بعد ابتكار مجدي يعقوب لصمامات قلب طبيعية: تاريخ من الإنجازات الإنسانية لأسطورة الطب
منذ بداياته، قدّم الدكتور مجدي يعقوب للعالم معجزات طبية غيرت حياة الآلاف، وأثبت أنه ليس فقط جراح قلب، بل صانع للأمل ومبدع في مجال الطب.
ابتكاره الأخير في مجال جراحة القلب – صمامات قلب تنمو بشكل طبيعي داخل الجسم – هو ثمرة سنوات من البحث المستمر والتفاني في خدمة الإنسانية.
من قصة وفاة عمته التي كانت نقطة التحول في حياته المهنية إلى تحقيق إنجازات غيرت حياة المرضى، الدكتور يعقوب جعل من جراحته رسالة إنسانية تجسد الأمل في شفاء القلوب.
هل يمكن للطب أن يصنع معجزات؟ الإجابة في رحلة هذا الطبيب الذي أصبح أسطورة حية في عالم الطب.
لا تفوّت قراءة: فيروسات ناشئة تهدد صحتنا في 2025: هل يتحول فيروس “الميتانيمو” (HMPV)
إنجازات إنسانية لمعجزة الطب “مجدي يعقوب”
ابتكار مجدي يعقوب لصمامات قلب تنمو بشكل طبيعي: خطوة جديدة في جراحة القلب
يواصل فريق طبي بقيادة السير مجدي يعقوب البحث في ابتكار تقنيات جديدة لاستبدال صمامات القلب التقليدية.
المفهوم الجديد لصمامات القلب يتضمن استخدام صمامات مصنوعة من الألياف التي تزرع داخل الجسم. مع مرور الوقت، تتفاعل الأنسجة مع هذه الصمامات، بحيث تتحول إلى “صمام حي طبيعي” يتكون من أنسجة المريض نفسه.
تحسين عملية الزرع وجعلها أكثر استدامة
في هذا السياق، يعد هذا الابتكار تقدماً كبيراً في جراحة القلب حيث يستغنى عن الحاجة لإجراء عمليات جراحية متكررة بعد زراعة الصمامات التقليدية.
وعوضاً عن العمليات الجراحية الواسعة التي تترتب على استخدام الصمامات الصناعية، يتوقع أن يُحدث هذا الابتكار تغييرات جذرية في رعاية مرضى القلب.
فائدة الصمامات الطبيعية للمريض
تتمثل أبرز فائدة لهذه التقنية في قدرتها على التكيف مع جسم المريض، مما يقلل من مخاطر الإصابة بالمضاعفات طويلة المدى.
مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب: رائدة في تقديم الرعاية الصحية المجانية
تأسست مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب في عام 2008 على يد الدكتور الجراح المصري العالمي مجدي يعقوب
تهدف المؤسسة إلى تقديم خدمات طبية مجانية لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية، مع تركيز خاص على الأطفال الذين يعانون من هذه الأمراض.
وتسعى المؤسسة لتوفير العلاج والرعاية الصحية لأولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها.
مراكز المؤسسة: أسوان والقاهرة
تنقسم المؤسسة إلى مركز أسوان للقلب ومركز مجدي يعقوب العالمي للقلب بالقاهرة، حيث يعد المركز الأخير الأول من نوعه في الشرق الأوسط وأفريقيا.
ويجرى في المركز بالقاهرة أكثر من 10,000 عملية جراحية سنويًا، حيث تركز 70% من العمليات على علاج الأطفال، وهو ما يعكس التزام المؤسسة بتقديم أفضل رعاية صحية للأطفال الذين يعانون من أمراض القلب.
معجزة طبية بعلاجه طفلة عاشت بقلبين
في عام 2009، تحقق إنجاز طبي مذهل بقيادة الدكتور مجدي يعقوب، الجراح المصري الشهير.
نجح في إجراء عملية جراحية نادرة لعلاج هانا كلارك، فتاة بريطانية عاشت لسنوات بقلبين.
جرى زرع قلب إلى جانب قلبها المريض لمساعدتها على البقاء على قيد الحياة.
ولكن مع مرور الوقت بدأ جسمها في رفض أحد القلوب.
في سابقة طبية تُعد الأولى من نوعها في العالم، أجريت جراحة معاكسة لإزالة القلب المزروع بأيدٍ ماهرة من الفريق الطبي بقيادة يعقوب.
وكانت النتيجة تعافي هانا كلارك، التي تمكنت من استعادة حياتها بشكل طبيعي بعد الجراحة الفائقة التي أجريت لها.
لاتفوّت قراءة: قانون المسؤولية الطبية الجديد: كيف يغير وجه النظام الصحي في مصر؟
سلاسل الأمل: جمعية خيرية مبتكرة لإنقاذ أطفال القلوب المريضة
أسس السير مجدي يعقوب جمعية سلاسل الأمل في المملكة المتحدة.
وتهدف إلى مساعدة الأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية في القلب، وتقديم حلول مبتكرة لإنقاذ حياتهم.
وتعمل الجمعية على توفير الدعم الطبي للمحتاجين، مع التركيز على البلدان النامية والمناطق التي مزقتها الحروب.
إضافة إلى تقديم العلاج، أنشأ السير يعقوب برامج تدريبية وبحثية لتطوير قدرات وحدات القلب المحلية في تلك البلدان.
أرقام قياسية تبرز إنجازات مجدي يعقوب الإنسانية في إنقاذ الأرواح
حقق الدكتور مجدي يعقوب إنجازات طبية استثنائية جعلت منه أيقونة في مجال جراحة القلب على مستوى العالم.
وفي عام 1980، أجرى أول عملية نقل وزراعة قلب للمريض دريك موريس، الذي عاش بعدها 25 عامًا، ما أكسب العملية شهرة واسعة في أوروبا والشرق الأوسط.
ودخل يعقوب موسوعة جينيس كأشهر علامة طبية في العالم بعد أن أجرى 100 عملية قلب في عام واحد.
وعلى مدار مسيرته الطبية، نجح في إجراء حوالي 25 ألف عملية، بما في ذلك 4000 عملية زراعة قلب.
وفي 1983، أجرى عملية زراعة قلب لرجل إنجليزي يُدعى جون مكافيرتي، الذي عاش لمدة 33 عامًا بعد العملية حتى وفاته في 2016، ليُسجل اسمه في موسوعة جينيس كأطول شخص يعيش بقلب منقول.
مجدي يعقوب والملكة إليزابيث: أصعب عملية في مسيرته الطبية
يعتبر مجدي يعقوب العملية التي أجراها منذ 23 عامًا واحدة من أصعب العمليات في مسيرته الطبية.
فقد استدعته الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا شخصيًا لإجراء عملية زراعة قلب لطفلة بريطانية لم تتجاوز 7 أشهر من عمرها، نظرًا لصعوبة حالتها الطبية.
تجسد هذه العملية الثقة الكبيرة التي كانت تتمتع بها الملكة إليزابيث في كفاءة مجدي يعقوب.
وعلى الرغم من التحديات التي واجهها في العثور على قلب صغير مناسب للطفلة، تمكن من زراعة قلب صغير بجانب قلبها الأساسي.
وبعد سنوات من المتابعة، قال يعقوب عن الطفلة: “البنت دي دلوقتي في العشرينيات من عمرها، اتجوزت وبقى عندها أطفال”، مما يعكس نجاح العملية وإعطاء الطفلة حياة جديدة.
قصة تبني مجدي يعقوب لطفل إثيوبي: بداية مؤسسة سلاسل الأمل
في خطوة إنسانية نبيلة، مجدي يعقوب قام بتبني طفل إثيوبي يتيم بعد أن أجرى له عملية جراحية بالقلب في مركز القلب في أسوان.
ورغم نجاح العملية، لم يجد يعقوب عائلة يمكنه تسليم الطفل إليها، فقرر أن يأخذه معه إلى إنجلترا ليعيش في منزله.
هذه التجربة الإنسانية كانت السبب الرئيسي في إنشاء مؤسسة سلاسل الأمل، التي تهدف إلى مساعدة الأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية في القلب في البلدان النامية، وتوفير فرص العلاج والرعاية لهم.
أوسمة وجوائز تقديرية حصل عليها مجدي يعقوب
حصل مجدي يعقوب على العديد من الأوسمة والجوائز التقديرية تقديرًا لمساهماته الكبيرة في مجال الطب والعمل الإنساني:
- وسام قادة النيل العظمى (2011): وهو أرفع وسام تقدمه جمهورية مصر العربية، تقديرًا لإسهاماته الطبية والإنسانية.
- وسام الاستحقاق Merit of Order: أعلى وسام يُمنح من قبل الملكة إليزابيث الثانية في المملكة المتحدة، تقديرًا لخدماته في العمل الإنساني.
- وسام الفرس: منحته ملكة بريطانيا لقب “سير” في عام 1991، تكريمًا لإنقاذ العديد من المرضى في مجال جراحة القلب.