مجتمعات السكيتنج في مصر: ما بين ممارسة الرياضة وتكوين عائلات بديلة

في وسط البلد في القاهرة وبين مئات الناس اللي ماشية والعربيات، هتشوف منظر مبهج لمجموعات من الشباب بتلعب بالسكيت بوردز والرولير سكيتز أو “الباتيناج”. شباب بيطالبوا بحقهم المشروع في مساحة الشارع، وبيمارسوا حقهم في اللعب والتسلية وممارسة الرياضة.

نزلت وسط البلد علشان أقابل الشباب دول وأفهم منهم سر ظاهرة السكيتنج الجديدة، وفي شارع طلعت حرب عند النادي اليوناني كان في خمس شباب بيلعبوا بالسكيت بوردز بتاعتهم فوقفت واحد منهم وسألته” “بتعملوا إيه يا شباب؟”.

مصطفى، 20 سنة، قالي إنهم مجموعة صحاب بينزلوا مع بعض علشان يلعبوا بالسكيت بوردز من وقت للتاني. أتعرف مصطفى على رياضة السكيتنج وهو في ثانوي، وقال إنه فضل سنتين يلعبها وماكانش يعرف إن في حد تاني في مصر بيمارس الرياضة دي لحد أولى جامعة لما أخد السكيت بورد بتاعه الجامعة وواحد صاحبه كان متفاجئ به وأخده منه وفضل يلعب به ويعمل بيه “تريكس” أو زيّ ما بيقولوا عليها بالعربي “شقلبظات”.

اتفاجئ مصطفى بالحيل المميزة اللي بيعملها صاحبه بالسكيت بورد، وقرر ينزل معاه يتعرف على باقي شلة السكيترز، ومن وقتها وهو عضو دائم في الشلة.

بيقول مصطفى إن الشلة بتتجمع غالبًا في أيام الخميس والجمعة، وبينزلوا مناطق في وسط البلد بيتجمع فيها سكيترز تانيين، زيّ شارع القصر العيني ومنطقة الكورنيش اللي جنب عبدالمنعم رياض ومنطقة طلعب حرب، وهناك بيقابلوا أكتر من شلة تانية وبيقضوا وقتهم معاهم.

ومن أهم الأماكن اللي بيتجمع فيها مصطفى وشلته من السكيترز هي منطقة مصر الجديدة، وبيقول لنا إن في كذا مكان خاص بالسكيتنج هناك، زيّ الرويال سبوت اللي بيتجمع فيها معظم السكيترز بتوع وسط البلد وهي موجودة في روكسي عند الميريلاند فوق سوبر ماركت رويال هاوس، والسبوت التانية هي سبوت صلصة في المرغني وموجودة في وش هوكاه كافيه عند واك أند واك.

بالنسبة لمصطفى، تُعتبر شلة السكيترز أقرب صحابه وبيعتبروا بعض عيلة بيتجمعوا علشان يمارسوا رياضة بيحبوها ويقضوا وقت مع بعض ويستمتعوا بوقتهم.

بالنسبة للرولير سكيتز أو الباتيناج، بيقول مصطفى إنها ظاهرة نوعًا ما جديدة في مصر، على عكس السكيتنج بالبورد واللي موجودة من قبل 2002 وبدأت تنتشر بشكل كبير جدًا في أخر 4 سنين، أما الباتيناج فبدأ ينتشر من سنتين أو أقل، وشايف مصطفى إنهم جيل من السكيترز نزل الشارع بعد ما شاف فيديوهات سكيتنج على تيك توك، ومندفعين بتأثير السوشيال ميديا.

أما بيدو، من شلة سكيترز تانية، بيقول إن أكتر سبوت بيحبها هي السبوت بتاعة الرحاب عند أفينو مول، وهناك كان بيتجمع مع شلته بس الناس هناك بدأت ترخم عليهم ويرموا لهم زجاج مكسور على الأرض لحد ما منعوهم من اللعب في السبوت دي.

بيقول بيدو إن الباتيناج صعب جدًا وإنه مافكرش يلعبها قبل كده علشان اللاعب والباتنياج بيكونوا قطعة واحدة، رغم إن ده بيخلي التحكم فيه أسهل، ولكن نسبة الإصابات فيه أكتر، على عكس السكيت بورد اللي لو وقعت وهو بيطير هيبقى سهل عليك تقف وتمشي، أو لو جيت قدام عربية ممكن ترميه وتجري، وده مش متاح مع الباتيناج.

بيدو كان بيلعب رياضات كتير منها الملاكمة والسباحة والعجل، ولكن أكتر حاجة أثرت معاه هي السكيتنج. بيقول بيدو: “مافيش حد يقدر يقول أنا أحسن حد في اللعبة دي، علشان الموضوع له علاقة بالستايل والتريكس، ومالهاش مدرب، أنت بتتعلم لوحدك”.

بيضيف بيدو: “في تريكس أساسية ولكن كل واحد بيحط العلامة بتاعته وبالتالي كل واحد بيبان أسلوبه المميز في اللعبة، وهي على فكرة لعبة متعبة أكتر من العجل بكتير، وبتاخد مجهود جبار، وبتعلمك ازاي تتحكم في عضلاتك وموضع جسمك وتوازنك”. لما سألت بيدو بيحس بإيه وهو على السكيت بورد، قال: “بجد من غير أفورة! بحس إن أنا طاير في الهوا”.

في شارع القصر العيني كان في تلات بنات وولد بيسكيت على باتيناج، وقبل ما يوصلوا لحتة فيها غطا بلاعة مرفوع شوية، نطوا في نفس الوقت بالباتيناج وعدوا غطا البلاعة في منظر مثير للإعجاب.

طلبت من هدى تكلمنا عن السكيتنج بالباتيناج وقالت: “أنا بدأت من سنة بالظبط، كنت شوفت فيديوهات على اليوتيوب لناس بتلعب اللعبة وقررت أشتري باتيناج وأتعلم، الموضوع كان صعب في الأول لإنه غالي جدًا، وكنت كل ما بتحرك به بحس إني هقع فكنت بخاف يبوظ، وحتى لما بدأت أتوازن عليه وأتحرك كويس كنت بخاف أعمل تريكس أو أنط به برضه”.

بتقول هدى إنها نزلت لوحدها وبعد أسبوعين أتعرفت على نها وعلي وبقوا شلة السكيتنج بتاعتها. بتضيف هدى إن اللعبة غيرت حاجات كتير في حياتها، وخلتها منطلقة أكتر بعد ما كانت بتفضل تقعد في البيت.

وعرفتها على ناس جديدة شبهها وتقدر تتواصل معاهم أسهل من أي حد تاني في حياتها، وعلشان كده بتعتبر شلة السكيتنج بتاعتها عيلة بديلة.

أما عن خطورة اللعبة، فأكدت هدى إن اللعبة خطر فعلًا، ولازم اللي يلعبها ياخد باله كويس ويتجنب الشوارع اللي فيها عربيات لحد ما يبقى متمكن من اللعبة وعارف يتحكم في الباتيناج كويس جدًا ويقدر يقف ويتحرك وقت ما يحب.

ختمت هدى كلامه: “نفسي أشوف ناس أكتر بتلعب الرياضة دي في القاهرة، ونفسي الناس تبطل تضايقنا في الشارع، لإن في ناس لما بتشوفنا بنعلب في منطقة معينة بيملوا الشارع زلط وزجاج مكسور علشان يمنعونا، بس في ناس من صحابنا وقعت قبل كده بسبب ده وأتعورت من الزجاج المكسور”.

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: رحلة نوستالجيا في قلب مصر القديمة.. يوم في سوق الغورية

تعليقات
Loading...