في خطوة تُعيد رسم خريطة مصر المائية والزراعية، يبرز مشروع النهر الجديد كأضخم مشروع مائي في تاريخ البلاد، ورمزًا لطموح مصري يسعى لمواجهة تحديات الفيضانات ونُدرة المياه بخطط علمية ورؤية مستقبلية طموحة.
بينما تتزايد الضغوط الإقليمية على الموارد المائية، تمضي الدولة في إنشاء شريان مائي جديد يمتد موازيًا لنهر النيل، ليفتح آفاقًا غير مسبوقة للتنمية في مناطق الدلتا الجديدة ومدينة الشيخ زايد، ويحوّل الصحراء إلى واحات خضراء نابضة بالحياة.
لا تفوّت قراءة: من هي الحسناء العربية الأقرب إلى التتويج بلقب ملكة جمال الكون 2025؟
شريان الحياة الجديد لمصر: مشروع النهر الجديد بطول 170 كيلومتراً
أعلنت وزارة الموارد المائية والري المصرية عن تنفيذ مشروع النهر الجديد، أحد أضخم المشاريع المائية في تاريخ مصر الحديثة.
كما يمتد هذا الشريان الحيوي لمسافة تتجاوز 170 كيلومتراً، ليربط الدلتا الجديدة بمدينة الشيخ زايد في خطوة استراتيجية غير مسبوقة.
وبفضل امتداده الموازي لنهر النيل، يشكّل المشروع مصدرا مائيا إضافيا يعزز الأمن المائي ويدعم التوسعات الزراعية والعمرانية غرب القاهرة.
وبذلك، يفتح النهر الجديد آفاقًا واسعة للتنمية المستدامة، مؤكدا التزام مصر بتطوير بنية تحتية مائية تواكب المستقبل وتواجه تحديات المناخ.
منظومة ري متكاملة بثلاثة مسارات رئيسية
وبحسب ما نقلته المصادر، تقوم خطة الري الجديدة لمشروع النهر الجديد على منظومة ثلاثية المسارات لضمان استدامة تدفق المياه وتنوع مصادرها.
يتمثل المصدر الشمالي في ممر مائي بطول 170 كيلومتراً من ترعة الحمام الجديدة، ينقل نحو 7.5 مليون متر مكعب يوميًا لتغذية المشروع بالمياه العذبة.
أما المسار الثاني، فيمتد 114 كيلومتراً لنقل مياه الصرف الزراعي من دلتا النيل القديمة إلى محطة معالجة الحمام لإعادة استخدامها بدلًا من تصريفها في البحر المتوسط.
بينما يعتمد المصدر الشرقي على ترعة تحيا مصر بطول 41.3 كيلومتراً، لتضخ 10 ملايين متر مكعب يوميًا من مياه نهر النيل عبر فرع رشيد لري أراضي الدلتا الجديدة.
لا تفوّت قراءة: من هي الحسناء العربية الأقرب إلى التتويج بلقب ملكة جمال الكون 2025؟

أكثر من 25 محطة رفع لضمان تدفق المياه حتى آخر نقطة
أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن مشروع النهر الجديد يمثل نموذجًا متطورًا في إدارة الموارد المائية.
إذ يجمع المشروع بين مياه نهر النيل والمياه المعالجة من المصارف الزراعية، ما يضمن الاستخدام الأمثل لكل قطرة ماء في عمليات الري.
كما أوضح أن المنظومة تتضمن أكثر من 25 محطة رفع، صُممت لتأمين تدفق المياه عبر المناطق المرتفعة وضمان وصولها إلى أبعد نقطة في المسار المائي.
7.5 مليار متر مكعب سنويًا لري مليون فدان في مشروع النهر الجديد
أوضح الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن تسمية المشروع بـ”النهر الجديد” جاءت كـتعبير مجازي، إذ يُعرف فنيًا باسم ترعة مشروع مستقبل مصر.
وبيّن أن زراعة مليون فدان تحتاج إلى نحو 5 مليارات متر مكعب من المياه سنويًا، وقد ترتفع الكمية إلى 7.5 مليار متر مكعب تبعًا لاحتياجات المحاصيل.
كما أكد أن المشروع لا يعتمد على سد النهضة فحسب، بل يستفيد أيضًا من فرع رشيد والمخزون الاستراتيجي لبحيرة السد العالي لضمان استدامة الموارد المائية.
لا تفوّت قراءة: أشهر جدات في السينما والدراما.. من تيتا زوزو التي أضحكتنا إلى ماما نونا التي أبكتنا

مياه معالجة من “بحر البقر” و”المحسمة” لتغذية 2.8 مليون فدان
يعتمد مشروع النهر الجديد على نقل المياه المعالجة من محطات كبرى مثل بحر البقر والمحسمة لتوفير مصدر مستدام للري.
وستُستخدم هذه المياه في ري نحو 2.8 مليون فدان ضمن مشروعات التوسع الزراعي بالدلتا الجديدة، ما يعزز الإنتاج الزراعي ويخفض الفاقد المائي.
ومن خلال هذه المنظومة، تسعى مصر إلى تخفيف الضغط عن دلتا النيل القديمة وتحقيق إدارة أكثر كفاءة واستدامة لمواردها المائية.
لا تفوّت قراءة: 9 أغاني لا يعرفها جيل زد.. ذكريات موسيقية من شرائط التسعينات والألفينات

مشروع النهر الجديد.. من الزراعة إلى التنمية العمرانية الذكية
لا يقتصر مشروع النهر الجديد على كونه قناة مائية فحسب، بل يُعد مشروعًا متكاملًا لإعادة توزيع التنمية الزراعية والعمرانية في مصر.
كما يضم المشروع محطات رفع عملاقة وشبكات ري حديثة ذكية تعتمد على تكنولوجيا التحكم لتقليل الفاقد وضمان تدفق المياه طوال العام.
إضافةً إلى ذلك، يسهم المشروع في إنشاء تجمعات عمرانية جديدة غرب القاهرة مثل مدينتي 6 أكتوبر والشيخ زايد، ما يعزز التنمية المتكاملة والمستدامة.
لا تفوّت قراءة: ما أسباب ارتفاع الدين الخارجي لمصر إلى 161.2 مليار دولار في الربع الثاني من 2025؟
في مواجهة سد النهضة.. مشروع النهر الجديد واستراتيجية الأمن المائي المصري
يُعد مشروع النهر الجديد ردًا عمليًا واستراتيجيًا على التحركات الأحادية لإثيوبيا في تشغيل سد النهضة دون اتفاق قانوني ملزم.
يؤكد الخبراء أن النهر الجديد يمثل تحولًا استراتيجيًا في الأمن المائي المصري، معززًا قدرة الدولة على تلبية احتياجاتها الزراعية.
وبذلك، تمثل هذه الخطوة انتقالًا من سياسة ردّ الفعل إلى سياسة استباقية، تقوم على الاستثمار الداخلي في البنية التحتية المائية وتعزيز الاعتماد على الذات.
لا تفوّت قراءة: الذهب يتخطى حاجز 6000 جنيه في مصر.. هل حان وقت البيع أم الشراء؟

1600 منشأة مائية مهدت الطريق لمشروع النهر الجديد
قبل إطلاق مشروع النهر الجديد، أنشأت مصر أكثر من 1648 منشأة مائية لمواجهة السيول وتعزيز الأمن المائي القومي.
كما تشمل هذه المنشآت سدودًا وبحيرات صناعية وخزانات ضخمة، أسهمت في رفع كفاءة إدارة الموارد المائية وحماية المناطق المعرضة للفيضانات.
علاوة على ذلك، تتابع الدولة بشكل دوري مخرات السيول بطول 336 كيلومترًا على مستوى الجمهورية، لضمان سلامة البنية التحتية.
لا تفوّت قراءة: الفحص الذاتي الشهري في منزلك: أسهل طريقة للكشف المبكر عن سرطان الثدي
لماذا الآن؟.. دروس من أزمة الفيضان الأخيرة
شهدت المنوفية والبحيرة مؤخرًا فيضانات مفاجئة غمرت أكثر من 1100 فدان من أراضي طرح النهر وأعلنت السلطات حالة الطوارئ.
كما أبرزت الأزمة تصاعد التحديات المائية في مصر، مؤكدة أن تسريع تنفيذ مشروع النهر الجديد أصبح ضرورة ملحّة واستراتيجية.
فالمشروع يُعد درعًا واقيًا لحماية الأراضي الزراعية وضمان استقرار الموارد في مواجهة التغير المناخي والتقلبات الهيدرولوجية المتزايدة.