من خلال ورشة عمرها 2500 سنة: الاقتراب من فك شفرة تحنيط المومياوات
لسه لحد دلوقتي في غموض وألغاز تجاه الحضارة المصرية القديمة وبالتحديد في التحنيط، علماء وباحثين بيحاولوا من خلال دراسات مستمرة كشف سر تحنيط المومياوات وإيه المواد المستخدمة اللي مخلياها محافظة على المومياء بشكلها وبحجمها بعيدًا عن التحلل والبكتيريا لتجهيزهم للعالم الآخر، وفي آخر الدراسات والتحليلات الجديدة اللي بتكشف كل يوم جزء وخيط جديد في سر من أسرار التحنيط بتقول إنها اقتربت أخيرًا من فكه.
ده بعد العثور على مجموعة من الحاويات بتضم مواد للتحنيط في ورشة للتحنيط يتخطى عمرها 2500 سنة، بيقول ماكسيم راجيوت متخصص في علم الآثار وشارك في إعداد الدراسة: “أجريت دراسات لا تحصى عن التحنيط ولكن افتقارنا لمعرفة المواد ورا الأسماء المختلفة والافتقار إلى أي توصيفات عملية، عرقل أي إلمام أكبر بالأمر، ولكن الآن يمكننا تقديم إجابات”.

الدراسة اللي اتنشرت في دورية نيتشر بتقول إن الباحثين عثروا على حاويات في ورشة تحنيط موجودة تحت الأرض في موقع سقارة، ممكن الوصول لها من خلال فتحة عمقها 12 متر، ونتائج الفحوص الكيميائية الحيوية لـ 31 إناء من الخزف اكتشفوا إنها مواد تحنيط وإن المصريين القدماء كانوا بيستخدموا قبل تكفين الجسد مواد كتيرة، والدراسة توصلت لـ 12 مادة الغرض منها كان حفظ أنسجة الجسم ومنع الرائحة الكريهة الناتجة عن التحلل.
واتقال إن مجموعة من المكونات الغريبة بعضها مستورد من أماكن بعيدة زيّ جنوب شرق آسيا؛ زيّ زيت الأرز وقطران العرعر والقار وصمغ من شجرة الدمر واللي بتنموا بس في المنطقة الاستوائية في جنوب شرق آسيا وصمغ من شجرة إيليمي والأماكن دي على بعد آلاف الأميال من مصر.
وفقًا لـ (ستوكهامرن) عالم الآثار من جامعة (لودويج ماكسيميليان) بميونيخ في ألمانيا، أغلب المواد كانت خارج مصر وده بيشير إلى حقيقة إن الصموغ كان بيتاجر بها عبر مسافات شاسعة، وإن التحنيط المصري كان بطريقة أو بأخرى محفز لعولمة وتجارة عالمية مبكرتين.
ورشة التحنيط اللي بنتكلم عنها كان اكتشفها العالم المصري الراحل رمضان حسين في 2016، بالقرب من أطلال هرم أوناس وهرم زوسر المدرج، وبتعود تاريخها للأسرة الـ 26 المصرية من 664 لـ 525 قبل الميلاد، وده كان بعد ألفين سنة من بناء أهرامات الجيزة خلال وقت المملكة القديمة، وبعد ست قرون من حكم توت عنخ آمون.
تحنيط المومياوات عند الفراعنة كان شيء أساسي ومقدس بناءً على معتقدات دينية في حياة أخرى بعد الموت، وتحضير القبور كان احتفال مهم في الثقافة المصرية، لسه في أسرار كتيرة بنكتشفها ولسه هنكتشفها والأساليب الحديثة هتساعد في تسليط الضوء عليها أكتر وأكتر.