لبنان وغزة: المخطط والسيناريو واحد والغصة واحدة
لم أزرها في يوم ولا حتى اقتربت من حدودها عن طريق الصدفة، علاقتي بها بدأت مع أغاني فيروز وهي تدندن “نسم علينا الهوى من مفرق الوادي .. يا هوى دخل الهوى خدني على بلادي” وعندما عبرت عن اعتزازها بكل قطعة في بلدها “بحبك يا لبنان .. يا وطني .. بشمالك بجنوبك بسهلك بحبك” وحين قال عنها وديع الصافي “لبنان يا قطعة سما” وتعلقت بشجر الأرز اللبناني رمز الدولة بمجرد رؤيته على علمها وسمعت عن حكاويه وقصصه الخالدة، واستمتعت برقصة التنورة في أفلامها، ومن وقتها وأنا أحاول أن اكتشف سر هذا الشعب واختلافه.
لبنان وغزة السيناريو يتكرر والغصة واحدة
وفي لحظة بالأمس استعدت كل هذه التفاصيل عندما شاهدنا جميعًا كيف وصلت الأوضاع في جنوب لبنان الذي غنت له فيروز إلى موقف حساس لم تصل إليه منذ بداية الحرب وارتفعت دقات القلب والإحساس عندما رأيت صورة لإمرأة لبنانية مسنة مصابة على الأرض لا تعرف أين تذهب ولا لأين تنزح، وذكرتني بالمسنة التي نهشها كلاب جيش الاحتلال فالمشاهد التي عشناها مع غزة تتكرر، لبنان وغزة بهما نفس الغصة وأصبح المخطط واضح، منشورات لإخلاء المنطقة ومن ثم قصف في أرض محروقة وإنشاء منطقة عازلة أو بمعنى آخر “اجتياح بري وإنشاء منطقة أمنية في الجنوب”.
وذلك وفقًا للمصادر التي قالت إن إسرائيل تدرس خططًا لشن هجوم بري على لبنان، تتضمن الاستيلاء على منطقة عازلة تمتد لبضعة أميال على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
في اللحظة التي أكتب فيها عاشت لبنان يومًا من أكثر الأيام الدموية، وصل عدد القتلى حصيلة أمس ما يقرب إلى 500 شهيدًا بينهم 35 طفلًا في عودة لما حدث في الحرب الأهلية اللبنانية وبدأ اللبنايون في النزوح من الجنوب إلى بيروت وصيدا في مراكز إيواء وإلى الكنائس والجوامع.. ويقول وزير دفاع الاحتلال أن حسن نصر الله الأمين العام للحزب “بقى وحيدًا.. وما بناه في 20 عامًا هدمته إسرائيل في شهور” وفككت الهيكل التنظيمي القيادي والعكسري.. وما نستطيع فعله الأن هو أن نترك القوس مفتوحًا لعدد الشهداء والجرحى والاغتيالات والمخططات القادمة.
آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: إيناس الغول: مهندسة غزية تبتكر جهازًا لتحلية مياه البحر