لم يقتصر على الطرق العسكرية: كيف يستخدم الاستعمار الإسرائيلي الاقتصاد؟
تحولت دول العالم الأول إلى دول استعمارية لكن دون أن تكلف نفسها عناء الاستعمار الجغرافي، ويكفي أن تستعمر دول عبر تحديد مصيرها في الماء أو الزراعة أو غيره، ويمكن أن يظهر هذا بوضوح فيما تفعله الدول الاستعمارية الآن، ولكن يظهر بوضوح في الحرب الدائرة بين الكيان المحتل وفلسطين ولبنان، وبالتحديد في مدينة صيدا الموجودة بالأراضي اللبنانية.
صيدا
يعتمد معظم ساكني “صيدا” على صيد السمك لتوفير القوت اليومي للعائلات، وأغلب العائلات تعتمد على مهنة الصيد في توفير الغذاء اليومي. ويبدو أن إسرائيل تريد إضعاف الاقتصاد اللبناني حتى تسهل على نفسها احتلاله، ويظهر هذا بوضوح فيما تفعله إسرائيل مع ساكني “صيدا”.
في مدينة صيدا بجنوب لبنان، لم تخرج المراكب فجر الأمس إلى البحر لصيد السمك الذي يشكل مصدر رزق مئات العائلات، بعدما أنذر الجيش الإسرائيلي السكان بالابتعاد عن المنطقة البحرية “حتى إشعار آخر”.
من سوق السمك في المدينة المطلة على البحر المتوسط، قال “محمّد بيضاوي” عضو نقابة صيادي الأسماك في صيدا، لـ(وكالة الصحافة الفرنسية): “أُبلغنا بشكل رسمي بعدم الإبحار من قبل الجيش اللبناني، ممنوع خروج أي بحار”، منذ التاسعة من مساء الاثنين.
وأضاف، وسط السوق التي افتقدت زحمتها الاعتيادية: “نحن ملتزمون بالقرار، والسوق مفتوحة لتفريغ ما تبقى من سمك ثم يتم إغلاقها”، مبديًا خشيته على مستقبل مئات العائلات التي تؤمّن قوتها اليومي من الصيد إذا ما طالت المحنة.
وأفاد صيادون آخرون “وكالة الصحافة الفرنسية” بأن الجيش اللبناني أُبلغهم بأن من يريد الإبحار منهم، فسيكون ذلك على مسؤوليته الخاصة.
آثار هذا على الاقتصاد
وفي بلد يشهد انهيارًا اقتصاديًا غير مسبوق منذ عام 2019، تأتي المحنة لتفاقم معاناة الصيادين.وأضاف “بيضاوي” إن “وضع البحّارة تعيس حتى قبل إغلاق السوق”، موضحًا أن نحو 400 عائلة في المنطقة تعتاش من صيد السمك أي (5 آلاف إلى 6 آلاف شخص)، وهذا يؤكد على إن الكيان المحتل هدفه إضعاف هذه البلد بشكل تدريجي.
وأضاف: (سيسوء الوضع إذا توقفنا عن العمل. من سيساعد البحارة؟ ومن سيقدم لهم الطعام والحليب للأطفال؟ لا أحد يهتم لحالنا).
منذ مساء الاثنين، سارع عدد من الصيادين إلى نقل مراكبهم من ميناء صيدا إلى مناطق في شمال الأولي، كما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية، ليتمكنوا من مزاولة عملهم.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، مساء الاثنين، إنه سيعمل (في الوقت القريب بالمنطقة البحرية ضد أنشطة حزب الله. وتوجّه للصيّادين ورواد الشاطئ بالقول: (من أجل سلامتكم، امتنعوا عن الوجود في البحر أو على الشاطئ من الآن وحتى إشعار آخر).
وحذّر من أن (الوجود على الشاطئ وتحركات القوارب في منطقة خط نهر الأولي جنوبًا يشكّلان خطرًا على حياتكم).
يصبّ نهر الأولي في مدينة صيدا على مسافة نحو 60 كيلومترًا شمال الحدود بين لبنان وإسرائيل.
آخر كلمة ماتفوتوش قراءة: مسرحية هزلية.. ما يدور بين بايدن ونتنياهو حول خطط ضرب إيران