة كويسة، بطريقة صح وتوجهها بشكل مقنع وتقدمها للناس.
الموضوع طرح فكرة الشطارة والذكاء في الدعاية، مش بس فكرة تغيير المعايير أو إن الناس علشان تتقبل بعضها لازم تدخل في تصنيف معين، علشان ده أكيد عايزين نبعد عنه، بس الناحية الإيجابية، هي التفكير في ازاي نقنع اللي قدامنا بوجهة نظر، واحنا قاعدين حاطين رجل على رجل، بشغل وتفكير وتنفيذ.