شغلت قضية “الثقب الأسود” الرأي العام المصري مؤخرا، بعدما انتشرت مقاطع فيديو تُظهر أطفالا وشبابا يدخلون ويخرجون من فتحة غامضة أسفل كوبري المنصورية يوميًا.
وبعد تداول هذه المشاهد، تبيّن أن الفتحة تقع أسفل أحد كباري الجيزة، حيث اتُخذت وكرًا يجتمع فيه أطفال ونساء وشباب بغرض التسول.
وأعلنت وزارة الداخلية تحديد موقع المتهمين بدائرة قسم الأهرام بالجيزة، مؤكدة تحرك القوات الأمنية العاجل لضبطهم.
وقد أسفرت الحملة عن القبض على 20 شخصًا، بينهم سبعة مسجلين خطر، إضافة إلى ثماني سيدات وخمسة أطفال.
كما عثر بحوزة 9 متهمين على أسلحة بيضاء، وأكدت التحقيقات استغلال الأطفال في أعمال التسول واستجداء المارة.
لا تفوّت قراءة: 7 قواعد ذهبية للثراء: كيف تبني مستقبلك المالي؟
لغز الثقب الأسود.. عالم خفي تحت الكوبري يكشف أسرار التسول
استغل المتهمون الأطفال وفرضوا بيع السلع بإلحاح، محولين المنطقة المحيطة إلى مسرح لأنشطتهم غير المشروعة، ما استدعى التدخل الأمني.
اتُخذت الإجراءات القانونية بالتنسيق مع الجهات المختصة، لإغلاق الفتحة الغامضة، ونقل الأطفال إلى دور رعاية آمنة لحمايتهم ورعايتهم.
لكن المفاجأة لم تتوقف هنا، فقد كشف عن عالم خفي يضم رجالًا ونساءً وأطفالًا يعيشون حياة كاملة من زواج وإنجاب وتسول تحت الكوبري.
المشهد الصادم أثار قلقًا ورعبًا بين المواطنين، بعد اكتشاف تحول “الثقب الأسود” إلى مجتمع موازٍ بعيدًا عن أعين الدولة.
وللمفارقة، ذكّر هذا المشهد الجمهور بالفيلم الشهير العفاريت (1990) وشخصية “الكتعة”، المرأة المتوحشة التي سيطرت على الأطفال المخطوفين.
أعاد ذلك للأذهان مسلسل بدون ذكر أسماء، الذي تناول قضية استغلال الأطفال في التسول، لكن برؤية أكثر درامية واختلافاً.
لا تفوّت قراءة: إطلالة أنثوية لا تُقاوم.. دليلك لاختيار قصة الشعر المثالية التي لا تبطل موضتها أبدا
استغلال الأطفال.. ظاهرة قديمة تتجدد
قصة استغلال الأطفال عبر خطفهم وإجبارهم على بيع السلع أو ممارسة التسول ليست وليدة اليوم، بل تمتد جذورها منذ عقود طويلة.
وقد جسد فيلم العفاريت (1990) جانبًا من هذه المأساة، لكنه لم يكن البداية، فالممارسات غير السليمة ضد الأطفال كانت موجودة قبل ذلك بكثير.
واليوم، لا يخفى على أحد أن هذه الظاهرة مستمرة، والجميع يدرك خطورتها وآثارها القاسية على مستقبل الأطفال وحقهم في الحياة الكريمة.
